facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدولة .. و السلطة الأبوية .. *أروى الجعبري


mohammad
04-11-2014 10:14 PM

في بداية ( الربيع العربي ) و الثورات الشعبية_ مع ماله و ما عليه_ و بعد تساقط الزعماء ( الدكتاتوريين ) في تونس ثم ليبيا ثم مصر ، لفت نظري لقاء مع الكاتبة المصرية لميس أبو جابر ، و كان هذا اللقاء معها على قناة مصرية خاصة و في مرحلة انتظار تنحي مبارك عن الحكم ، و هي كما نعلم كاتبة و مؤلفة لعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية و بشكل خاص السياسية منها و الناجحة ، في هذا اللقاء أبدت حزنها على ما تؤول إليه مصر بسبب( إنعدام الاحترام ) على حد قولها بعد الثورة بسبب إهانة أبناء الثورة _ و غالبيتهم من الشباب طبعا_ لرموز الحكم الأكبر سنا و منهم الرئيس و هم كما ذكرت بمثابة ( الأب ) و احترام الأب واجب في عاداتنا و تقاليدنا !!!!!!!

هنا كانت الكارثة : في أي دولة حديثة في عصر الأنظمة الدستورية و حقوق الفرد و و واجبات الدولة لا زلنا ننظر للحاكم أنه أب للمواطنين له ماللأب من الاحترام و الطاعة و التسامح و رضاه من رضا الله تعالى ؟؟؟؟؟ هذا الوضع للأسف في بلادنا العربية و أكد أجزم ب( فقط ) ، هذا الاستغلال لأسمى العلاقات الإنسانية ، علاقة الأب المقدسة مع أبنائه و أسرته في الديانات جميعا ، و إسقاطها على (موظف ) عند المواطن أختير لخدمة الوطن و المواطن ضمن حدود و ضوابط و قوانين عليه الإلتزام بها و معاقبته في حال الإخلال بأي منها ضمن مدة زمنية محددة تنتهي بانتهاء ولايته أو فترة حكمه ؟؟؟ و الكارثي أكثر من ذلك ، أن يصدر هذا الكلام عن مثقفين متنورين في الأدب و الثقافة و السياسة بحيث أنه من المؤكد أنهم تعرضوا _ و لو سطحيا_ للنظريات التي صاغت الفكر السياسي في القرن الثامن عشر ( قرن التنوير ) و تحديدا نظريات مونتيسيكيو و روسو و لوك و غيرهم التي أكدت على ( التعاقد الاجتماعي ) بين الحاكم و المحكومين !!!!!

هذا الإلتباس المقصود و المدسوس للمواطن العربي ، بين الحاكم و الأب ، مخزي و مخجل في عصرنا الحالي الذي تبلورت فيه الأنظمة و الرؤيا السياسية لأشكال الحكم المختلفة في أنحاء العالم بعد عقود من الثورات و النظريات و التجارب التي خاضتها الأمم من أمثال فرنسا و بريطانيا و الولايات المتحدة للوصول إلى ما وصلت إليه حاليا من أنظمة سياسية واقعية و منظمة و ثابته حافظت على سيادة شعوبها ، في حين نعود نحن قرونا إلى الوراء إلى عصر الحكم المطلق و الحاكم المستبد أو المستبد المستنير الذي تخلصت منه هذه الشعوب و الأمم ، لا بل نزيد الأمر سوءا باستغلال ما تميزت به ثقافتنا العربية أولا و الإسلامية ثانيا من احترام و برٍ للوالدين ، لنربي أبناءنا و نقنعهم بأن الحاكم هو الوالد للوطن الذي يجب طاعته و السعي لرضاه ، و هو ربُ الأسرة المحافظ على توازنها و وجودها و بدونه تسقط !!!!!!!حتى أن البعض عبر عن الفوضى الحالية في سوريا نتيجة الثورة على ظلم النظام الأسدي الدموي بالقول : ( أيها أفضل : أسرة مع رب أسرة حتى لو كان ظالما ؟ أم أن تترك الأسرة بدون أب ؟؟؟؟) و طبعا هنا الأفضل وجود الأب حتى لو كان ظالما مريضا نفسيا و مؤذيا لأبنائه و أسرته كما تعودنا في تربيتنا و بيئتنا !!!!!

الأب يا أعزائي ، هو الوطن ، بأرضه و سهوله و جباله و صحرائه و حره الشديد أو برده القارص ، بأزهاره الملونة ، أو أشواكه و صحرائه القاحلة ، الانتماء الحقيقي هو الانتماء إلى هذا الوطن الرابض منذ آلاف السنين و ليس للحاكم أو النظام الطارىء عليه و المؤقت _ مهما طال_ في تاريخه القائم منذ بداية الخليقة ، و الطاعة و الحب للأب في الأسرة بحكم رابطة الدم و الانتماء و الغريزة التي خلقها الله فينا و التي تميز علاقة الأب بأبنائه في جميع حالاتها ، في السراء و الضراء ، في الطفولة و الشباب و الشيخوخة ، و التي ينفرد بها أبنائه بالجينات التي ورثوها منه و ربطتهم به برباط أبدي ، أين الحاكم و الرئيس عادلا كان أم ظالما ، منتخبا أم متسلطا من كل ذلك ؟؟!!





  • 1 ابن الاردن 05-11-2014 | 08:52 AM

    مقال رائع و منطقي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :