facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن بحاجة لإئتلاف تنموي بدلا من التحالف لحرب داعش


اسعد العزوني
13-09-2014 01:07 PM

بكل المقاييس ،نجد أن دخول الأردن في تحالف دولي ضد ما يسمى داعش - وهو التنظيم الجرثومة التي أطلقها مجتمع المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ،كضربة قاضية للعرب والمسلمين ،بعد أن عجزت إسرائيل وأمريكا وما أطلق عليه "الربيع العربي"عن تحقيق الأهداف المرسومة ،وهذا ما إعترفت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها الأخير بعنوان"كلمة السر 360" ،أن أمريكا صنعت داعش لتقسيم العالم العربي، رغم من تطوع وخرج علينا بنفي لذلك – هو توريط للأردن وتعميق لأزماته الإقتصادية والسياسية والإجتماعية.

الأردن قبل غيره وبسبب مستوى الوعي لدى صانع القرار فيه،ومقدرته الفائقة على إختراق الأهداف في الخارج ،يعرف أن هذا التنظيم الجرثومة ،إنما جيء به لتقسيم الشرق الأوسط ،ولذلك فإن جل ما يقوم به من جرائم تشمئز منها العقول ،إنما هي موجهة من قبل صانعيه لتشويه صورة الإسلام اولا ،وتهيئة الرأي العام العالمي لكل طاريء مخطط له ،وفي المقدمة تقسيم العالم العربي إلى كانتونات صغيرة ذات طابع ديني ،لإضعاف العرب ،وفرض إرادة إسرائيل بأن تكون دولة يهودية خالصة شانها شأن الكانتونات التي بدأنا نلمح وجودها مثل دولة جنوب السودان وجمهورية كوردستان في شمال العرق.

آن الأوان للأردن الرسمي أن يخلع عنه ثوب الدور الوظيفي الذي كلفه غاليا ،فرغم كل ما قدمه للغرب وإسرائيل من خدمات ،إلا أن مشاكله الإقتصادية والسياسية والإجتماعية تتعمق يوما بعد يوم ،وتزداد مديونيته عاما بعد عام،فأين الأصدقاء؟

معروف أن الأردن الرسمي مرتبط بصداقات عميقة ولو ظاهريا على الأقل مع كل من بريطانيا وأمريكا ،وتأتي بقية دول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا في الدرجة الثانية ،والمعروف ايضا أن هذه الدول تعد من الشريانات القوية التي تغذي إسرائيل بالحياة ،علما أن هذه الإسرائيل تبتز الجميع ولا تقدم أي خدمات تذكر حتى لأمريكا ،بل تقوم بالتجسس عليها لصالح الصين ،عكس الأردن الرسمي الذي يبدع في ذلك إنطلاقا من دوره الوظيفي المناط به.

وحتى لا يساء الفهم ،فأنا لا أدعو لإنفصال الأردن الرسمي عن خارطة التحالفات هذه ،ولكني أتمنى أن نجد الأردن وقد رفع صوته في وجه الجميع أنه حارس لمصالحه ،وأنه يتعاون مع المجتمع الدولي وفق الأسس المعروفة ،وهي المصالح المشتركة ،بمعنى ان يأخذ ويعطي ،لا أن يعطي فقط.

أعني بذلك أن المساعدات التي يحصل عليها الأردن من الغرب ،ليست بالمستوى الذي يماثل ما يقدمه من خدمات تطلب منه ،بل هي نقطة في بحر ،وهنا لا أستثني الخدمات التي يقدمها الأردن لبعض الدول العربية المحاذية له ،مثل حراسة الحدود وحمايتها من تهريب المخدرات والأسلحة ،ولا يوجد ما يمنع أن يتحدث الأردن الرسمي مع الجميع حول هذه الخدمات ،وأن يتم وضع تسعيرة لها ،فالمساعدات العربية للأردن ليست كافية ،كما أن البعض بدأ يلفظ العمالة الأردنية ،الأمر الذي يعمق أزمات الأردن بكل أنواعها ،ومعروف أن أسواق العمل في الخليج تعج بالعمالة الأجنبية .

وعلاوة على أن مساعدات أمريكا وبريطانيا للأردن محدودة جدا ،فإنها مشروطة أيضا ،فعلى سبيل المثال هدد معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية "ميمري"ومقره في واشنطن ،وأسسه ثلاثة ضباط سابقين من الموساد،هدد الأردن الرسمي بوقف المساعدات الأمريكية إن بقيت أعمل صحفيا في الأردن،وكان له ما أراد لأنه وجد من ينصاع له،فأين السيادة الوطنية وحماية المواطنين والمصالح؟

أعود إلى داعش وأقول أن الأردن بدلا من إجباره على الدخول في حلف دولي ظاهري ضد داعش ، بحاجة إلى إئتلاف تنموي تدعو له أمريكا وبريطانيا ودول أوروبا الغربية واليابان وكوريا الجنوبية ،لإحداث نهضة فيه ،تعمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين ،وتخلق فرص عمل واسعة للمواطنين كحرب على البطالة والجوع ،وبذلك نكون قد عملنا على تحصين شبابنا من الوقوع في شرك التطرف الذي يستغل الوضع المعيشي المتدهور .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :