علينا أن نعيد الحياة التعليمية للواقع والإصلاح من أجل الوصول إلى منظومة تعليمية واضحة مبنية على أسس مدروسة نابعة من ديننا وتراثنا وقيمنا وتنعكس إيجابا على الحياة الكريمة للمواطن الأردني وتكون ضمن الواقع المعيشي وتحدياته , فالشعوب التي لديها ثقافة تقوم على أكتاف معلميها فعلينا أن نهيئ المعلم لكي ترتقي الأمة إن الإنسان البشري له خصوصية وله شخصية فالمعلم في المدرسة له أيضا دور هام في عملية الإنتاج والنماء والإعداد فالمعلم بحاجة إلى الإعداد العلمي والمعرفي والثقافي سواء في الجامعة أو دور العلم قبل أن يعود للمدرسة يجب علينا أن نأخذ هذه المسالة بغاية الأهمية ولا نفصل بين الجامعة والمدرسة هناك إستراتيجية مهمة يمر بها الطلبة في مراحل التأسيس في المدارس وهي إطلالة مهمة على المراحل الأخرى من الدراسة ولكن هناك تحديات وأمور قد تساهم في إعاقة هذه العملية ودون الوصول إلى تأسيس متقدم ونتائج طيبة بسبب البنية التحتية لبعض من مدارس وزارة التربية والتعليم والتي تكمن في الطاقة الاستيعابية والاكتظاظ حيث إن بعض المدارس لديها الشعب الصفية يزيد عدد الطلبة عن الخمسون طالبا وهناك معلومة تشير إلى أن لكل طالب مترا مربعا واحدا وان الغرف الصفية لا تتجاوز مساحتها ستة عشر متراً فيجب أن لا يزيد عدد الطلبة في الغرفة الصفية عن ستة عشر طالبا ولدينا أيضا عامل هام وهو تحجيم دور المعلم الذي هو في الأساس المحور الرئيس لمنظومة التعليم والأخلاق علينا أن نعيد للمعلم هيبته داخل المدرسة فهذا الأمر له تأثير ايجابي على عملية الضبط والربط وحفظ النظام إذا أعطينا المعلم صلاحيات , فمن هذا المنطلق نحن بحاجة إلى التربية والتعليم ونحن .

آن الأوان أن يكون هناك عملية تشاركيه من أصحاب الاختصاص التربويون وأصحاب الفكر والهيئات ومؤسسات المجتمع المحلي إلى إعادة صياغة جديدة والخروج بمخرجات تعليم حديثة حتى نعيد الحياة للعملية التعليمية لواقعها, الصحيح نحن شهدنا هذا العام النسب التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم لنتائج الثانوية العامة فهذه النسب هي مؤشر واضح على وجود خلل وهي نسب حقيقية للقدرات الطلابية بواقعها الصحيح نحن بحاجة إلى دراسة جدية من وزارة التربية والتعليم والنقابة العامة للمعلمين للوقوف على الأسباب التي أوصلتنا لهذه النسب وطرق المعالجة, وبدورنا نشكر معالي وزير التربية والتعليم الدكتور/ محمد الذنيبات على الخطوات التي اتخذها والتي ساهمت في إعادة الهيبة إلى امتحان الثانوية العامة فهذه جهود نثمنها لمعالي الوزير فنحن بحاجة إلى إصلاح الخطط التربوية ونؤكد بان متطلبات المجتمع وسوق العمل يتطلب مواصفات بها جودة عالية ومن هنا نؤكد بان المدرسة المميزة لها أداء مميز والجامعة المميزة لها أيضا أداء مميز من الناحية التعليمية وبها مواصفات عالية تنسجم مع الأهداف المطلوبة فهذا الشيء يكمن في الإدارات التي لها خبرة مميزة في الأداء وتحقيق الرسالة, وأخيرا نطلب من وزارة التربية والتعليم إعادة النظر بمادة التربية الوطنية سواء في المدارس أو في الجامعات ويجب أن يتخللها إستراتيجية وطنية لتعريف الطلبة بالانجازات التي تحقق بعهد الهاشميون وإدخال مفاهيم مهمة تطرق لها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه في أحدى اللقاءات التي تحدث بها في الجامعة الأردنية وقد تطرق لمصطلحات أهمها الهوية الوطنية المواطنة, ومن هو المواطن الأردني والانتماء وحب الوطن والمحافظة على مقدراته ,هذه المواضيع هي تنوير فكري تساهم في خلق جيل له انتماء حقيقي وقادر على مواجهة التحديات. فمن هنا نقول العملية التعليمية بحاجة إلى إعادة نظر وإصلاح .