facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الناس نوعان


شحادة أبو بقر
24-10-2014 03:40 AM

الناس نوعان من حيث العطاء في هذه الحياة الدنيا ، نوع يعطي ويمتد عطاؤه لغيره ولمجتمعه ، ونوع لا يعرف الا نفسه ، لا بل هو لا يتردد في إقتناص فرص غيره إن أمكنه ذلك ، النوع الاول يصنف فطريا بانه من نمط رجال الدولة او الاشخاص العامين الذين تنشغل نفوسهم بهموم اوطانهم ومجتمعاتهم مثلما تنشغل بهموم الذات وربما اكثر ، ولهذا يبارك الله سبحانه وتعالى لهم في امرين اساسيين ، بركة في الرزق حتى لو كان قليلا ، وبركة في محبة الناس ، ومحبة الناس الحقيقية التي لا نفاق فيها هي من محبة الله ، والنوع الثاني يصنف فطريا هو الآخر بانه إنسان ذاته الذي تنشغل نفسه فقط بالكسب له وحده حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين ، ولهذا يفقده الله متعة التنعم بماله حتى لو كان كثيرا ، وهو والحال هذا خسر الدنيا والآخرة معا .

لا أجمل من العطاء في هذه الحياة الفانية حتما ، ويقينا فإن من تسعد نفسه بالعطاء من أجل الآخرين ، يملك أن يستبشر برضى الله جلت قدرته ، مهما تواضع شأن ومقدار ذلك العطاء ، ومن في المقابل لا يجد قدرا من السعادة بهكذا عطاء فإن عليه أن يتلمس رأسه ويسأل الله سبحانه الغفران والرضى .

صح لسان من قال إن الإنسان مجموعة أيام كلما إنقضى منها يوم دنا أجله المحتوم ، ليلقى حسابه إن خيرا او غير ذلك ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه ، والحياة بمجملها إمتحان عظيم نتائجه يوم الحساب بين يدي عزيز عظيم لا يظلم عنده أحد ، وباب التوبة عنده مفتوح لمن أراد ومغفرته وسعت كل شئ .

من منا نحن البشر بلا معصية أو ذنب ، قطعا لا نزكي احدا ، فالناس خطاؤون ولكن خير الخطائين من تاب بعد معصية ، وخيرهم من إستغفر الله كثيرا ، وخيرهم كذلك من أجزل العطاء لمجتمعه ولوطنه وللإنسانية مكفرا بذلك عن ذنوبه ومعاصيه ، والعطاء خير مهما كان مقداره كثيرا أو قليلا ، وهوليس رهنا بالثراء او السلطان ، وإنما هو فرض مادي ومعنوي على كل مؤمن عرف الله جلت قدرته حق المعرفه ، ولنتصور مجتمعا مؤمنا متكافلا. يتسابق الناس فيه كل الناس على العطاء طلبا لمرضاة الله كيف سيكون شأنه وحياته ، والعطاء ليس بالمال وحده ، وإنما هو كذلك بالمحبة والتسامح والتعاون وبالروح الإيجابية وبالكلمة الطيبة والموقف الطيب المشرف ، وهو بالبعد عن النفاق والكذب وسوء الاخلاق وكل ما يتنافى مع مبادئ الإنسانية التي يريدها الله سبحانه وتعالى .

نملك في هذا البلد الطيب أن نستعيد الكثير من تلك القيم الجليلة التي سادت حياتنا في أيام خلت ، وهو أمر ليس بالصعب أبدا ، فقط لو قرر كل واحد منا أن يبأ حياته غدا بأسلوب إنساني مختلف يتقرب فيه الى الله ، يسامح فيه من أساء اليه ويبتسم في وجه اخيه وجاره وزميله ويسعى الى ممارسة عطاء من نوع ما دونما منة على احد ، ويجرب أن لا يستغيب احدا ولا ينافق لأي كان ويعفو ويصفح ، ويعود النفس على أن تكون إيجابية لا سلبية فيها ، يكف عن المعاصي والذنوب ، ويتحمل الأسى ويقابل الإساءة بما هو أحسن ، وبالتأكيد سيجد نفسه مرتاح البال والضمير ، وتلك هي أعظم قيمة في الوجود ، وهي قيمة فيها صلاح الحياة كلها والمجتمع كله ، نعم الناس نوعان ، نوع يعيش لنفسه ولغيره وأجره على الله ، ونوع يعيش لنفسه فقط وجزاؤه على الله ، وهو سبحانه من وراء القصد .





  • 1 كلام في كلام لابجيب ولا يودي 24-10-2014 | 07:26 PM

    ممكن نعرف شو الفايدة من هيك حكي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :