facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فيروسات موسمية!!


خيري منصور
29-10-2014 04:21 AM

المتوالية الفيروسية التي عرفناها على كبر وبعد النجاة من الحصبة على اختلاف جنسياتها والكوليرا بمختلف سلالات البعوض وجدري اليابسة والماء، بدأت من الطيور لكنها لم تتوقف عند الخنازير، وهي أيضاً كالجمرة الخبيثة وإيبولا وما لا نعرف بعد من الأسماء موسمية، تماماً كما شغل الإيدز الدنيا ثم تنحى للزهايمر.

لكن هذه الفيروسات كلها لا تقاس خطورتها بمثيلاتها التي تستهدف الوعي والعقل فالإيدز السياسي لا يصيب أفراداً بل يفتك بشكل وبائي بشعوب وكذلك جنون البقر الذي توقف العالم عن الحديث عنه والتحذير منه ليتفرغ لجنون البشر، وكما هي العدوى عضوية جسدية هي أيضاً ذهنية وثقافية فالإشاعات التي تحل مكان المعلومات في غياب الشفافية والمكاشفة وباء ينتقل بالعدوى من الفم إلى الأذن.

لكن ما لم يعلن عنه بعد كي تصل تلك المتوالية ذروتها هو انفلونزا الصراصير لأنها من طراز آخر، هو ما سماه ديستويفسكي في إحدى قصصه الإنسان الصرصار وما سماه كافكا في إحدى رواياته الإنسان الخنفساء.

لدى ديستويفسكي يتحول الإنسان إلى صرصار إذا هرب من سطح الحياة إلى باطنها ولاذ بالعالم السفلي كي ينجو، أما بالنسبة لكافكا فإن بطل روايته ساسا يصحو من النوم وينظر إلى وجهه في المرآة فيفاجأ بخنفساء كثيفة الشعر وفي الحالتين ثمة تعبير مجازي ورمزي عن فقدان الإنسان لآدميته، بحيث يطرد من فضاء الحرية إلى ملكوت الضرورة ومن أقاصي الوعي إلى قاع الغريزة، عندئذ يعيش ليأكل فقط ويعبر هذا العالم من المهد إلى اللحد بلا معنى شأن أي حيوان يموت فقط عندما يموت!

إن متوالية الفيروسات التي استضافها عصر التكنولوجيا وديمقراطية الموت الموزع بالتساوي والعدالة في توزيع الشقاء أشبه بموجات البحر المتعاقبة تصل إلى الشاطئ ولا تصل، وكأن الواحدة منها تنسخ الأخرى. ففي موسم الإيبولا لا ذكر للجمرة الخبيثة، وفي موسم انفلونزا الصراصير لا ذكر للطيور أو الخنازير فما الحكاية؟ وهل ودع البشر السل والتفوئيد والتهاب السحايا كي يستقبل هؤلاء الضيوف الذين يختارون مواسم سياسية محددة كي يهلوا ويتفرغ الإعلام لاستقبالهم؟

قد يبدو هذا الكلام لأول وهلة تشكيكاً علمياً بوجود هذه الفيروسات، لكن الحقيقة ليست كذلك، كل ما في الأمر أن جنون البشر تفوق على جنون البقر في الألفية الثالثة بعد الميلاد، وانفلونزا السياسة التي أصابت الملايين بالزكام وفقدان حاسة الشم لما سوف يأتي تفوقت على انفلونزا الطيور والخنازير.
هذه الانفلونزا السياسية المسكوت عنها هي انفلونزا الصراصير!!
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :