facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في خطاب تحدى الغرب: بوتين:"الدب" لن يتخلى عن "التايغا"!


د.زهير أبو فارس
04-11-2014 02:51 PM

لقي خطاب الرئيس فلاديمير بوتين في "نادي فالداي" قبل أيام اهتماماً واسعاً من قبل وسائل الأعلام الجماهيري العالمية. فماذا قال زعيم روسيا القوي، وما هي الأبعاد الحقيقية لطروحاته وانعكاساتها المستقبلية المحتملة على العلاقات الروسية مع الغرب بشكل عام، وتلك المتعلقة بالملفات والأزمات الأممية والأقليمية، والتي تزداد حدة وتعقيداًُ، في ظل غياب منظومة عالمية تشكل المرجعية والضابطة لمجمل العلاقات الدولية، في عالم يعم فيه الظلم والعنف والفوضى، ويفتقر الى عناصرالأمن والأستقرار والقيم الأنسانية ؟!

تطرق بوتين في خطابه الى مجموعة من المواضيع المرتبطة بالوضع العالمي ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة، وكذلك واقع العلاقات الروسية بالدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. وفيما يتعلق بالوضع الدولي، فقد ركز على ان عالم اليوم غير آمن، ولا توجد فيه ضوابط دولية لتحقيق السلم والأستقرار لشعوب الكرة الأرضية، وعزا ذلك الى جهة واحدة في العالم، قاصداً الولايات المتحدة
( دون أن يسمها)، التي اعتبرت نفسها المنتصره في نهاية الحرب الباردة ، وتملك بذلك الحق في أن تعمل ما تشاء، وأينما تشاء ( كما حصل في العراق، افغانستان، العراق، ليبيا، مصر، وغيرها)، و لتكون النتيجة مزيداً من الفوضى والدمار والحروب وعدم الاستقرار.

كما اتهم بوتين "نفس القوة" بانها تعتقد في أنها صاحبة الحق بالمبادرة في توجيه الضربة النووية الأولى (الأستباقية)، ويعني بذلك مبادرة الدفاع الأستراتيجية لحلف الناتو. وأهمية هذه المسألة تكمن، تحديداً، في كون الرئيس الروسي تحدث، ولأول مرة، وبصورة حاسمة، حول ان روسيا لن تسمح بهذا التفوق، وبالتالي، سيكون لهذا التحدي الجديد تبعاته العسكرية والأستراتيجية الأخرى. وهذا ما اكد عليه بوتين عندما رفض بشكل قاطع أن تكون روسيا المتلقية للضربة النووية الأولى، خاصة اذا ما شعرت بأنها مستهدفة بها لا محالة (!).

أما المسألة الهامة الأخرى الذي طرحها بوتين في "نادي فالداي"، فتمثلت في رفضه لسيادة القطب الدولي الواحد، مشيراً بهذا الخصوص، الى أن القوة الأخرى (ويقصد الولايات المتحدة) لا تريد التخلي عن الهيمنة في اطار القطب الواحد، رافضاً بالمقابل التخلي عن حق روسيا في أن تكون نداً وعلى قدم المساواة في علاقاتها مع الغرب، ومتمسكاً في الوطن ذاته، (وبقوة) بمصالح روسيا الحيوية، ومذكراً (وباستهزاء) من ان "الدب" لن يتخلى عن نفوذه في "التايغا" (!) وهي اسقاط دقيق على تمسك الروس بمصالحهم. بأختصار، يمكن القول، بأن بوتين كان واضحاً في فهمه لواقع العالم الذي نعيش فيه، وصارماً في مواقفه تجاه رفض الهيمنة احادية القطبية، مطالباً بنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يصون الحقوق والمصالح الحيوية للدول، ومذكراً بأن روسيا قوة نووية عظمى يجب أن تؤخذ مصالحها ومكانتها دائماً بعين الأعتبار. هذا من حيث التصريحات، أما على الأرض، فيبدو جلياً أن الروس جادون حقاً لتحديث قدراتهم العسكرية، وبخاصة في مجال وسائل الهجوم النووي، والتي تتطلب تطوير القطاع الفضائي للمنظومة الروسية للأنذار الصاروخي، وعلى جميع الأتجاهات الخطيرة، حيث ستغطي محطات الأنذار المبكر كامل الأراضي الروسية خلال السنوات الخمس القادمة. وفي الأطار نفسه، فأن روسيا بصدد تعديل عقيدتها العسكرية مع نهاية هذا العام كرد على التحديات الأستراتيجية الجديدة التي تواجهها، وذلك مع استمرار النشرغير المحدد لعناصر منظومة الدفاع الصاروخي التابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في اوروبا وعلى مقربة من حدودها، والذي يعتبره الروس انتهاكاً للتوازن الأستراتيجي، وتقويضاً للأستقرار الدولي، حيث لا يريدون أن يصدقوا أن منظومة الدرع الصاروخي للغرب هي دفاعية، بل يعتبرونها منظومة هجومية للولايات المتحدة في الخارج.

من هنا، فأن روسيا اليوم على قناعة تامة بأن انهيار الأتحاد السوفيتي، وانتهاء الصراع الأيدولوجي الذي رافق مرحلة الحرب الباردة، لم تكن كافية، على ما يبدو، لبناء نظام عالمي جديد يخلو من الهيمنة، ويأخذ بالأعتبار مصالح الدول والشعوب، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وهناك شعور لدى الرأي العام الروسي بوجود محاولات متواصلة من الخارج لجعل بلادهم سهلة الأنقيادعلى الساحة الدولية، والعقوبات الأقتصادية الغربية المفروضة على روسيا بسبب الخلاف حول اوكرانيا، يرون فيها جزءً من المواجهة العالمية المفروضة عليهم.

وأخيراً، فأن اللهجة الجديدة لسيد الكرملين في "فالداي" تجاه الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة تحديداً، والخطوات الأخرى التي اتخذتها روسيا في بناء علاقاتها
وتحالفاتها الثنائية والأقليمية والدولية ( بريكس، ومجموعات: الأتحاد الجمركي، وبحر قزوين وغيرها)، ذات الأبعادالأقتصادية والسياسية، اضافة الى تطوير قواتها المسلحة، وتعديل عقيدتها العسكرية، وعودتها القوية واللافتة كلاعب هام في السياسة الدولية.. كل ذلك يؤشر الى حدوث تغيرات جذرية في معادلة العلاقات الدولية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كل ذلك وغيره يمكن أن يعني انتهاء حالة القطب الواحد الدولية التي لم يصبح معها العالم اكثر أمناً وأستقرارً ورخاءً؟.

وهل نحن العرب، وبعد أن دفعنا الثمن غالياً في عالم القطب الواحد، جاهزون للعب دور ينسجم مع مصالحنا الحيوية في عالم الغد القريب الذي يبدو أنه قد بدأ يتشكل؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :