facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لن أكتب عن غزّة .. !!


أ.د عمر الحضرمي
02-08-2014 12:08 PM

لن أكتب عن غزّة، ولن "أجيب سيرتها"، ولن أذكرها، ولن أشاهد ما يجري فيها لا على التلفاز ولا على" اللاب توب"، ولا على صفحات الجرايد.

كل ذلك لأنه لا يربطني بغزّة أي رابط، ولا تقوم بيني وبينها أيّة صلة، فأنا لا أعرفها ولا أتعرّف عليها، فمهما حاولت هي أن تستفزني، أو تذكّرني بأنّي ابن جلدتها، وأن سيدي هاشم مدفون في أرضها، وأن أهلها هم من خيرة العرب ومن أشراف المسلمين، ومهما حاولت أن تدفع كل يوم، ثمن كرامتي وعزّتي وشهامتي ورجولتي وشرفي، ومهما جاهدت في سبيل اقتلاع أنياب الوحوش التي تحاول كل لحظة أنْ تنهش لا اللحم فقط وإنما العرض قبله، مهما حاولت فإنني أستحي أن أكتب عن غزّة وعن فلسطين كلّها، لأننا، نحن، فتات العرب قد دسنا بأقدامنا ما قاله أجدادنا (الذين أثق اليوم أنهم برءاء منا) "أنا وابن عمّي على الغريب" وأبقينا فقط "أنا وأخوي على ابن عمّي"، ولأننا تناسينا، عن عمد وسبق إصرار، صرخة "وامعتصماه" لذلك صدق علينا قول الشاعر:
أكاد أومن من شك ومن رِيَبِ
هذي الملايين ليست أمة العرب

خجلت من نفسي، عندما استوقفني طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، وقال لي:" عمّوه أنا خايف أنْ يقتلني اليهود... لأنهم يقتلون الأطفال وأنت لا تعمل شيئاً، ولا تحرك ساكناً". طأطأت رأسي، وحاولت أن أشغله بلعبة كانت معروضة في المتجر الذي كنت، وأهله، نتسوّق فيه، فقال: "عمّو.. لقد رأيت كثيراً من هذه اللعب وقد دفنت تحت ركام المنازل في غزّة، بعد أنْ تقطعت إلى اشلاء، اختلطت بأشلاء الأطفال الذي كانوا يلعبون بها".

أحسست بدمي يتدفق بين شعر جفوني وأنا أرى "العُرْبان" يزحفون على ركبهم متوسلين مجلس الأمن أن يجتمع ليصدر قراراً، فلم يعرنا انتباهاً، وكل ما فعله أنْ أصدر بياناً رئاسياً يحمل بين طياته كل الاحتقار لنا ولقضيتنا. وشعرت بالمهانة ونحن نكتفي بالسبّ والشتائم والدعوات إلى الله أنْ يرينا باليهود يوماً أسوداً، غير مدركين قوله جلّت قدرته: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم". واختبأنا وراء قوله تعالى: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، معتبريين أن الله هو الذي يدافع عنا دون أن نسأل أنفسنا هل نحن مؤمنون حقّاًّ !!

غزّة دُمرّت، وحُرِقت أجساد أطفالها ونسائها وشيوخها، ونحن نكتفي "بالجعير"، وبالدعاء الى الله أنْ لا يصيبنا ما أصابها، فماذا سنقول لمالك المُلك عندما نقف بين يديه ؟!! هل نقول له إنّ ما باليد حيلة ؟! أم نقول له "الله على الظالم" ثم ننكفأ على وجوهنا ، ونديرها نحو "الحيطان" نلعن "أبو اليوم" الذي وفد فيه اليهود إلى ديارنا !! عندها سيقول لنا البارئ المصور "خسئتم عندما تقاعستم" و"عندما تفرقتم" و"عندما نسيتم أنّ رسولكم الكريم، صلى الله عليه وسلم، كان يضرب بطون الأبل يدافع عن الارض والعرض والدين والشرف والكرامة والعزّة".

هل بعد ذلك كلّه تريدون أن نكتب عن الرجولة والايمان.. دعونا نتدثّر بثياب النساء، ونختبئ وراء الجدران، نسأل الله السلامة بأرواحنا. ودعونا ندعو أن يلهم الله عدوّنا الرّحمة فيكف عن ضربنا وقتلنا لأننا ضعفاء، وغير قادرين على أن نصبح رجالاً يذودون عن حياضهم.
غَزّة ! أقولها لك بكل صراحة ووضوح :" إغسلي ايديك منا، فليس لك إلا الله وملائكته ورسله، اما نحن فاقرأي على أرواحنا الفاتحة".





  • 1 عشاني 02-08-2014 | 11:34 PM

    امانة الله عليك تكتب يا راجل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :