facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل سيحتفل المسـلمون بعيد الفطر الحـالي ؟


د. عادل محمد القطاونة
27-07-2014 05:45 AM

بين عيد سعيد وعيد شهيد ؛ عالم عربي وعالم إستثنائي ؛ وبين بيت معمر وبيت مدمر ؛ مقهى ومستشفى ؛ مطعم وملجئ ؛ وبين حلوى وحنظل ؛ شهي وعلقم ؛ ولباس ناعم وخشن؛ وبين البدلات والأكفان ؛ والألعاب النارية والصواريخ الصهيونية ؛ وبين صرخة طفل يتيم وبكاء عجوز سقيم بات المسلمون اليوم اكثر حاجة في إعادة النظر في إحتفالهم بعيد فطرهم ؟

لطالما كان عيد الفطر مناسبة لإظهار الفرح مع إنتهاء شهر رمضان الفضيل الذي أغدق المسلمون فيه أنفسهم طاعةً وإستغفاراً وصلاةً تارة وقراءة للقرأن وصلة للأرحام ورحمة في ما بينهم تارة أخرى .....!! وبعيداً عن التنظير والضرب في المثالايات والوطنيات التي أصبحت كقطع الليل المتناثر بين الحين والآخر يطرح البعض التساؤل التالي: هل سيحتفل المسلمون بعيد فطرهم لهذا العام ؟؟ بعد أن أمطرنا الدنيا ملاييناً من صور الشهداء والجرحى ودنانيراً من التبرع والسخاء ؛ بعد أن أشبعنا الدنيا صراخاً على مباريات كأس العالم وتهامساً في قراءة القرآن ؛ بعد أن أنهينا سهراتنا وخيماتنا الرمضانية مع المطربين لننتقل بعدها إلى مدينة الحسين الطبية مع الجرحى والصالحين ؛ بعد ان وقف البعض منا في ليلة القدر ليقرأ آية في دقائق وليختلس الرؤيا على فتاة هنا وهناك لساعات ؛ بعد ان قدمنا كإعلامين مسلسلاً في الحقد والتفرقة برهة والتشهير والتلميز برهة أخرى ؛ بعد ان قدمنا انفسنا أمام دول العالم الغربي مشتتين نبحث عن تسجيل مواقف الأقوال لا الأفعال !!

تناقضات عنيفة عجزت معها جميع علوم النفس في تفسير سلوكيات البعض الكثير فدقائق لغزة وساعات لشارع مكة ، برهة من الوقت لتأمل صورة طفل قتيل وساعات للبحث عن لباس لطفل آخر جميل ، لا أدري هل هي تناقضات العصر أم أن ترف الحديث والقيل والقال أصبحى جزءاً من الحياة اليومية للمواطن ؟ لقد باتت معادلة المجتمع أكثر غموضاً أكثر صعوبة في الفهم ، أقل إستيعاباً أقل منطقية تملأها التناقضات والإنفعالات تستند في أغلبها للفعل وردة الفعل تحكمها المزاجية تغلفها العاطفية تفتقر في معظمها إلى الوسطية.

بالأمس القريب ودعنا كأس العالم وكان جلياً انه بين كل صاروخ وصاروخ على غزة كان هنالك هدف وضربة جزاء لألمانيا والبرازيل ؛ والمتابع للنشاط (الفيسبوكيFB) والاجتماعي يلمس بما لا يحمل الشك ان أحداث غزة أخذت منحناً تصاعدياً مع اليوم الثاني لإنتهاء مباريات كأس العالم ! فمواطننا العربي يدرك دائماً حجم اولوياته فكأس العالم كل أربع سنوات أم أحداث غزة فهي كل سنة ! ميسي ورونالدو لا ياتون إلا في العمر مرة أما شهداء غزة فمنهم الكثير الكثير !!

بالأمس تراقصت شوراعنا فرحاً بفوز المنتخب الألماني (العربي) بكأس العالم وتوقف السير وإزدحمت الطرق وإرتفعت أعلام المانيا العربية فرحاً وعجت مواقع التواصل الإجتماعي بالأفراح والليالي الملاح ولم يكن لغزة آنذاك أي نصيب من الحزن والأسى ، من الدعاء والمواساة !! وطار الشعب العربي من مواليد (برلين وفرانكفورت) ... !! فرحاً أكثر من الشعب الألماني وفي نفس الليلة كانت غزة تقدم الشهيد تلو الشهيد ولم يحرك أغلب العرب أية مشاعر فسلم الأولويات آنذاك كان مختلفاً !

أخيراً وليس آخراً فبين أسواق مزدحمة وأسواق خالية ؛ مركبات متوقفة ومركبات محترقة ؛ وزبائن منتشرة وشهداء مغمورة ؛ وبين تغير في المشاعر والمواقف ؛ الآراء والأقوال وبين تبرع طاهر وتبرع خبيث ؛ زيارة طيبة وزيارة إستعراضية باتت غزة اليوم وغداّ مع بارئها تحتفل وحيدة بعيد فطرها ضاربت بعرض الحائط كل بخيل ومستعرض؛ مثرثر وأناني ؛ حاقد وحاسد وعلى إتصال بربها إيماناً منها بقوله تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ. الآية (62) ، سورة (النمل).





  • 1 عموني 27-07-2014 | 05:50 AM

    اشكر من قلبي على هذه الكلمات

  • 2 حمزة حمد الحمايدة 27-07-2014 | 06:02 AM

    لا استطيع ان اوصف شخصكم صاحب القلم المبدع الذي يسير دائما باتجاهه السليم وطريقه الصحيح دكتور
    عنجد يسلم ثمك وايدك على هالكلام وهالمقالة الاكثر من رائعه

    الطالب حمزة الحمايدة
    جامعـة الشـرق الاوسـط

  • 3 عامر 27-07-2014 | 06:13 AM

    صح لسانك دكتور ابدعت

  • 4 محمد 27-07-2014 | 06:20 AM

    كل الشكر والتقدير دكتور ابدعت كعادتك

  • 5 يزن 27-07-2014 | 06:29 AM

    كلام واقعي وصريح كل الاحترام

  • 6 محمود 27-07-2014 | 06:39 AM

    الدكتور الفاضل عادل القطاونة المحترم
    ابدعت وابدعت وابدعت كاتب محترف كل الاحترام لك ولجهودك المباركة

  • 7 طارق 27-07-2014 | 06:49 AM

    مقالة اكثر من رائعة كل الشكر والاحترام

  • 8 Yazan hajeer 27-07-2014 | 09:06 AM

    الكاتب الرائع تعجز الكلمات عن شكرك لما كتبته ونتمنى ان تتغير احوالنا الى الافضل .

  • 9 محمد العوامله 27-07-2014 | 01:29 PM

    نسال الله العلي العظيم ان يصلح الحال يادكتور
    اما غزه..... فلها رب العزه

  • 10 Tariq Abu hassan 27-07-2014 | 01:59 PM

    دكتوري الفاضل ..
    والله انك اثلجت الصدر بمقالك وكلماتك النابعة من الحس الوطني والقومي لقضاينا العربية من حس انسانا ايقن وأمن بمعنى " لا يأمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ..
    لكن يا عزيز الفاضل والله نحن الامواات وليس شهدائنا في غزه هاشم ..
    فهم اناسا تغمرهم روح الضمير ونحت ضمائرنا مدفونه في ملذات الدنيا الا من رحم ربي ..
    فالعيد هو عيد اهلنا في غزة وليس لنا فالعيد هو للأناس الاحياء ونحن اموات ..
    العيد هو عيد الشهداء وليس عيد من هم اخياء الجسد ونافقي الضمير ..

    واخيرا اكرر شكري لك على كلماتك

  • 11 زياد سلامه شطناوي 27-07-2014 | 02:18 PM

    دكتور انت رائع بكل معنى الكلمة

    نحن ننتظر هذا الكلام من زمان ... فنحن اصبحنا مشردين وهويتنا اصبحت شبه هوية غربية لا عربية ... بافعالنا وتصرفاتنا .. من المحزن والمؤسف اصبحنا نرى بعض الدول الغربية هي التي تحمي الهوية العربية من مواقف وتظاهرات نصرة لأهل غزة الشقيق ونرى منهم من مواقف مشرفة من معاونات ماديه وممعنوية .... الخ .... نعم لقد اصبحنا نهتم بالمباريات و ونشاهد الدراما واللافلام الاجنبية ونسينا غزة والدول العربية ... نعم نسينا هويتنا العربية .... امة نايمة

  • 12 عبد الرحمن مسعود 27-07-2014 | 04:01 PM

    والله يادكتور ابدعت والله ابدعت

  • 13 ابن الكرك 27-07-2014 | 04:10 PM

    كل الاحترام

  • 14 علي جبر 27-07-2014 | 11:11 PM

    رائع كعادتك دكتور ما شاء الله عليك مقالة رائعة من دكتور اكثر من رائع
    كل الاحترام والتقدير دكتورنا العزيز

  • 15 khali hussein 29-07-2014 | 12:45 PM

    اشكرك
    وكلامك رائع
    د انا بحترمك جدا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :