عمون- محمد الصالح- قال وزير الخارجية الأسبق العين عبد الإله الخطيب فرضت الاحداث والفتن الطائفية، والمواجهات الداخلية التي تعصف بالعديد من دول المنطقة خلال السنوات الأربع الأخيرة تحديات اضافية كبيرة على الامن الوطني الأردني، حيث عملت منظومة الامن الوطني، والسياسة الخارجية مكون رئيسي منها، بكفاءة وفعالية، ونجحت في ابقاء بلدنا آمناً
مستقراً.

وبين خلال محاضرة القاها الثلاثاء في مؤتمر التحولات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في الأردن عقده مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيسه أن تمتع الأردن بأمنه واستقراره في ظل الظروف المحيطة به، لم يأت مصادفة أو من فراغ، بل جاء نتيجة لعمل متواصل بذلته وتبذله مؤسساتنا الوطنية، مضيفا :"كمواطن فإنني أشعر بالاعتزاز لهذا الأداء الذي يقوده جلالة الملك برؤيته وعزيمته للمحافظة على أمن وطننا وعلى أماننا كمواطنين في هذه البيئة الاقليمية المضطربة
والمأزومة".
واعتبر الخطيب أنّ ادارة الأردن لعلاقاته الدولية تمثل قصة نجاح حقيقية، فهذا البلد الصغير، محدود الموارد، الواقع في منطقة تتوالى فيها الازمات الخارجة عن قدرته على التحكم فيها، استطاع احراز حضور ملفت على الساحة الدولية، وقد تحقق هذا النجاح نتيجة لعمل دؤوب متواصل على مر العقود، اعتمد فيها الأردن مجموعة من المبادئ والأسس والمفاهيم التي اكسبته القبول والمصداقية ومكنته من تحقيق هذا الحضور الفاعل والمؤثر.
وأكد أن هذا النجاح على الصعيد الدولي يستدعي جهداً أكبر لاطلاع الرأي العام الأردني على دوافع وأهداف التحرك الخارجي، لبناء مزيد من التوافق الوطني حولها، خصوصا لبلد مثل الأردن يعيش في وسط كل هذه الأزمات، فإن الخطوط الفاصلة بين السياسة الخارجية والسياسات الداخلية تكاد لا تكون موجودة، فتوظيف الأردن لعلاقاته الدولية لتحقيق مصالحة الوطنية جدير بكل دعم وتعزيز.
وأضاف انه كلما نجحت المؤسسات المعنية في اطلاع المواطن على طبيعة أي تحرك وأهدافه كلما كان من الطبيعي أن يزداد دعمه لمواقف بلده وسعيه لدرء المخاطر وتحقيق الفوائد، فالمواطن المطلع الواعي هو الأقدر على المساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية وتجنب التجاذبات التي تستهدفه وتستهدف بلده.