facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نماذج في فضاء السياسة العربية


22-09-2014 02:15 PM

الوزير المصري الاسبق وأحد المهندسين لسياستها الخارجية محمد فايق كان ضيفا بالامس على برنامج الاعلامية المصرية منى الشاذلي على قناة الـ cbc المصرية...

عاصر عبدالناصر واحبه وسجنه السادات وعاد اليوم ليكون رئيسا للمجلس القومي لحقوق الانسان في مصر ولم يختلف اداؤه واخلاصه اليوم عن الامس لانه لا يعمل لحساب اي منهم بل يعمل من اجل مصر.

الرجل الثمانيني يحتفظ ببريق ووهج التراضي مع النفس والنجاح ويرى الدنيا كلها بعدسات وطنه لا بعيون المصلحة والنفع الشخصي ولا من منظور مناوراته لتوريث الابناء وصناعة الاصنام والازلام..

بعد تاريخ عملي زاد على الستة عقود لم يختبئ محمد فايق من وجه الايام ولم يصبغ شعر رأسه ولا شاربيه ليوهم من حوله بانه ما زال قادرا على العطاء.. فهو يعطي بصمت وحب ولا يحب الاعلام وحملات التلميع كما يرفض الظهور على وسائل الاعلام ليعلن اخلاصه وانتماءه.

منذ ان قامت ثورة عبد الناصر وهو يعمل مع الجيران الافارقة على بناء وحدة عززت مكانة بلاده في القارة السوداء فقد كان المنسق لجهود دعم الثورات الافريقية وخلق الاحلاف وحماية مصالح بلده لا زعاماتها في محيطها.

عبر سنوات خدمته الحلوة ايام عبد الناصر واعوامه الاكثر مرارة يوم حاكمه السادات وادخله السجن لعشر سنوات لم يخبُ حب الرجل للوطن فقد فرق الرجل بين حب وكراهية الاشخاص وحب الوطن وتمثل مثل كل المصريين صوت ولحن الكلمات العذبة التي غنوها "يا حبيبتي يا مصر" فبالنسبة لهم الامة تتقدم على كل الحكام والسلاطين والرؤساء.. والمصريون لا يبالغون اذا قالوا نموت جميعا ويحيا الوطن.

بالامس دار في خاطري الكثير وانا اشاهد الرجل الذي خلا صدره من مرارة الظلم وهو يتحدث عن المجد والعز اللذين ساهم في صناعتهما من اجل بلده وليس لارضاء ناصر الذي احب او السادات الذي تجنى عليه... فمن منظور الرجال القادة والزعماء يحلون ويرحلون مثل فصول الاعوام..

كنت أتأسى على بلادي التي حرمت نفسها من ان يكون لها خبراء في الشؤون الاسيوية او الافريقية او الاعلامية او اي شيء... ليس لأن الاردن خالٍ من الكفاءات فهو يدفع بابنائه لبناء العالم او يندفعون دون رعاية او غطاء او حتى اعتراف.

بل لاننا اثرنا ان نحصر تمثيلنا ورعايتنا لعشرات من ابناء المقربين.. ننضجهم بسرعة تفوق قدراتهم ويديرون شؤوننا بفكرة او ربع فكرة في عالم يزخر بالافكار..

في بلادنا يغلب التزلف والحديث المعسول والتباكي على المصلحة العامة على الكفاءة والمهنية والاقتدار ويتقدم الكثيرون نحو مواقع القيادة بمخزون معرفي لا يتجاوز بضع جمل فيها من النفاق والكذب والزيف وزعم الحرص على المصلحة العامة مع ان المصلحة العامة لا مكان لها في قواميس الكثيرين ممن ينتدبون للاداء في المواقع العامة.

اتمنى ان ارى بين صفوف قادتنا السياسيين ومنظرينا شخصيات مثل اسامة الباز وحسنين هيكل وعاطف صدقي ومحمد فايق؛ فهؤلاء هم الكنوز الحقيقية لبلدانهم التي تتقدم فيها المصلحة العامة على كل المصالح، ولا يضطر الرجال ليجددوا انفسهم عند كل مفصل لكي لا يفقدوا جاذبيتهم لصناع القرار...

الرجال الاكفياء هم ثروة الامة بل هم ودائع ودفائن يمكن استخراجها عندما تكون بلدهم في ضائقة حقيقية.

تحية لـ محمد فايق وكل الذين على شاكلته فهم وسيرتهم منارات اخلاقية في عالم تلاشت فيه اخلاق العمل تحت لهيب الصراع على المصالح الشخصية واصبح فيه الساسة مثل الباعة المتجولين تحوي حقائبهم كل ما ترغب باقتنائه الجميلات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :