facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوقيت الصيفي


هاني العزيزي
27-03-2008 02:00 AM

يقوم الأردنيون عند منتصف هذه الليلة ( الخميس / الجمعة 27 / 3 – 28/ 3 ) بالأخذ والعمل بالتوقيت الصيفي . ويقوم هذا التوقيت على تقديم عقارب الساعة مدة زمنية محددة - 60 دقيقة عادة - في يوم معين ، وبعد مدة تطول أو تقصر ، يتم تأخير عقارب الساعة نفس المدة الزمنية ، ويعلن عن موعد التقديم والتأخير في مختلف وسائل الإعلام ، ويعرف العالم الغربي هذا الإجراء الحكومي والرسمي بـ Daylight Saving Time ويعني حرفياً توفير وقت ضوء النهار ، ويعرف اختصارا DST ، لكنه يعرف في الدول العربية بـ " التوقيت الصيفي " كمقابل لما يسمى " التوقيت الشتوي " وبذلك تعمل الدولة التي تأخذ به بتوقيتين : أولهما صيفي يقدم التوقيت فيه ساعة ، وثانيهما شتوي يعاد فيه التوقيت إلى ما كان عليه . ويتم الأخذ بهذا النظام تحقيقا ً لعدة منافع وفوائد تسعى لإيضاحها السطور التالية .

نبذة تاريخية
* يعتبر البعض أن الفكرة التي خطرت ببال الأمريكي بنجامين فرانكلين (1706 – 1790) وأرسلها إلى مجلة يقترح فيها أن يأوي الناس إلى فراشهم مبكرين هي أولى أفكار التوقيت الصيفي ، وكانت الفكرة مضحكة في ذلك الحين .
* في عام 1878 إبتكر مهندس السكك الحديدية الكندي السير ساندفورد فلمنغ فكرة الوقت القياسي أو المعياري ، حيث اقترح تقسيم العالم إلى مناطق توقيت كل منها ساعة واحدة ، ولم يؤخذ بهذا الأمر في السكك الحديدية إلى أن قبلته عام 1883، رغم عدم دعمه من أي جهة حكومية ، وحل هذا النظام مشكلة جداول توقيت حركة القطارات ومواقفها بما يناسب التوقيت وفق وضع حركة الشمس وموقعها في السماء ، وسرعان ما لاقى القبول من هيئات السكك والشحن والمسافرين .
* تقدم وليم ويليت بأول اقتراح جدي حول التوقيت الصيفي عندما نشر عام1907 " تبديد ضوء النهار " ولم يقدر على إقناع الحكومة البريطانية بتبني فكرته رغم التأييد الواسع لها في حينه.
* وضعت الحكومة الألمانية فكرة التوقيت الصيفي موضع التنفيذ في الفترة بين 30 / 4/ 1916 و1 / 10 / 1916 أي والحرب الحرب العالمية الأولى دائرة الرحى ، وبعد ذلك بقليل تبعتها بريطانيا ، حيث طبقت التوقيت الصيفي بين 21 / 5 / 1916 و1 / 10 /1916 .
* في 19 / 3 / 1918 وضع الكونغرس الأمريكي عدة مناطق توقيت time zones ( كانت تعمل السكك الحديدية بها فعلا منذ عام 1883) وأعتمد التوقيت الصيفي رسمياً وعمل به في 31/ 3 وحتى وضعت الحرب أوزارها ، وقد لوحظ لسبعة أشهر في عام 1918 و1919 عدم رضى الناس عن هذا التوقيت ، ويعزو معظمهم سبب ذلك إلى استيقاظهم مبكرين ، وذهابهم إلى الفراش مبكرين أيضا ، وقد أوقف العمل بذلك لاحقاً ليعاد العمل به ثانية اعتبارا من 9 / 2 / 1942 كإجراء لحفظ الموارد زمن الحرب وحتى 30 / 9 / 1945 ، ولم يكن هناك قانون اتحادي حول التوقيت الصيفي في الفترة 1945 – 1966 حيث ترك الأمر لكل ولاية لتعمل أو لا تعمل به . واتخذ القرار بتطبيق التوقيت الصيفي على الدولة عام 1966 اعتباراً من آخر يوم أحد من شهر نيسان سنويا ، ويتوقف اعتباراً من آخر يوم أحد من شهر تشرين الأول ، وترك الأمر لمن ترغب من الولايات أن تستثنى بسبب ظروف خاصة . وفي عام 1986 تم تعديل التوقيت ليعمل به من أول يوم أحد من العام التالي .

فوائد العمل بالتوقيت الصيفي
تسهيلاً لشرح فوائد هذا التوقيت نفرض أننا أمام مواطن يستيقظ في السادسة صباحا ، ويكون على رأس عمله في تمام الثامنة ، وينهي عمله في الرابعة مساءً ، ويأوي إلى فراشه في الحادية عشرة ليلاً . وعند العمل بالتوقيت الصيفي أي بتقديم الساعة 60 دقيقة تصبح توقيتات يومه الحقيقية على النحو التالي : يستيقظ في الخامسة صباحا ، ويكون على رأس عمله في تمام السابعة ، وينهي عمله في الثالثة مساءً ، ويأوي إلى فراشه في العاشرة ليلاً ( رغم أن الساعة تشير إلى التوقيتات الأولى ) .
1. توفير الطاقة الكهربائية : يوصف التوقيت الصيفي بأنه " يجعل " الشمس تغرب متأخرة ساعة ، وبذلك يقلل هذا التوقيت المدة الواقعة بين الغروب وموعد النوم . ويلاحظ أن الإنسان العادي يأوي عادة إلى فراشه بساعة محددة ، كما يستيقظ بساعة محددة أيضا ، ويقوم قبل نومه باستخدام الإنارة ، واستعمال أجهزة كهربائية ( كالتلفاز ومستقبل القنوات الفضائية والمذياع والمسجل ) وأثناء نومه تتوقف هذه الأجهزة عن استهلاك التيار الكهربائي . ويلاحظ أن المواطن قد استخدم وسائط الإنارة مدة أقصر بساعة واحدة ، إضافة إلى أن ساعة بدء الحاجة للإنارة تتأخر صيفا .ووفق دراسة قامت بها وزارة النقل الأمريكية تبين أن وفراً قدره 1 % من الاستهلاك الكلي للكهرباء يتحقق كل يوم يعمل فيه بالتوقيت الصيفي .

2. استبدال آخر ساعة عمل بساعة في بداية العمل : بالعودة إلى ما فرضناه من توقيتات في سطور سابقة ، وجدنا أن المواطن يعمل 8 ساعات ( 8 صباحا – 4 مساء ) وعند العمل بالتوقيت الصيفي نجد أن عدد الساعات لا زال 8 ساعات ، لكنها تمتد من 7 صباحا وحتى 3 مساء ، رغم أن الساعة تشير إلى عدم تبدل ذلك . إن هذا المواطن سيعمل ساعة مبكرة ( 7 – 8 صباحا ) بدلا عن ساعة مملة مرهقة بسبب ارتفاع درجة حرارة الصيف ( 3 – 4 مساء ) ،. ولو طلبت الجهات التي يعمل لديها المواطن أن يبدأ عمله في السابعة لرفض أو احتج بأنه سيكون من الصعب عليه الالتحاق بعمله مبكرا!! .

3. فوائد أخرى : تناقص الحوادث التي تقع بسبب الضلام ، إذ قدرت وزارة النقل الأمريكية أن 50 روحا نجت ، ونحو 2000 إصابة لم تقع في شهري آذار ونيسان من سنة دراسة قامت بها ، وأن نحو 28 مليون دولار تم توفيرها لعدم وقوع حوادث مرورية بسبب العمل بالتوقيت الصيفي . كما لوحظ أن نسبة الجرائم قد انخفضت بسبب عودة الناس باكرا وقبل حلول الظلام إلى بيوتهم .

لا يمكن أن يحقق التوقيت الصيفي الغايات المنشودة من العمل به إن أصر المواطن على التعامل مع التوقيت الحقيقي رغم تقديم عقارب ساعته ، ومن ذلك على سبيل المثال الاستمرار بالسهر بحجة أن الساعة لا تشير إلى الوقت الحقيقي لأن عقاربها قدمت 60 دقيقة .

من يعمل بالتوقيت الصيفي ؟
يعتبر الفرق في طول النهار والليل هو العامل الرئيس والمبرر الأساسي للأخذ بالتوقيت الصيفي ، حيث يتصف نهار الصيف بطوله والليل بقصره ، والعكس صحيح إذ يتصف نهار الشتاء بقصره والليل بطوله ، وبناء على ذلك ستكون الجهات المعتدلة من العالم هي المناسبة دون غيرها للأخذ به . ولا يناسب المناطق المدارية من العالم لعدم وجود فروق كبيرة في طول النهار والليل ، فلا فائدة من الأخذ به ، ومع ذلك فقد أخذت به المكسيك لتزايد ارتباطها الاقتصادي مع جارتها الولايات المتحدة مع بعض الإستثناءات كعدم عمل ولايتا هاواي وأريزونا الأمريكية وكذلك ولاية سانورا المكسيكية بهذا التوقيت .
تعمل جميع الدول الأوروبية بالتوقيت الصيفي باستثناء أيسلندا ، اعتبارا من آخر يوم أحد في شهر آذار وحتى آخر يوم أحد من شهر تشرين الأول . وأخذت الصين الشعبية فترة ما وتوقفت ، في حين أخذت أستراليا بنظام يقوم على تقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق توقيت قياسية ، لتتحول إلى العمل بخمس مناطق عند العمل بالتوقيت الصيفي بفارق أكثره 30 دقيقة لكل منطقة ، كما تأخذ مناطق شمال البرازيل بالتوقيت الصيفي بعكس جنوبها ، كما تأخذ كندا به باستثناء إحدى مقاطعاتها ، وتأخذ روسيا بالتوقيت الصيفي في مناطق التوقيت الـ 11 فيها إذ تزيد كل منطقة بمقدار ساعتين عن التوقيت القياسي صيفا ، وساعة واحدة شتاءً . ومن الدول العربية التي تعمل بالتوقيت الصيفي : الأردن ومصر ولبنان ، ومن الدول التي لا تعمل به سلطنة عمان والسعودية والإمارات العربية وذلك لعدم وجود المبررات لذلك من حيث طول الليل والنهار وفق الفصول ، إضافة للوضع الاقتصادي المزدهر الذي لا يتطلب توفير الطاقة بنفس درجة الدول الأقل ثروة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :