facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روايات فقهية تحتاج إلى ردود .. ؟!


حسين الرواشدة
18-09-2014 04:38 AM

تتجاوز مهمة الديني اليوم رفض ( الممارسات) التي يقوم بها ( المتطرفون) في حقل الدين الى الردّ عليها وتفنيدها بالادلة الشرعية والمنطقية.

لا أريد أن اصدم القارئ الكريم اذا قلت بأن معظم الاجتهادات والاحكام الفقهية التي نسمعها من دعاة (التطرف) تتطابق - نسبيا- مع منظومة من (التراث) الفقهي الذي تناقلته أجيالنا على امتداد تجربتنا التاريخية، لا اتحدث هنا عن مسألة (الخلافة) التي بات يروج لها كشكل محدد للدولة الاسلامية، وانما ايضا عن قضايا اخرى مثل (الحكم) والبيعة والقتال و الجهاد ومعاملة (الاسرى) والتعامل مع (الآخر) المختلف في السلم والحرب...الخ.

لايتسع المجال هنا لعرض (الروايات) الفقهية التي يشهرها في وجوهنا دعاة اقامة الخلافة وبناء الدولة الاسلامية (طبعا على أنقاض الرؤوس المقطوعة والسبي والذبح وطرد الآمنين!) ولا لاستعراض الردود الفقهية التقليدية التي (تناور) في الميدان دون ان تقنعنا بأن ( مبادئ) الاسلام واحكامه تجاه هذه القضايا تختلف تماما و تتعارض مع ( ممارسات) تاريخية قام بها بعض المسلمين في عصر من العصور، وارجو هنا ان ننتبه بأن معظم ما ورد في موضوع نظام الحكم في الاسلام مثلا ينتسب الى (أدبيات) اسلامية وردت في كتب الادب لا الى حقول فقهية معتبرة، وبالتالي فقد جرى ( توظيف) بعض النصوص لإصدار احكام مطلقة و غير صحيحة نسبت الى الدين وأصبحت جزءا من العقيدة وهي غير ذلك تماما، ينطبق ذلك على ( اقامة) الخلافة وعلى البيعة و على السبايا من النساء في الحروب..إلخ.

ارجو ان ننتبه - ايضا- بأن عملية الفصل (المتعمدة) أحيانا التي جرت بين (الاحكام) و(المبادئ) في الحقل الديني أضرت بالاسلام، خذ مثلا الارتباط بين مختلف ( العبادات) والتكاليف وبين ما يترتب عليها من أفعال واخلاق، ستلاحظ بأن فقهنا في المجمل انشغل بتفاصيل الحكم الفقهي واعتبره اساسا ومعيارا للحكم على الاداء الديني (التدين) فيما لم يحظ الشطر الثاني - وهو الاخلاق- الاّ بنصيب قليل من الاهتمام، ومن يرصد اسئلة (الجمهور) المتدين في شهر الصيام مثلا سيلاحظ بأنها تنصب على شروط صحة الصوم و المفطّرات، لكن من دون الاشارة الى (مقتضيات التقوى) ، فالقطرة في العين مثلا تدرج في باب المفطرات لكن (الكذب) لا يعتبر كذلك، وهذا ينطبق على ( الصلاة) التي قد تبطل بسبب تعدد حركات المصلي لكنها لا تبطل اذا كان المصلي أدّاها بعد اداء شهادة زور..أو سرقة مال عام.

دعوت في مرات عديدة الى ضرورة اطلاق (العقل) الاسلامي لكي يجتهد بعيدا عن (الاحكام) المسبقة التي تحصره في اتجاه الأخذ بكل ما قاله السلف أو فعلوه، كما دعوت الى ضرورة اجراء مراجعات (جوهرية) لتراثنا الفقهي، ولتجربتنا التاريخية في الحكم، لكنني اليوم أجد أن من واجبي - على سبيل الاسعافات الطارئة- أن ادعو مؤسساتنا الدينية الى تبني فكرة اصدار (مدونات) صغيرة ومتخصصة في الرد على مثل هذه الاسئلة الفقهية وتوضيح موقف الاسلام منها، في ضوء ما يجري من مستجدات ونوازل، ثم تعميمها على المساجد وعلى الاعلام وعلى الجمهور ايضا لكي لا يقع شابنا في (التباسات) الفهم بين روايات متعددة وفتاوى متضاربة تقدم لهم صباحا ومساء.

حين أدقق في صورة (مجالنا الديني) وخطاباتنا التي نسمعها على المنابر كل جمعة، أقول في نفسي: كان الله في عون (المسلمين) المستمعين الذين اعتقد أنهم- مثلي - يشعرون بالحيرة، فمن نصدق هذا الذي تجف ريقه ليقنعنا بأن إقامة (الخلافة) واجب على كل المسلمين، وبأن بيعة الخليفة الغالب فريضة دراءً للفتنة، أم نصدق أعيننا التي ترى ما يحدث حولنا، وما سيكون عليه مصيرنا لو فعلنا ذلك وأخذنا بما ذكره مولانا؟

باختصار شديد، لابدّ أن نعيد النظر في وظيفة الدين ومجالات حركته في مجتمعاتنا، ولابدّ أن نحرر فقهنا من هذا (التلبّس) الذي طرأ عليه وان نعيد - ايضا- الاتصال بين احكامه ومبادئه..لكي لا نظل (ننتسب) اليه ونحن أبعد الخلق عنه أو ندافع عنه ونحن أكثر من يسيء إليه...
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :