facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مطلوب استراتيجية لمواجهة التطرف؟


حسين الرواشدة
21-08-2014 04:27 AM

أرأيت كيف تنهض الدول من خلال وزاراتها ومؤسساتها المعنية بشؤون الصحة و السلامة لمواجهة أي ( وباء) قادم من وراء الحدود ؟ انها تتحرك على الفور لإرشاد الناس وتحذيرهم، فالمشافي تعلن حالة الطوارئ، و الاعلام يحشد لتوضيح أسباب المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه، و المسؤولون يخرجون عن صمتهم لوضع الجمهور في الصورة، وتطمينهم على صحتهم ومطالبتهم بالتزام قواعد الوقاية، وتلافي التواجد في الأماكن المزدحمة و الابتعاد عن المصابين بالمرض و المواظبة على النظافة، ثم تبدأ حملات ( التطعيم) أحيانا، أو تصرف الأدوية بالمجان فيما يجد( المصابون) بالمرض ما يلزم من رعاية طبية.

آسف ، اذا كنت اسهبت في وصف هذه ( الصورة) التي نعرفها جيدا، لكنني لم أجد أبسط من هذه المقاربة للتذكير ( بأولوياتنا) المنقوصة أحيانا و المعكوسة أحيانا أخرى، صحيح أن (الحفاظ) على صحة الناس ومواجهة الامراض التي تهدد ( أبدانهم) يجب أن تكون في صميم اهتمام الدول ومؤسساتها، لكن الصحيح أيضا أن ( الحفاظ) على سلامة عقول الناس وأفكارهم ووعيهم وامنهم ، يفترض ان تكون أولوية ايضا، وما فعلناه أننا قدمنا الاولى على الثانية...لدرجة أن الاولوية الثانية غابت عن ( أجندتنا) وتوزع ( دمها) على القبائل.

للتوضيح أكثر، أسأل : ما الذي فعلناه لمواجه(امراض) التطرف و التشدد، وهل قامت مؤسساتنا المعنية بواجبها؟ الاجابة - بالطبع- معروفة، فنحن لم نسمع حتى الآن عن ( خطة) لمواجهة هذه الآفات المدمرة، ولم نر أحدا يتحرك باتجاه تحذير الناس وارشادهم ومعالجتهم اذا لزم الأمر، كل ما فعلناه لم يتجاوز ( التخويف) أحيانا و التطمين أحيانا أخرى... فيما (التطرف) يتصاعد وأعداد المنتسبين اليه تزداد، واخطاره تحدق بنا من كل اتجاه.

يكفي أن نسأل : أيهما أخطر على بلدنا (جنون البقر) الذي أفزعنا قبل سنوات،وكورونا الذي ودعناه وايبولا الذي يداهمنا الآن، أم جنون ( داعش) واخواتها، أيهما يحتاج الى ( استراتيجية) وطنية ومطاعيم جاهزة ومشاف ٍ مفتوحة وأطباء مهرة وخطاب اعلامي موحد وموازنات مخصصة للوقاية والمعالجة، هل يعقل أن غيرنا قد انتبه الى هذا الخطر البعيد عنه آلاف الأميال (المانيا و فرنسا مثلا) فنهض الى تشكيل فرق متخصصة لدراسة (التطرف) ومعرفة الاسباب التي دفعت بعض (المواطنين) المقيمين هناك للانضمام الى (داعش) و النصرة، ووضع ما يلزم من اجراءات (وقائية وعلاجية) للتعامل معهم ومنع انتقال العدوى الى غيرهم، فيما نحن الذين يهدد (التطرف) حصوننا من الداخل و الخارج مانزال (نفكر) في التصدي لهذا الخطر ؟.

منذ سنوات وأنا ادعو الى اصلاح مؤسساتنا الدينية و تجديد خطابها، والى اصلاح خطابنا السياسي ايضا، لكنني اليوم أجد نفسي مضطرا للحديث بصراحة عن ( تقصيرنا) في مواجهة أمراض التطرف، يكفي أن نشير الى أننا في هذا العام تحديدا لم ننظم أي مؤتمر عن ( التطرف)مع أن بلدنا من أكثر البلدان استضافة للمؤتمرات، ولم أوفق في العثور على ( مدونة) أو ( بروشور) يرد على أفكار دعاة ( التطرف) ويوضح حقيقة الاسلام لأجيالنا التي فتحت (لواقطها) على ارسال المتطرفين بعد أن غاب خطاب الاعتدال المقنع أو غيب عنها، كما أنني لم أجد مؤسسة استطاعت أن تتصدى بنجاح لهذه ( الآفات) وتقنع الناس بدورها وتجذب الشباب اليها...واذا وجدت فإن صوتها مازال داخل الجدران ولم يصل الى الجمهور...لأسباب يعرفها المعنيون و غير المعنيين.

باختصار ،لابد أن نبدأ على الفور بإصلاح مجالنا الديني، (دعك من المجال السياسي الآن) فهو الأقدر و المسؤول عن مواجهة خطاب (التطرف) واخشى ما أخشاه أن يكون هو ايضا جزءا من مشكلة (التطرف) في بلادنا، لكن - بالطبع- هذا ليس وقت المحاسبة ،وانما المطلوب ان ننطلق، سواء على صعيد (المنابر) و المساجد، أو كليات الشريعة، أو الاعلام الذي لا يخصص ( للشؤون) الدينية الا القليل من صفحاته، أو المؤسسات المعنية (بنشر) الاعتدال - وما أقلها- لتأسيس خطاب مقنع ومؤثر، يشارك فيه الخبراء والمتخصصون، لنشر صورة الاسلام الحقيقية وقيمه السمحة...والردّ على (أفكار) العنف و التطرف و ارشاد ( الشباب) الى الصواب،ومعالجة من تورط منهم ، باعتباره ( ضحية) يحتاج الى العلاج لا الى العقاب.

أعرف ان ( قصة) المواجهة لآفات التطرف تحتاج الى تفصيل أكثر، لكن المجال الصحيح لمناقشة ذلك هو طاولة يجلس حولها (خبراء) يناط بهم وضع مايلزم من الأسس والتصورات و البرامج و الوسائل، وكل ما استطيع ان افعله هو أن اقترح بعض ما يستوجب التفكير به... موعدنا بعد غد السبت ان شاء الله
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :