facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطبة الجمعة


شحادة أبو بقر
19-09-2014 11:25 PM

يلتقي المسلمون حشودا قرابة خمسين مرة وأكثر في صلاة الجمعة كل عام ، وهي لقاءات يفترض ان تكون لها آثارها الايجابية على حياة الناس ، وبالذات على صعيد نبذ السلبيات وتعظيم الايجابيات في سلوكهم وعاداتهم وتهذيبها بما يحقق التراحم بينهم ويخفف عنهم الكثير من الاعباء المترتبة على هكذا سلوكيات وعادات مستجدة باتت مرهقة وخطيرة في كثير من الاحيان ، ومن ذلك فوضى السلاح وإنتشار آفة المخدرات والمغالاة في الانفاق خلال المناسبات ومجافاة القانون في قيادة المركبات والتعصب للعائلة والعشيرة الى غير ذلك من أمور هي محط شكوى العامة في مجالسهم .

يصنع خطيب الجمعة خيرا إن هو اسهم كل في بلدته ومجتمعه الصغير في إيلا هذه الامور المهمة قدرا اكبر من خطبته٫ ، فإصلاح المجتمعات المحلية لا شك يتقدم على طغيان الهم السياسي الذي يشغل الحيز الاكبر في خطب الجمعة هذا الاوان ، خاصة إذا ما ادركنا ان اصلاح الدول والاوطان وحتى الامم يبدأ بإصلاح الفرد والمجتمع المحلي ايا حجمه ، ولا شك في ان الارشاد المقنع المبدع قادر على إستقطاب القلوب والعقول معا ، في مشهد محترم تستند فلسفته الى إقامة شرع الله جلت قدرته في قلوب الناس ونفوسهم كمدخل للاستقامة في هذه الحياة .

في العادة يسبق الخطبة درس ديني ، وهذا الدرس هو في نهجنا الحالي جزء من الخطبة ولا إختلاف فيه عن مضمونها ، ولهذا فإن من الحكمة ربما لو ان طبيبا مؤمنا او متخصصا آخر في اي من حقول العلم المختلفة كالفلك والهندسة والاحياء وسوى ذلك من علوم يقدم للمصلين هذا الدرس ليعرض فيه رؤيته لعظمة الخالق سبحانه كما رآها هو في دراساته وابحاثه ، ففي ذلك فائدة عظيمة تعمق روح الايمان في نفوس العامة ، وتنآى بهم عن حياة التيه والضياع ، وتزيل من حياتهم امر ممارسة العبادات كعادة لا اكثر ، وتجعل منها عبادات مقرونة بالعمل والسلوك والخلق الطيب ، عندما يطلع المصلون على إختلاف ثقافاتهم على عظمة عظمة الخالق سبحانه تتجلى في مخلوقاته وفي قدرته التي لا تدانى على تدبر امر هذا الكون العظيم ، ليرى المتكبرون والتائهون والغافلون ان الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضه .

خطبة الجمعة والدرس الديني الذي يسبقها ، حدث مهم جدا في حياة الناس إذا ما تم إستثماره كما يجب لهدف عزيز هو إصلاح الفرد والمجتمع ، وهي مهمة لا بد وان تتقدم كما اشرت على اية مهمة اخرى ، فلكل مجتمع صغير ظروفه وهمومه ومشكلاته التي لا أعتقد ان هناك ما هو افضل من المسجد لابرازها والعمل على معالجتها عبر جهود جماعية لكل من هذه المجتمعات ، لتكون النتيجة إصلاحا للمجتمع الاكبر ، ومن المؤكد ان ذلك يرضي الله سبحانه وتعالى ، ويعود على الامة بالخير العميم ، اما مواصلة طغيان السياسة على كل شيء دون سواها ، فذلك امر يحتاج الى مراجعة جاده . والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :