facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل العنف ظاهرة وطنية وعالمية؟


د.محمد غزيوات الخوالدة
11-08-2014 01:29 PM

هل اصبح العنف ظاهرة وطنية وعالمية إن وجود وانتشار العنف في كثير من المجتمعات أصبح أمراً واضحاً ومخيفاً يهدد حياتها ومستقبلها ، رغم رفض هذه الظاهرة الخطيرة على الأقل بشكل نظري من قبل أوساط مجتمعية واسعة .لقد باء العنف الجسدي ينتشر في الأردن بشكل أفقي وعامودي حيث ينتشر بين الطبقة المثقفةوالامية وينتشر بين الاناث والذكور على حد سواء وأصبحت ظاهرة عدم التسامح هي الأصل والتسامح هو الاستثناء , ففي الأردن على سبيل المثال قام رجل بأطلاق النار على زوجتهلأسباب واهية وضعيفة ,وقام رجل اخر بأطلاق النار على رجل (لز) أي اقترب من سيارته, وقام رجل اخر بأطلاق النار على رجل في مركز امنى ,وقام رجل بأطلاق النار على اخرين لاستخدامهم الألعاب النارية قرب بيتة ,وعند تحليل هذه الظواهر العنيفة في مجتمعنا نجد بأن القيم الأخلاقية والشخصية بانحدار , وان قيم التسامح والمحبة بدأت تتلاشى في هذا المجتمع الطيب وتم استبدالها بالقيم البراغماتية والنفعية والسؤال المطروح في هذا السياق الى اين نحن نسير؟ وما هي الإجراءات التي تم اتخاذاها اوسيتم اتخاذاها لوقف هذا الانحدار القيمي والأخلاقي؟ هذه أسئلة لا زالت تنتظر برسم الإجابة عليها . .

اما عن ظاهرة العنف والظلم، نتذكر فوراً شخصيات حقيقية ليست من نسيج الخيال، بل من العصر الحديث مارست العنف بكل أشكاله ضد شعوبها وشعوب الأمم الأخرى كشخصية نتنياهو وبيغن وشامير وبوش الاب والابن وهتلر وستالين والأسد الاب ولابن والسيسي والخامنئي والخميني والمالكي وميلوسوفيتش ومعمر القذافي ، على سبيل المثال لا الحصر، لأن هؤلاء اتسم تاريخهم بالعنف والطغيان والدموية، وكذلك يتبادر إلى أذهاننا ونتذكرهم بإجلال أصحاب ثقافة ومبدأ اللاعنف في نضال الشعوب والمضطَّهَدين لأجل الانعتاق من الاستبداد ونيل الحرية وتأمين الحقوق العادلة ، كشخصية الزعيم الهندي المشهور المهاتما غاندي، والزعيم الليبي عمر المختار وقائد النضال السلمي في الولايات المتحدة الأمريكية مارتن لوثر كنج، والقائد الأفريقي نيلسون مانديلا..

إن القضاء على ثقافة العنف والعنف المضاد واجتثاثها من عقلية وذهنية المجتمعات والأفراد ليس بالأمر السهل، بل يحتاج لجهود منظمة ومخطط لها تقوم على الاسسالسلمية والتوعوية والثقافية والسياسيةوالاجتماعية، وإيجاد حلول لكافة المشكلات تبنى على بيئة سليمة يبنى فيها الإنسان الصالح (Good Citizen)العاقل المنفتح على قيم الاخر و المحب لأخيه الإنسان ، وهذا لا يعني المسامحة غير المشروطة تجاه المعتدين على حقوق الاخرين فيجب ان لا ننسى ما فعلة الكيان الصهيوني المسخ في شعبنا الفلسطيني وما فعلتة أمريكا الامبريالية في عراقنا الجريح .
,
اما على المستوى الوطني الأردني فيجب ان يكون التسامح هو القاعدة والانتقام هو الاستثناء إذ قال غاندي : ( العين بالعين تجعل العالم بأكمله أعمى )، أي أن مواجهة العنف بالعنف تعني قتل الحياة وتقويض أسس العيش المشتركوتقويض السلم الأهليفي مجتمعنا الأردني .

لذا أصبح واضحاً للعيان بأنه لا يمكن لمجتمعنا الأردني أن يعيش بسلام وازدهار دون تبني سياسة السلم وقبول الآخر المختلف واحترام رأيه مهما كانت ميوله واتجاهاته السياسية والدينية والفكرية، لذلك من واجب جميع القائمين على الشأن التعليمي والثقافي والديني في مجتمعنا الأردني إيجاد أدوات وآليات مناسبة لنشر ثقافة ومبدأ اللاعنف وأسسه وكيفية تطبيقه والعمل به ، يقول المهاتما غاندي : ( اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان وهو أعظم ما أبدعه الإنسان ومن أكثر الأسلحة قدرة على تدمير الشر ). وبكل اسف ما زالت أسباب العنف تعمل في ثقافة المجتمع الأردني والعربي بشكل عام وتجد لها البيئة المناسبة ، وان لم يتم علاجها بشكل علمي ومدروس، ويبدو أننا متجهون نحو مآسي وويلات وكوارث اجتماعية ودينية وثقافية واقتصادية لا نعرف نتائجها .

فالعنف لا يمكن ان يكون طريقا لحل المشكلات، بل يزيدها تعقيداً، كون العنف لا يعتمد على منطق العقلبل يعتمد منطق القوة ..

إن التغيير الذى يقوم على أساس ديمقراطي وبناء الدولة المدنية الحديثة لا يتحقق بتغيير النظام أو السلطة وشخوصها، بل بتغيير الذهنيات والنفوس والبنية الفكرية والثقافية والتنظيمية للدولة والمجتمع ونحو قبول التعدد الديني والفكري وصون الحقوق خدمةً لكل مواطن .

لذا أرى أنه يترتب على كافة السياسيين والإعلاميين والكتاب والمثقفين في مجتمعنا الأردني أن يقدموا نموذجا لثقافة اللاعنف من خلال برامجهم وكتاباتهم ونضالاتهم المستمرة بين أبناء المجتمع الأردني الواحد، لأنه لا يمكن أن نتصور مجتمعاً تعمُّ فيه ثقافة اللاعنف إذا كان قادته وسياسيوه وإعلاميوه ومثقفوه يمارسون العنف والإقصاء أو الإرهاب بكافة أشكاله؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :