facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخوالدة .. المعلم نموذجا


عمر كلاب
04-11-2014 02:20 AM

يمكن رصد الكثير من الظواهر السلبية التي سادت المجتمع مؤخرا والتي حظيت بتغطية اعلامية ومتابعة حثيثة ، وبالمقابل ثمة ظواهر ايجابية ما زالت قائمة في مجتمعنا لكنها متوارية خلف اهمال الاعلام وعد التفاتته اليها من جانب ومن جانب آخر ثمة عزوف عند اصحاب الظواهر الايجابية عن الحديث للاعلام والاكتفاء بالعمل ذاته ، غافلين عن ضرورة القدوة الحسنة التي يحتاجها المجتمع .

معلم اللغة الانجليزية هاني منصور الخوالدة كان نجم مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقوم بقصارة جدران مدرسة حيان الشرقي الثانوية للبنين مترجما معنى المعلم الذي يمنح اجيالا القدوة والانتماء دون زيف او بهرجة او قص شرائط ، رغم الاذى الذي لحق بصورة المعلم وانعكاسات هذا الاذى على الواقع الاجتماعي المتكسر نحت ضربات غياب القدوة .

الاردن يحتاج الى نماذج اكثر ما يحتاج الى احاديث عن الانتماء والاخلاص ، فالنماذج السياسية واحاديثها العذبة عن الوطن كسرت كل صدقية امام اجيال سمعت كلاما عذبا وصدمها السلوك الواقعي ، فالواسطة والمحسوبية واستغلال النفوذ كلها جاءت بعد تشدق وبلاغة لفظية من طبقة الكريما الاردنية ، فحار جيل الشباب بين سلوك مدنس وكلام منمق وتصريحات ازالت الفساد وكل المثالب المجتمعية عن الخارطة .

المعلم الخوالدة الذي ارتدى زي الشرف وهو يقوم بقصارة جدران المدرسة ، نجح في ايصال رسالته التربوية في حين عجزت الاف الكلمات الرنانة من الوصول الى عقول كثيرين ، وساهم في اخترق حواجز كثيرة امام أعين طلابه ، وتعميق هذا النموذج هو ابرز السُبل لاعادة انتاج ثقافة الخدمة الاجتماعية واعادة انتاج ريادية المعلم بوصفه اول قدوة تقع عليها عيون الاجيال ، وكسر نموذج المعلم احد اسباب تراجع الهيبات الاجتماعية وتزايد وتيرة كسر القوانين وضربها بالحائط .

ما يحتاجه الاردن دائما وليس في ظروف حرجة او حساسة هو القدوة والنموذج الايجابي ، لأنه الرسالة الاسرع في الوصول الى الاهداف وتحقيق الصدقية ، فكل احاديث ترشيد الاستهلاك واحترام هيبة القانون تكسرت يوم تكسيرنا النموذج التربوي واجتياح التجارة لواقع التعليم ، منتجة تعليما على نمط “ الفاست فود “ وغياب للتربية بعد ان تحول الطالب في كثير من المدارس الخاصة الى زبون ، وهو دائما على حق .

النموذج التربوي هو الاسرع انتاجية للتغيير والاصلاح لانه يتعامل مع عقول غضة وخرائط دماغية بريئة لم تتلوث بأكاذيب الواقع الاجتماعي ، ودون العودة الى هيبة النموذج التربوي وتحسين شروط معيشته ، فإن المجتمع سيعاني لفترات طويلة ، فالنوذج التربوي هو القادر على فرض القانون كقيمة وليس عقابا ، وهو الضامن لحسن تنفيذه بدل الخشية من عقوبته ، فقيمة القانون عملية تبدأ من المرحل الاولى للتربية وهذا ما تستطيع وزارة التربية انتاجه بتحسين ظروف البيئة التربوية التي يشكل المعلم اولى لبناتها .

هاني الخوالدة نموذج ايجابي وهناك الاف النماذج التربوية الحسنة في مدارسنا ، وهناك الاف النماذج بين مكاتب موظفينا وكوادر الامن العام ، لكنها واقعة تحت ضغط التغييب والتهميش ، مقابل الاستماع الى اصوات الضجيج القادمة من قليلي الكفاءة ومعدومي الخبرة الذين غلبوا الكفاءة بصوتهم العالي وتجاوزهم لكل المعايير والاسس السليمة ، فجلست الكفاءات واخذت جانبا تعاني الاحباط واليأس ، وتنتظر تصويب المعادلة واعادة النصاب الى الامور المقلوبة .

تحفيز النماذج الايجابية على الاعلان عن ذاتها مهمة الجميع وخاصة الاعلام ، فكل مجتمع يحتاج الى نماذج ليقتدي بها وكل جيل يبحث عن قدوة يسير في ركبها وكل الاجيال التي بنت وساهمت في اعلاء البناء تعرف ان المعلم كان اول القدوة واول خطوة في الانتماء الوطني .
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :