facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفكر السيجطابي الكوني


عاطف الفراية
21-03-2008 02:00 AM

للأمانة العلمية.. كان مدير أحد المواقع اللغوية الضخمة نحت مصطلح (الفكر الطابوني)..
لكن خميس بن جمعة الذي .. أصر على أن (الفكر الطابوني) أمر يختص بالنساء فقط.. اللواتي يخبزن في الطابون ويثرثرن.. وبما أنني وخميس نحارب الانحياز ضد المرأة وإلصاق مصائبنا بها (منذ خطيئة آدم الأولى) فقد اكتشف خميس بن جمعة أن المصطلح الأنسب للرجال (أو بالأحرى للذكور.. لأن الرجولة لها شأن آخر) هو (الفكر السيجطابي).

وقبل أن نخوض في هذا المصطلح نبدأ بتعريف ألفاظه من آخرها .. فالطاب والسيجة كلاهما من الألعاب الخاصة بالذكور حين يجلسون أمام الدكاكين في القرى التي كانت قرى.. ويلعبون السيجة أو الطاب.. وهناك لا بد من موضوع للحديث الذي يقتل وقتهم.. الوقت الذي أصبح عبئا عليهم بعد أن سئموا تكاليف الحياة .. فصاروا يملؤون وقتهم بالثرثرة والنميمة والغيبة والافتراء على خلق الله ونقل الأخبار الكاذبة وتأليف الإشاعات..وكل رذيلة من خلق ولا يعطون الطريق حقها.. فلا يكاد يمر شخص يطرح عليهم السلام إلا ردوا عليه وألحقوه نظرات فاحصة ليعرفوا من أين أتى وإلى أين هو ذاهب.. وما يلبث أحدهم أن يسوق قصة لذلك العابر ليؤكد معرفته بمشواره ذلك والهدف منه وما سيعقبه في اليوم التالي.. ولا تمر امرأة إلا وتلاحقها أعينهم ويتهامسون بوصف مشيتها وأعضائها..

تمخضت تلك الجلسات القروية ـ التي كانت تعبر عن الفراغ بأسوأ صوره ـ عن مبادئ وأسس تشكل في مجملها نظريات يقوم عليها خط فكري واضح ومحدد .. أسسه وأصّل له الباحث السيسيولوجي (خميس ما غيره) وأسماه (الفكر السيجي والطابي) ثم ركب مصطلحه الجديد من اللفظتين. (الطابسيجي) بالطريقة الحداثية ذاتها التي أنتجت (الزمكانية) على يد كمال أبو ديب.

وقد كنا نظن أن هذا الفكر قد يتلاشى بتقدم الحياة وانشغال الناس بلقمة عيشهم وتلقفهم لمعطيات المدنية ودخولهم إلى العصر الرقمي من الإنترنت والفضائيات والقرية العالمية الصغيرة..

إلا أن المصيبة أصبحت أكبر بكثير.. إذ إن الفائدة المرجوة من تلك المدنية لم تتحقق.. فبدلا من أن يبقى الفكر (السيجطابي) محصورا في حدود القرية الصغيرة.. أصبح المجال مفتوحا لنشره إلى كل أجزاء القرية العالمية الكبرى.. فما لبث لاعبو (السيجة والطاب) أن قذفوا بكل قمامتهم ونفاياتهم الفكرية وجهلهم وغيبتهم ونميمتهم إلى الفضاء والإنترنت والأقمار الصناعية .. وفتحوا لها مواقع ومنتديات ووكالات وفضائيات وطرق تواصل ونشر متخصصة ونغمات ورنّات ومقالات ودراسات وقصائد رديئة وتعليقات سمجة وطبخات ووصفات وندوات واتجاهات معاكسة وأبحاث ودراسات وأفلام ومسلسلات ومسرحيات وكليبات.. ووسائل كثيرة لا تحصى.. لنصبح نحن الأمة الأكثر نشرا للقمامة الفكرية في العالم.. العالم الذي أصبحنا عبئا عليه.. نستهلك ما ينتج لنا من مدنية وتكنولوجيا.. ولا نخدم بها معرفة ولا علما.. بل نتخصص في قذف نفاياتنا وفضلاتنا الكلامية وسوء طباعنا عبرها.. لنلوث بها مجال الرؤية والشم والسمع والذوق في العالم الرقمي.. بعد أن أكلنا وشربنا من إنتاج العالم الأرضي ولوثنا بيئته بحرا وبرا وجوا ببقايانا وفضلاتنا .. وروائح أفواهنا المنتنة من كثرة ما نأكل لحوم بعضنا.. رغم أننا نتمضمض مع كل وضوء ونستاك قبل كل صلاة.. ونتعطر كثيرا.. ونتهادى الورود.. والقصائد.

بالتالي.. أخشى ما أخشاه.. أن تكون هذه الأمة قد فقدت مبررات وجودها على الأرض.. كما أشعر أن الغرب رغم إجرامه الظاهر ما زال به شيء من الرحمة.. لأنه يستطيع أن يمحونا من وجه الجغرافيا ويستولي على كل ما لدينا دون أن يحاسبه أحد.. ومع ذلك لا يفعل.. فالغرب فيما يبدو رحيم بنا أكثر منا بأنفسنا.
amann272@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :