facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إتقوا الله في أبناء المسيح ..


رولا نصراوين
12-10-2014 07:58 PM

في زمن الهجرة والتهجير والاقصاء والتهميش، في زمن انتهاك الأرض والعرض والاغتصاب والتشريد وباسم الانسانية المتألمة على أرض الميعاد والمتوجسة الرفق من رب العباد أقول في ديار الرباط واليقين والتسبيح، يأتي دورنا لنسمع انين الانسانية المتوجسة المستباحة، فنرفع الصوت بأجراس النذير الفاجع وهي تنادي: إتقوا الله في أبناء المسيح وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء....

في خضم الأحداث الجسيمة التي تعانيها منطقتنا العربية من اقصاها الى اقصاها، أجدني كمواطنة عربية بالدرجة الأولى، وكمسيحية نبتت من أرض طاهرة مقدسة طهرتها أرجل المسيح عليه السلام محملة برسالة تثقل كاهلي الى العالم أجمع والى المسيحيين وأخوتي المسلمين الرافضين لهذه السياسات القهرية التطرفية التكفيرية والذين نتشارك وإياهم المصير ذاته: أننا الآن نمر في اخطر مرحلة من مراحل وجودنا كمسيحيين في الشرق الأوسط؛ قوى الشر تتسابق في المؤامرة لاقتلاعنا من جذورنا والقائنا مشتتين ممزقين متآكلين ما بين التهجير والقتل... ولربما يأتي يوم لا نجد فيه الأرض التي تحوي اجسادنا بعد التنكيل والعبث فيها...!!!

إنه الإرهاب يدق زناجيره معلنا الاقتراب، ونحن ما نزال نصم أذاننا عن السمع .. ساكنا لا نحرك، وعيونا لاتبصر وكأن الأمر لا يعنينا هنا في الأردن. لقد وصل الوحش الى عتبة الباب الموصد، يتحين الفرصة للاختراق يبحث عن ثغرة ليعبث في أمننا وإطمئناننا. ننظر حولنا فتصدمنا يد داعش السوداء الملطخة بالعار في سوريا والعراق وقد استفحلت بنزع الصلبان وتحطيم الكنائس وتدمير البيوت ووشمها بحرف النون باعتباره اللعنة التي ستحط على أبناء المسيح اينما حلوا أو ذهبوا؛ تهديدات بالذبح وتقطيع رؤوس واختطاف مطارنة وكهنة وانتهاك اعراض الفتيات وبيعهن في سوق النخاسة في القرن الواحد والعشرين، وفي اخر النهار الذبيح، يجد المسيحيون انفسهم امام خيارات دفع الجزية او إكراه العقيدة او التهجير عن الوطن!

تتسارع الأحداث حولنا وتمتد ايدي الشر محاولة النيل من مسيحيتنا من جميع الجوانب؛ فمن جهة واستكمالا للدور الصهيوني في مخططاته التاريخية لتفريغ الارض وطمس الهوية العربية خرج علينا وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر بالإتفاق مع الكاهن المتصهين جبرائيل الندّاف من كنيسة يافة الناصرة بمسرحية هزلية جديدة تضيف صفة "آرامي" إلى جانب كلمة "مسيحي" بدلا من كلمة "عربي" على هوية المسيحيين الفلسطينيين في فلسطين كي ينفي عنهم صفة العروبة ويجردهم من دين المسيح ويستبيح خلعهم بكل دم بارد من جذورهم وأراضيهم في المستقبل القريب. ومن جهة ثانية تخرج صحيفة يونانية تدعى هيلاس فورس بنبأ أن بطريريك الكرسي المقدسي ثيوفيلوس أودع في حسابه الشخصي في لندن مبلغ 172 مليون دولار أمريكي، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحويل اموال للخارج من بيع اراضي اوقاف اورثوذكسية في فلسطين بمساعدة محاميه رامي المغربي وذلك استكمالا لصفقات بيع اراض بيت صفافا وبيت جالا واوقاف بيت لحم وفندق الملك داود. أليس هو نفسه البطريرك الذي رضي على سفيرة بلاده ان تنعت المسيحيين في الأردن وفلسطين بأنهم يونان ناطقين باللغة العربية ، وبالتالي حاول ويحاول تجريدنا من اصولنا العربية للمساعدة في تنفيذ المخططات الصهيونية؟!
والمخجل بالأمر إن الدور الذي تلعبه الرئاسة الكنسية في الكنيسة الأورثوذكسية المقدسية الآن ليعتبر في الدرجة الأولى تنفيذ هذه الأجندات الصهيونية في تهويد وبيع الأراضي في فلسطين وتفريغها من مسيحييها وهذا هو الدور نفسه الذي تلعبه الآن هذه القيادة الكنسية في الأردن بحكم سلطتها على تفريغ الكنيسة من كهنتها النهضويين أمثال الأرشمندريت خريستوفوروس عطالله ووضع اليد على الدير الأورثوذكسي في دبين الوحيد الموجود في لأردن منذ 600 عام.
إننا الآن في الأردن على خط النار نقترب من مقصلة قوى الشر المعلنة وغير المعلنة؛ فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويتم الاعلان عن إحباط محاولات تخريبية من قبل اجهزة الأمن العام والجيش باكتشاف عناصر تكفيرية مرتبطة بتنظيم داعش الذين اعترفوا بدورهم في التخطيط لعمليات ارهابية تستهدف مصالح حيوية وبث الرعب والفوضى في صفوف المدنيين تمهيدا لأجندات مستقبلية غامضة؟ ويوم لا تكون هناك محاولة ترعيب، يتم الاعلان عن عمليات اعتراض وقتل لمتسللين حاولوا اختراق الحدود وتدمير لمركبات عسكرية مجهولة الهوية قادمة من المثلث الحدودي المشترك مع سوريا والعراق أو محاولة اختراق للمياه الاقليمية.
وقف جلالة الملك سيد البلاد أطال الله في عمره على جميع المنابر في العالم وأكد على اعتزازه بأن الأردن يشكل نموذجا متميزا في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، وإيمانه المطلق أن حماية حقوق المسيحيين واجب وليس فضلا أو منة، لأن للمسيحيين العرب دور كبير في بناء مجتمعاتنا العربية، والدفاع عن قضايا أمتنا العادلة، وهذا يجعلني أتسائل كجزء من هذا النسيج التاريخي العريق لماذا لا تلتزم حكومتنا الخبيرة بتوجيهات جلالة الملك فعندما يقوم الاف المسيحين بالانتفاضة للإبقاء على ضمير كنيستهم يأتي موقف الحكومة بالتجديف عكس التيار ...!!


ما أود اتبليغه في رسالتي هذه لنا كمسيحيين في الشرق الأوسط وأخوة مسلمين متحابين ، هو أننا إذا لم نتحرك ونقف معا يدا بيد لمواجهة الاخطار المحدقة؛ فإننا سنجد انفسنا ما بين أشلاء ومهجرين.
انا لست من عرافي السواد ولا من موزعي اليأس، لكنها الحقائق المعلقة في الفضاء تنطق بأن المصالح الصهيونية العالمية تهدف لتفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه لضمان التغيير الديمغرافي المنشود في تهويد فلسطين واسقاط حق العودة والقضاء تاريخيا على القضية الفلسطينية بكل الوسائل والسكاكين، ناهيك عن تقديم الشرق الأوسط للعالم في إطار الصراعات الاقليمية الحضارية والاثنية والدينية التطرفية والفتن والفوضى وهذا ما لا نرضاه على أخوتنا المسلمين الذين نتشارك وإياهم الخبز والملح والتراب.

إننا كمسيحيين عرب مشرقيين مطلوب منا أن ندفع الفاتورة بشكل مباشر عن تنفيذ هذه المخططات والأجندات؛ فهجرتنا تعني ضرب الهوية العربية الاسلامية بالصميم على حد تعبير سمو الامير الحسن بن طلال خلال لقاء جمعه مع مجموعة من مسيحيي الموصل في عمان.

إن قوى الشر العالمية تضع نصب اعينها الآن قلب موازين المعادلة لصالحها بغض النظر عن الأصل والتاريخ والدين ونحن كأبناء للمسيح سنجد انفسنا نتجرع علقم الألم والقتل والتشرد وسيظن كل من يقتلنا أنه يقدم عبادة للخالق..!
وإذا جاز لي التعبير عما يجول في نفسي فإنني أقول: ملعونة كل اجندة تهدف الى تهجير المسيحيين من الشرق. ملعونة كل يد تمتد لتنتهك المسيحية وأبناءها وبناتها. ملعون كل شيطان أخرس شلّ لسانه عن قول الحق ... فاتقوا الله في أبناء المسيح وارحموا من في الارض حتى يرحمكم من في السماء....


rulanassraween@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :