facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوهام للبيع .. وأرقام تحت الطلب!


د. هاني البدري
11-09-2014 02:20 PM

تتجهُ بعض دول العالم اليوم لأحكام قبضتها الرقابية على مراكز الفكر واستطلاعات الرأي العام، لا سيما بعد أن أضحت هذه البحوث والاستطلاعات أداة حادة بأكثر من نصل.. توجهها آليات السوق وماكينات البيع والشراء دون النظر إلى خطورة ما تتصل به الدراسات من نتائج يمكن أن تؤثر كارثياً على اتخاذ القرار، أو التسويق أو بناء توجهات الرأي العام حيال قضية أو منتج أو مرحلة أو عمل درامي أو فكرة بعينها..
تعودنا على مدى سنوات أن تكون النتائج لمراكزَ بعينها، تُعين بغرض النتيجة المعروفة وبسببها، واضحة فاضحة لحجم الأخطاء والخطايا، ومدى القصور المتعمد في الأسلوب العلمي، وآليات البحث وتوجيه الأسئلة، لتؤدي لنتائج معروفة مسبقاً والتوجه لجمهور مستهدف لذات الهدف والغاية..
(أفضل مسلسل في رمضان.. أعظم قناة تلفزيونية وأجمل مذيعة، أطول مذيع وأرقى برنامج، أحلى ممثل وأنظف موقع إلكتروني، أوسع صحيفة انتشاراً وتأثيراً وتقديراً) عناوين لا ترقى حتى للاهتمام بها أو أخذها على محمل السؤال..
والأكثر، أن هذه الأوهام التي تبيعها الآن في حراج مزاد علني مكشوف، مؤسساتٌ وشركاتُ قطاع خاص (تقبض) حتى يتسنى للزبون أن يتصدر القوائم، ويترأس الجداول حتى يبيع هو الآخر بطريقته وعلى (حس) هذه الأرقام الوهم والنتائج المُضللة..
عشرات التجارب في دول عربية عديدة أثبتت وعبر قنوات قضائية أن ثمة تلاعبا مكشوفا حام حول أداء هذه الشركات.
في السعودية حين اُستبدلت مواقع صحف بأخرى على لائحة ترتيب وهمية، في القدرة على الانتشار والتأثير، انفجرت فضيحة استطلاعات الرأي المسبوكة على نار الميزانيات المرصدة لهكذا غايات، وباتت قصة الأوهام الجاهزة للبيع، والأرقام المؤهلة (للمطمطة) حسب الزبون، معروفة لدى الجميع ما أفقدها معنى وجودها أصلاً..
يمكننا أن نتفهم بعض الأسباب التي تقف وراء مراكز دراسات رأي حكومية، ربما تعمد إلى توجيه النتائج عبر الأسئلة ونوعية الجمهور وفئات البحث بما يخدم الحكومة أو رئيسها أو طاقمها في مرحلة ما، أو لعلنا نمرر لبعض المراكز شبه الحكومية أو القريبة من الحكومة أن تجامل ببعض الأرقام والنتائج التي تحسن الصورة، أو ترمم لبعض الخدوش والعثرات الحكومية.. أما أن تصبح المجاملات مدفوعة الثمن بما يغير الحقائق ويلعب على عقليات الجمهور ويستخف بمساحات رحبة من الذكاء اكتسبها عبر سنوات المشاهدة والمتابعة وخبرة التعامل مع الإعلام والفضاء المفتوح والقدرة على التقييم وانتقاء الأفضل (الحقيقي)، والأروع (الحقيقي) والأكثر انتشارا وتأثيراً وجماهيرية (الحقيقي)، والأجمل عيوناً (الحقيقي).. فهذا صعب!!
باتت الحقيقة واضحة للجميع (زي الشمس)، ولا يمكن لصفقات بيع الأوهام والأرقام الجاهزة حسب الطلب، والاستطلاعات (الديليفري) أن تغيرها، وأن تجعل من برنامج أو قناة لها تأثيرها الواضح في الشارع، في آخر الترتيب لأنها لم تدفع.. أو أن تؤثر في اهتمامات المواطن حتى عندما يقرأ أن أداء الحكومة في عامها الأول يستحوذ على رضا الناس، فيما هو يعاني من أخطاء وترهل وتجاوزات وقرارات متسرعة وعثرات، سببها الحكومة التي حازت على رضاه..!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :