التسول كما غيره من الاحتياجات البشرية قد شابه التطور التكنولوجي وضرورة الاستفادة من خدمات الانترنت في تحقيق فكرة التسول ،فلم يعد يمارس كسلوك كما في السابق على الشوارع والاشارات الضوئية او امام المساجد وطرق ابواب المنازل وزيارة المكاتب والشركات وامام البنوك والصراف الالي وزيارة المحلات التجارية .

ونتيجة تطوّر الإنترنت ساهم في تحديث اسلوب التسول باستخدام التطبيقات الالكترونية سواء عبر الفيس بوك ومواقع التواصل الالكتروني وغرف الدردشة وغيرها ، وكذلك باستخدام الهواتف الذكية ، والذي يشكل غرابة ومفارقة عجيبة ما بين كلفة استخدام هذه الوسائل الالكترونية واقتنائها وبين الحاجة الى الدعم المادي من ممارسي هذه المهنة عبر استخدام الانترنت .

وظاهرة التسول ممنهجة بشكل افضل عبر الإنترنت، ومن السهل على بعضهم امتلاك اي اسم ، ومن ثم تبدأ عملية التسول واصبح بعضهم ينخرط في عملية التسول لأتفه الأسباب كالتسول من أجل تسديد الفواتير المتعلقة بالكهرباء والمياة او العلاج او دفع اقساط الجامعة . إضافة إلى التسول لأهداف معقولة كالعلاج من السرطان أو دفع أقساط الفواتير الطبي، حتى أن البعض اصبح يستغل الظروف الامنية بالدول المحيطة ويقوم بطلب المعونات اي كانت .

وما زاد الطين بله ان بعضهم اصبح يقوم بالاحتيال على الاخرين ، وباستخدام الانترنت اثناء عملية التسول ويقوم بارسال مرفقات عبر مواقع التواصل الالكتروني ، وكذلك شهادات موثقة لما يحتاجه من اموال من اجل مساعدته لقضاء حاجته .

ان التكلفة المتدنية من استخدام مواقع التواصل الالكتروني وكذلك الانترنت ساهم في تعزيز هذا السلوك السلبي ، وكذلك ردة الفعل من الناس ومدى رغبتهم في مساعدة الاخرين والاقتناع بالقصص الوهمية التي يتبناها هؤلاء المتسولين جعلها من العوامل المحفزه لدى كثير من الاشخاص الى اتباع هذا الاسلوب ، وخاصة الاستفادة من المناسبات الدينية ، وسهولة الوصول للاخرين مباشرة دون الحاجة الى اتباع الاساليب التقليدية في ممارسة هذا السلوك الغريب .

ولذا فان للحد من هذه الظاهرة السلبية والتقليل من مستخدميها ، تقع المسؤولية علينا في الحد منها بمواجهة اصحاب هذا السلوك السلبي ، بالاضافة على كافة الهيئات الدينية ان تعمل جاهدة في مكافحة كافة اشكال التسول الالكتروني ، وان توجه المواطنين بعدم الاستجابة لاي نوع من هذا السلوك .