facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العمود الفقري لرحلة النمو والتغيير


د. سامي الرشيد
17-09-2014 04:22 AM

يقول ديفيد ماكريني في كتابه : (انت الان أقل غباء ): كيف تنتصر على عقلية القطيع, كيف تصل الى السعادة وطرق أخرى للتفوق على نفسك؟

يقول انه لمن أصعب الاشياء على الغالبية العظمى من البشر ان يغيروامن قناعاتهم ليتبنوا افكارا جديدة .
ما يحدث ان لكل منا حزمة افكار تشكل رؤيتنا عن العالم ,وعندما نصطدم بمعلومات تتنافى مع ما نؤمن به , تحدث حالة استنفار تلقائي تجعلنا نهرع نحو معسكر افكارنا , نتحصن به ونستميت في الدفاع عنه .

هذا ما يسميه الكتاب ( ظاهرة التأثير العكسي ) وهو بلا شك وضع يائس لأنه يعني توقف نمونا الشخصي , ولا نتزحزح عن مربع البداية , وان نحرم انفسنا من التمتع بالنمو والتغيير .

أحد اسباب هذه الحالة هو الكسل المعرفي , وقد اثبتت التجربة العلمية انه كلما تطلبت عملية الفهم جهدا اكبر – نظرا لصعوبة او تركيب الحقائق الجديدة المطروحة على العقل – اتجه العقل نحو المعلومة الاسهل , ويفترض العقل كذلك ان المعلومات الاوضح والاكثر سهولة هي الصحيحة .

لان عملية هضم المعلومات هي العمود الفقري لرحلة التغيير والنمو , لذلك فالعقل بحاجة ماسة الى مدخلات جديدة تشحذه وتتحداه وتساعده ان يغيرمن رؤيته .

في اطار تنفيذ العقل لتلك الاستراتيجية فهو يجنح تركيزه للمعلومات التي تدعم من موقفه الاصلي , ويتجاهل ما ينافيها او يتعامل معها بتفسير نظريات المؤامرة , وفي اطار هذا الخلل في جهاز الاستقبال فان طرح معلومات جديدة على العقل هو امر بلا جدوى .

نحن كافراد وجماعات نقف في خنادق فكرية متناحرة , كل منا يحاول اثبات صحة موقفه بحماس فيعتقد انه يمتلك اليقين , وهو ما تكشفه بوضوح شبكات التواصل الاجتماعي والبرامج الحوارية , بحيث انه اذا طرحت فكرة او موقف يهدد قناعاتنا حتى ندخل فورا في حالة التأثير العكسي .

كل واحد يصوب اهدافا في مرمى الاخر من اجل الفوز , ويحدث هذا على خلفية من التشويش المعلوماتي الهائل حيث لا حقائق ولا ارقام ولا احصاءات متاحة , حيث تصبح الاراء الشخصية والاشاعات حقائق , والنتيجة المؤكدة هي فوضى فكرية عارمة لن تؤدي الا الى المزيد من الغباء والتعصب ومن الوقوف امام اية امكانية حقيقية للنمو والتغيير .

الحل يكمن في ادراك العقل والتغلب على الخوف من الام التحول والنمو , حين تنفتح ابواب التفكير العقلاني المنزه عن الرغبات الصغيرة في الانتصاروتبدأ رحلة الاكتشاف والتغيير ومرحلة النمو .

التغيرهو الانتقال من نظام اجتماعي لاخر , فالنظام الاجتماعي الان يختلف عن النظام الاجتماعي السابق اي ما قبل الرأسمالية والصناعية .

المجتمعات البشرية عرفت العديد من الانظمة الاجتماعية قبل ان تصل لمرحلة التطور
الدافع وراء تغير الانظمة الاجتماعية هو ان النظام الموجود لا يعبر عن ارادة الافراد المكونين للمجتمع , فطالما هناك فجوة بين ما هو قائم وما ينبغي ان يكون يحدث التغير للوصول لمجتمع يعبر عن ارادة افراده .

التغير الاجتماعي هو تغير يحدث في البناء الاجتماعي متضمنا التغيرات في حجم المجتمع أو في الأنظمة الاجتماعية خاصة او العلاقات بين هذه النظم الذي يمكن ان يكون جزءا من التغير الثقافي , وهو نوع من التباين والاختلاف الذي يحدث في مكونات البناء الاجتماعي الذي يؤدي الى حدوث تغير في أنساق التفاعل والعلاقات وانماط السلوك, ويعد السمة المميزة لطبيعة الحياة الاجتماعية في المجتمعات الحديثة .

هذا يؤدي الى التغير في القيم الاجتماعية , فتغير نمط الحياة الاجتماعية في العصور الاقطاعية الى العصر الحديث أدت الى تغير النظرة المجتمعية الى طبيعة الفرسان والمحاربين باعتبارهم من افضل المهن الاجتماعية . أما في العصر الحديث أصبح النشاط الاقتصادي واقامة مشروعات صناعية واقتصادية مربحة ماديا , يعد امرا هاما يسعى اليه الكثير من الطاقات العاملة , والحصول بعد ذلك على مناصب عالية وامتلاك الثروة والقوة الاقتصادية والسياسية معا .

يترتب على التغير في البناء الاجتماعي , تغير في نوعية واشكال النظم الاجتماعية بوظائفها في المجتمع وتغير نوعية الأدوار الاجتماعية .

فتغير نظام الملكية من ملكية خاصة الى عامة في المجتمع الاشتراكي السوفياتي سابقا , ادى الى تغير نظام الانتاج وعلاقات العمل ونوعية الطبقات الاجتماعية .

لكن بعد الغاء الاشتراكية وعودة الرأسمالية الى روسيا وجعل الملكية ملكية خاصة بعد تعديل كل ما يترتب على نظام الملكية والاتجاه نحو تشجيع المشروعات الخاصة والعمل على اعادة توزيع الحقوق والواجبات والمسؤوليات بين الافراد والدولة والمجتمع كما ترتب على ذلك ايضا تغير مفهوم الحريات بمعناه العام وحرية الملكية الفردية , أصبح امرا مختلفا تماما عن ذي قبل وذلك بتغيير كامل لهذا النظام .

كما ان التغير في مراكز الاشخاص والتغير السكاني والديموغرافي والتغير الاقتصادي يؤثر تماما على التغير الاجتماعي .

بهذا يجب علينا ان نتوجه للعمل المبدع , فالعمل التقليدي لا يسمن ولا يغني من جوع , فكثير من الدول التي كانت في وضع اقتصادي سيئ قامت بتحريك الافكار والدعوة للتغيير وفعلت الابداع والابتكار , وخرجت من شرنقة اليأس والصغار الى افاق رحاب ليس دونها الا الايمان بهذه القيمة المضافة الجديدة حتى تطورت بلدانهم وتفوقت وتقدمت .

لا بد ان نبعد عنا الذين لا يريدون ان يعملوا ولا يريدوننا ان نعمل بجد ونشاط لاعلاء شأن الوطن ولا بد ان نقف مع النفس والضمير للعمل الجاد المنتج والبذل والعطاء وانكار الذات , والنظر لمستقبل واعد بعد رفع غطاء الخوف والتردد , بهذا نحمي وطننا ونعلي شأنه ليتسع لجميع الاطياف وتكون النظرة واحدة هي مصلحة الامة ومصلحة الوطن الذي نعيش به ونتمنى ان يكون وطننا عزيزا مصانا محافظ عليه ولا شائبة تشوبه بعد اعتماد قواعد الاخلاق ومكارمها التي تدعو للصدق والالتزام والامانة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :