facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رياض الأطفال ودورها في تعزيز القراءة عند الأطفال *د.علي العليمات

18-10-2014 01:39 PM

ما من شك بأن مؤسسات رياض الأطفال باتت من أهم المؤسسات التربوية على الإطلاق وتأتي هذه الأهمية من أهمية مرحلة الطفولة والتي تعتبر بشهادة العلماء التربويين والاجتماعيين وأطباء الطفولة المتخصصين والفقهاء والسياسيين، مرحلة مهمة وحاسمة في حياة الإنسان، لأنها مرحلة توضع فيها أساسات الشخصية وترسم فيها أبعاد النمو المختلفة، كما تجمع مدارس علم النفس على اختلافها على أن السنوات الست الأولى من حياة الإنسان هي من أهم السنوات في تكوين شخصيته، وفي بناء أساسيات المفاهيم والمعارف والخبرات والميول والاتجاهات لديه، فقد ثبت علميًا بأن هذه السنوات تشكل مرحلة جوهرية وتأسيسية تبنى عليها مراحل النمو التي تليها، وذلك لأنها تعمل على تنمية الطفل من جميع جوانب النمو سواء كانت عقلية أو اجتماعية أو انفعالية أو لغوية أو الخلقية أو الجسمية.

من هنا نلاحظ التطور الكبير الذي حدث لهذه المؤسسة والتي كانت في بداية نشأتها تعنى بالأطفال الذين لايجدون المكان المناسب للعب أو التعلم فعملت على تعويض هؤلاء الأطفال وذلك بتوفير الأجواء المناسبة للتعلم واللعب، ثم تطورت هذه المؤسسة وانحصرت بابناء الطبقة ذات الدخل المرتفع، ثم جاءت الجمعيات الخيرية التي عملت على توفير فرصة التعلم واللعب مرة أخرى لأبناء الطبقة الفقيرة، وبعد ذلك وفي الفترة الأخيرة نلاحظ انتشار هذ المؤسسة بشكل واضح داخل المجتمعات إيمانا بأهمية هذه المرحلة العمرية واهمية استثمارها بالشكل الصحيح لذلك نلاحظ دائما الاهتمام منقطع النظير من العائلة الهاشمية المتمثل بجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله حفظهما الله بهذه المرحلة العمرية والحرص على دعمها وتنميتها باستمرار وتوفير أجواء مناسبة لهم، الامر الذي تسعى فيه وزارة التربية والتعليم بشكل مستمر على ترجمة هذه الرؤى الهاشمية في انشاء غرف لرياض الأطفال داخل المدارس الحكومية لكي يتمكن الأطفال من الحصول على حقهم في النمو بصورة صحيحة وشاملة ولم تكتفي وزارة التربية بذلك وإنما تسعى إلى جعل هذه المرحلة إلزامية لجميع أطفال المملكة دون استثناء.

كل ذلك جعل من رياض الاطفال مرحلة هامة في تعزيز المفاهيم عند الأطفال في المراحل اللاحقة لهذه المرحلة ومن بين أهم ما تسعى الى تقديمه مؤسسات رياض الاطفال هو تنمية الاستعداد للقراءة عند الاطفال وبالنظر إلى الدراسات التي تناولت مدى إتقان طلاب المرحلة الابتدائية في المملكة لمهارات القراءة، وجد أن معضمها يشير إلى أن هناك ضعفًا لدى الطلاب في امتلاك هذه المهارات، وقد أوصت هذه الدراسات بالاهتمام بترسيخ المهارات الأساسية للقراءة في الصفوف الأولى.

ومن خلال ما أظهرته نتائج تلك الدراسات يبرز الدور الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات رياض الأطفال في مساعدة الطفل على إتقان مهارة القراءة في المستقبل، وذلك عن طريق إكسابه مهارات الاستعداد للقراءة حتى يصل الطفل إلى مرحلة التعليم الأساسي وهو ممتلك لهذه القدرات والمهارات فمحاولة تعليم الطفل القراءة قبل أن يكون مستعدًا لها قد يؤدي إلى إطالة المدة المطلوبة للتعليم وإجهاد الطفل، كما انه قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تكوين اتجاهات سلبية لدى الطفل نحو القراءة وهذا ما تؤيده الدراسات التربوية التي تؤكد أن الأطفال الذين يصلون إلى المدرسة الابتدائية وهم يفتقدون لمهارات الاستعداد للقراءة يكونون أكثر عرضة إلى التعثر في القراءة مستقبلا.

لذا فمن الواجب استغلال مرحلة الطفولة المبكرة في تكوين الاستعداد للقراءة عند الطفل، وذلك من خلال أنشطة وخبرات مدروسة تؤدي في النهاية إلى بناء مهارات القراءة، حيث يصل الطفل إلى مرحلة التعليم الأساسي وقد أتقن جميع المهارات الفرعية التي تتطلبها عملية القراءة.

ومن أهم طرق تكوين الاستعداد للقراءة في الروضة تجهيز بيئة غنية بالأنشطة، يتفاعل معها الطفل وتمده بخبرات ومهارات متنوعة مباشرة وغير مباشره تساهم في تكوين استعداده للقراءة حيث أن التصميم الجيد للبيئة الصفية وإثراءها بالوسائل والأدوات المناسبة يدعم بشكل كبير لعب الأطفال الممهد للقراءة والكتابة، لذلك قيل بأن حواس الطفل هي أبواب المعرفة حيث يتم من خلالها تعرف الطفل على البيئة المحيطة به ويفهم العالم من حوله، وكلما زاد عدد الحواس التي يستخدمها الطفل في التعرف على الأشياء من حوله كان تعلمه أفضل وأسرع.

كما تؤدي المعلمة دورًا هامًا في تخطيط وتنفيذ الأنشطة التي تؤدي إلى تنمية جميع مهارات الأطفال في الروضة بحيث يكون هذا التخطيط بناء على قدرات أطفالها ومتطلبات نموهم ومنها مهارات الاستعداد للقراءة حيث تعد المعلمة الأنشطة التي تساهم من خلالها في إكساب الأطفال تلك المهارات.

من ذلك نلاحظ أهمية رياض الاطفال كمرحلة قائمة بحد ذاتها في تنمية المفاهيم بشكل عام والاستعداد للقراءة بشكل خاص في المراحل اللاحقة اذ يجب العمل على تفعيل هذه المرحلة بشكل واسع لكي تكون المخرجات في النهاية مرغوب بها لذلك لابد من العمل على الاهتمام بتطبيق معايير قبول الطالبة المتقدمة لتخصص رياض الأطفال، ضرورة تدريب طالبات رياض الأطفال على إعداد أنشطة مناسبة تساهم في تنمية مهارات الاستعداد للقراءة عند الأطفال، أن يكون من الشروط الواجب توافرها في معلمة رياض الأطفال حصولها على درجة البكالوريوس في نفس التخصص، التأكيد على الدور الهام للبيئة المنزلية في تهيئة الطفل للقراءة من خلال الأنشطة المناسبة كالقراءة للطفل بشكل منتظم، وتوفير قصص مشوقة وتشجيع الطفل على تصفحها بشكل مستقل.

*أستاذ الطفولة المبكرة المساعد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :