facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة العيد والأضحية


د.رحيل الغرايبة
09-10-2014 03:44 AM

احتفل ما يزيد على مليار ونصف من البشر بعيد الأضحى المبارك، الذي يعد أحد شعائر الإسلام الذي يفيض بالفرح والسرور والبشر والغبطة، عبر تكرار المصافحة بين الأرحام والأقارب، وعامة الناس، والممزوجة بالتسامح والتغافر، وتعزيز أواصر المحبة والمودة بين أفراد المجتمع، على طريق بناء الوحدة الوطنية، ومواجهة أعاصير الفرقة والنزاع التي تجتاح أوطاننا العربية والإسلامية في هذه الأيام القاتمة من عمر الأمة.

تحدث المتحدثون عن معاني هذه الشعيرة الخالدة ومقاصدها، وعن منظومة القيم الوحدوية التي ترقى إلى مستوى العبادة، وقمة الامتثال إلى الخالق جلّ وعلا، ولكن ما نحتاج إليه في هذه المناسبة هي تلك اللفتة المتعلقة بإرساء ثقافة العيد والأضحية، وتطويرها من أجل الوصول بها إلى مستوى راقِ ومتحضر عبر إطار نظيف وجميل على صعيد الشكل والمضمون، ولا بد في هذا السياق من الإشارة إلى الإجراءات الجماعية المصاحبة لهذه الشعيرة الجميلة، والتي تخص « أمانة العاصمة، والبلديات ومنظومة الحكم المحلي، من أجل الوصول إلى صورة حضارية مشرقة لديننا، ووطننا وشعبنا، ومن أجل التعاون الجماعي على إرساء ثقافة العيد والأضحية الأصيلة التي تساعد على تحقيق مقاصد العيد الكبرى.

عندما تسير في أحياء العاصمة عمان في أيام العيد، تجد أن كل مساحة خالية بين الدور والأحياء تحولت إلى زريبة أغنام كبيرة، يزدحم حولها المواطنون الباحثون عن أضحياتهم، وتجد أن المكان تحوّل إلى مكرهة صحية، تعج بالروائح المنتنة من مخلفات الأغنام، ومن بقايا الذبائح والدماء أيضاً، بالإضافة إلى المناظر غير الحضارية في التعامل مع الخراف المتمثلة بالتعامل الفظ والخشن في الجر والحمل والدفع والذبح على مرأى من الخراف المنتظرة، مما يجعل الأمر يحتاج إلى نظرة أخرى، وضرورة التفكير في إجراءات تطويرية مستقبلية للتعامل مع شعيرة العيد والأضحية، بطريقة محترمة تليق بنا وتليق بديننا وبلدنا.

يقول بعض أصحاب الخبرة من الذين ذهبوا لتركيا أو استراليا أو بلدان أخرى من تلك البلدان المشهورة في تربية الخراف وذبحها، وتعد من أهم الدول المصدرة للذبائح واللحوم على مستوى العالم، إذ يمكن أن نطور تجربتنا في التعامل مع هذا الشأن، لنقترب من تجاربهم العملية والسهلة، والمقدور عليها، فهي ليست معجزة، وليست فوق طاقة الأردنيين وامكاناتهم، يقولون بأن هناك أماكن خاصة يتم اعدادها خارج المدن على بعد 20كم في مناطق سهلة وخالية، ويتم تجهيزها لاستقبال الأعداد الكبيرة من المواطنين من حيث مواقف السيارات، ومن حيث صواوين الانتظار، وحفر الدم الامتصاصية المعدة، وآلات الذبح والسلخ وكل التجهيزات المطلوبة.

ويقول أحدهم: يعطى الناس أوراقاً تحمل أرقاماً، ويحدد له الساعة المناسبة، حتى لا يضيع وقته في الانتظار، ويتم اعداد أماكن مهيأة لجلوس الزبائن، ويقدم لهم العصير «والساندويشات»، حتى يأتي دوره، ويتم حماية المدن والأحياء من روائح الأغنام والمخلفات، ويتم إزالة البقايا أولاً بأول قبل استفحال التلف والعفونة والروائح، وهذا ما يتم في استراليا ودول أخرى.

ولذلك نحن نأمل من معالي أمين عمان، ومن رؤساء البلديات بالتعاون مع وزارة الصحة والبيئة والزراعة، وكل المؤسسات المختصة أن يتم تشكيل لجنة محددة لدراسة هذا الموضوع، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة ذات الخبرة، ووضع تصورات قابلة للتطبيق في الأعوام القادمة من أجل تحقيق غايتين عظيمتين:
الأولى : اظهار شعيرة العيد والأضحية في إطار حضاري جميل، يجعل من العيد مناسبة محببة للناس، وتسهل عليهم التعامل معها بأسهل الطرق وأفضل الأساليب، وأن لا نجعل من العيد وسيلة لتلويث البيئة، وأن لا تكون سبباً في خلق انطباعات سيئة في أذهان الناشئة والأطفال والناس عامة ترتبط بهذه الشعيرة المقدسة، فتؤثر في تحقيق مقاصدها على الوجه الأكمل والأجمل.

الثانية : المحافظة على نظافة العاصمة، وبقية مدن المملكة، والمحافظة على الساحات والشوارع نظيفة وجميلة، وهذا يكون أشد وجوباً في أيام العيد، إذ يجب أن يتم المبالغة في تنظيف المدن وساحاتها وشوارعها ونشر الروائح الجميلة، بالإضافة إلى العناية بالبيئة وصيانتها من كل الملوثات، وأن لا نجعل من العيد مناسبة لتلويث البيئة ومصدراً لازعاج المواطنين، في ظل الاحصاءات التي تقدر أنه تم ذبح ربع مليون أضحية في هذا العيد، وهذا الرقم مرشح للزيادة بشكل طبيعي، مما يقتضي إيجاد الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه المناسبة.

نحن جميعاً بحاجة أن نرتفع إلى مستوى المقاصد العظيمة والحقيقية للإسلام وأن نطوّر أداءنا الجماعي، ليكون حضارياً جميلاً محبباً، قائماً على قيم الطهر والنظافة والذوق والجمال، والوضاءة والراحة النفسية والجمع بين محاسن الشكل ومحاسن المضمون، وهذا يقتضي وضع تشريعات وأنظمة تعالج هذا الشأن، وينبغي وضع عقوبات قاسية على المخالفين والمستهترين بالمصلحة العامة .
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :