facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إقتصادنا وعُقدة الحل


د. مأمون نديم عكروش
15-09-2014 04:09 AM

”يقول أينشتاين: ”الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرّة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة!“ لدينا مُعضلة أكبر بكثير من المُعضلة الإقتصادية وهي تتعلق بتفويض من كان سبب رئيسي في خلق المُعضلة الإقتصادية بالعمل على إيجاد الحل المناسب لها وتخليص الإقتصاد الأردني من عنق الزجاجة. نحن أكثر دولة بالعالم نقوم بعقد الندوات والحوارات وورش العمل والمؤتمرات ومراكز دراسات من أجل العمل على حل المُعضلة الإقتصادية لدينا.

ومع ذلك لم يرى هذا الحل النور بعد! أعتقد أنّ جزء أساسي من عدم قدرتنا على حل المُعضلة الإقتصادية لدينا هو أنّ نفس الفئة من الأشخاص تعمل على حلها بنفس العقلية وطريقة التفكير والمنهجية مع تغيّر الظروف.

فمثلاً نجد نفس الوجوه في غالبية المؤتمرات العتيدة وورش العمل والندوات ونجد نفس الطروحات ونجد جدل بيزنطي نظري وهناك تعمّق في تشخيص مصادر المُعضلة الإقتصادية لدينا وصولاً إلى درجة عالية من الإستعراض بهدف محاولة لفت إنتباه الحكومة أو مؤسسات معينة لهذه الوجوه. الأمر الإستفزازي الآخر هو أن غالبية هذه الوجوه التي تتباكى على حالة الإقتصاد الأردني هي نفسها كانت في مواقع قيادية حكومية وكانت قادرة على إتخاذ قرارات إقتصادية من شأنها التقليل من الآثار السلبية للمُعضلة الإقتصادية لدينا.

لكن سبحان الله عندما يكونوا في المناصب يكون كلُ "وضع البلد تمام" وعندما يتركوها "ينزل الوحي" ويبدأ التنظير لحل المُعضلة الإقتصادية لدينا. أقول هذا الجنون الذي تحدّث عنه أنيشتاين قبل عدة عقود.

لقد حصلت على ورقة علمية-عملية عُمرها حوالي خمسة عشر عام تقربياً ومؤلفها مُفكّر أقتصادي أردنيّ مشهود له محلياً ودولياً في المجال الإقتصادي وهي منشوره في جامعة عالمية مرموقة إلى جانب مجموعة من الإقتصاديين العالميين وعلى مستوى عالي من الجودة. هذه الورقة شخّصت الواقع الإقتصادي الأردني بدقة متناهية ووضعت خطوط عريضة لما يجب أنّ يكون عليه الإقتصاد الأردنيّ ووفقاً لرؤية وطنية شاملة وتم ربطها بالأمن القومي الأردني وبإسلوب علمي ممزوج بخبرة عملية واسعة النطاق تضمّنت حلول واقعية.

وتطرّقت الورقة ذاتها إلى ما سيعاني منه الإقتصاد الوطني في حال أنّ هناك سياسات وإجراءات إقتصادية لم يتم وضعها موضع التنفيذ وربطها بالأمن الوطني الأردني بطريقة صحيحة.

مع الأسف فقد صدقت الورقة في تشخيص الواقع الإقتصادي الأردنيّ الحالي وتبيّن أنّ الباحث كان صائباً فيما تنبأ به بهذه الورقه العلمية.

هذا أثار في ذهني مجموعة من الأسئلة التي أتمنى الإجابة عليها بموضوعية سواء من الحكومة الحالية أو من الحكومات السابقة. لماذا هذا الإصرار العجيب على السعي لحل المُعضلة الإقتصادية لدينا بنفس الوجوه التي خلقتها؟

لماذا لا يتم إستثمار الكفاءات الوطنية الأردنية ذات الخبرة والعلم والمعرفة على إيجاد حلول للمُعضلة الإقتصادية لدينا بدلاً من الإعتماد على شركات إستشارية عالمية ليس لديها من المضمون إلا أرقام وإحصائيات يتم وضعها على شكل (PowerPoint Slides) بطريقة جميلة لمتخذ القرار بدون مضمون شافِ؟ لماذا لا يتم وضع خطة إقتصادية واقعية وتعيين فريق إقتصادي ومحاسبتة أو مكافئتة بناءً على مستوى الإنجاز الذي يتحقق بغض النظر عن الحكومة ورئيسها؟ لماذا لا يوجد إدراك قوي للعلاقة التقليدية بين الأمن الاقتصادي والأمن الوطني؟

متى سنُدرك أن الحلول والوصفات الجاهزه من الخارج لا تقدم الحلول؟ متى سنُدرك أنّ سياسة فرض الضرائب وإثقال كاهل المواطن هو حل قصير المدى ويدمّر خاصيّة المواطنة الصالحة لدى الأردني؟ وهناك عدة أسئلة أخرى! أنا لا أدّعي أنّ لديّ الحل للمُعضلة الإقتصادية لدينا ولكن لديّ الحق بمعرفة الإجابة على هذه التساؤلات التي تشغلُ الشارع الأردني!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :