facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حوار مع دبلوماسي غربي


د.رحيل الغرايبة
15-08-2014 03:45 AM

زارني مجموعة من الدبلوماسيين الغربيين العاملين في سلك الخارجية الألمانية، والخارجية الفرنسية وبعض الدول الأوروبية الأخرى، وجرى حوار مطول حول مجموعة من القضايا المختلفة، التي تأخذ مساحات كبيرة من وسائل الإعلام العربي والغربي، تخص الإسلام والدولة المدنية، وحول الحركات الإسلامية المعتدلة والمتطرفة كما تم التطرق إلى ما يجري في العراق وسوريا ومصر ومختلف الأقطار العربية، وأخذت الأحداث الجارية في غزة قسطاً وافراً من الوقت.

كان الحديث سلساً ومعقولاً في مختلف القضايا المطروحة، ولكن الحوار فيما يتعلق بغزَّة كان ساخناً ويتسم بالحدة أحياناً، وأعتقد أن الحوار عندما يمس «إسرائيل» على وجه التحديد يتخذ مساراً مختلفاً مع الدبلوماسيين الغربيين، حيث أنهم يخرجون عن حدود المنطق ومعايير الحوار الموضوعي وتظهر بوضوح معالم عقلية مختلفة، وتصبح وجهاً لوجه أمام أدمغة مغسولة.

حاولت أن أتحدث عما جرى في غزة دون انفعال أو توتر، وبذلت جهدي أن أرسم الصورة الواقعية لقطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة، حيث يتم إحكام الحصار بحراً وبراً وجواً، فلا يمسح لهم باستخدام الميناء البحري ولا المطار ولا الحدود البرية، فيضطرون لحفر الأنفاق من أجل الإبقاء على رمق الحياة والعيش البشري الذي لا تطيقه كل شعوب الأرض.

يقول الدبلوماسي الألماني إن هذه القضية يتم التعامل الإعلامي معها بشكل مختلف ومتباين إلى حد التناقض بين العالم العربي والعالم الغربي، فأنتم هنا تتأثرون بخطاب إعلامي تمثله محطة «الجزيرة» تحت عنوان «غزة تنتصر»، بينما تتأثر الشعوب الغربية بخطاب إعلامي مختلف، ولذلك أريد أن أسألك حول موقفك من الصواريخ التي تنطلق من غزة باتجاه الأراضي والمدن «الإسرائيلية»...

حاولت أن أشرح أن «إسرائيل هي التي بدأت الحرب واستغلت حادثة قتل المستوطنين الثلاثة الذين قتلوا في ظروف غامضة لم تعلن حماس مسؤوليتها ولا أي طرف فلسطيني عن ذلك الحدث، ومع ذلك «إسرائيل» شنت حرباً مدمِّرة دون تشكيل لجان تحقيق، وقبل ظهور النتائج الحقيقية، وتستعمل أسلحة مدمِّرة، وتقصف المنازل والمساجد والمستشفيات وسيارات الإسعاف، ومدارس الأطفال بما فيها مدارس الأنوروا، وقتلت ما يزيد على عشرة آلاف، ألا يحق للفلسطنيين أن يدافعوا عن أنفسهم؟

ولكن الدبلوماسي الألماني يقول: أعلم أن حجم التدمير كان كبيراً، وأعلم أن هناك عددا كبيرا من القتلى و المدنيين، وأن الإصابات «الإسرائيلية» لم تكن دقيقة، وربما ردة الفعل كان مبالغاً فيها، ولكن الإسرائيليين يقولون إنهم يحددون أهدافهم بدقة، وهم يستهدفون عناصر المقاومة، ويبحثون عن الصواريخ التي تروع الآمنين...؟

فقلت له : لماذا لا تنظر إلى ترويع المدنيين الفلسطينيين، ولماذا لا تلاحظ أن نسبة الأطفال الضحايا تتجاوز 30% وفق تقارير محايدة، ولماذا لا تسمع صوت مندوب الأمم المتحدة الذي يشهد بأن مدارس الأنوروا لم يكن فيها أسلحة ولا صواريخ، وهي مكتظة بالمدنيين الهاربين ومع ذلك تم قصفها
يقول الدبلوماسي: أعلم ذلك وسمعت كل هذه التقارير ولكنك لم تجب على سؤالي! سؤالي المحدد: ما موقفك من إطلاق صواريخ من غزة تستهدف مدنيين إسرائيليين؟

أيقنت تماماً أن الدبلوماسي الألماني يعلم تماماً أن هذه الصواريخ لم تقتل أحداً من الإسرائيليين، ويعلم أن القتلى الثلاث وستون المعترف بهم كلهم جنود وعسكريون، ولكنه لا يهتم إلّا بهذه الجزئية على وجه التحديد وهي امتلاك الفلسطنين القدرة على (إطلاق الصواريخ) تزعج الإسرائيلين، وهذا محل استنكار العالم الغربي كله، وفي الوقت نفسه ليس لديهم اهتمام بالقتلى من الجانب الفلسطيني والعربي بعموم، مهما بلغ العدد، ومهما كانت نسبة المدنيين، ومهما كان السبب.

نحن أمام حقيقة أن العالم الغربي عندما يستخدم المصطلحات فلها دلالة واحدة لديه؛ فالأمن هو أمن الإنسان الغربي، وحق الدفاع عن النفس هو حق محصور للإنسان الغربي، والعدل والديمقراطية هما حق للشعوب الغربية فقط، أما الشعوب الأخرى فهي كائنات أخرى لا تملك حق الحياة، ولا حق الأمن ولا حق الدفاع عن النفس، وليس لها المطالبة بالديمقراطية والعدالة، وموت (1000) واحد من العرب والشرق كله لا يساوي قتل إنسان واحد من الشعوب الغربية المتحضرة، وبالنسبة لإسرائيل فقد تعرضوا لغسيل ادمغة!!
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :