facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معرفة الله منجاة من عقابه


شحادة أبو بقر
11-11-2014 09:54 PM

في الموروث الشعبي البسيط يتداول العامة الكثير من الحكم ذات المدلول الصحيح ، ومن ذلك قولهم مثلا ً لا تخف ممن يعرف الله ، وأحذر ممن لا يعرفه ً ، والحقيقة أن في ذلك عين الحكمة وسمو قوة المنطق معا ، ومعرفة الله جل في علاه حق معرفته ، هي القانون الاساسي الذي يحكم سلوك الافراد والجماعات ، فمن عرف الله وإقترب في تفكيره من إدراك مدى عظمته سبحانه أو تصور في كيانه كإنسان عظمة هذه العظمة ، لا يمكن الا أن يخشاه في قوله وعمله ، ومن في المقابل جنحت به الدنيا الغرور وزينتها ومغانمها عن مجرد اليقين بأن الله بالمرصاد وأن الموت والحساب آتيين لا محاله ، وفي لحظة لا احد يعلمها سواه جلت قدرته ، خان نفسه ونسي او هو تناسى مخافة العزيز الجبار في القول والعمل ، وظلم ذاته قبل أن يظلم سواه .

كبار في حاضرهم ومستقبلهم اؤلئك الذين قدروا الله حق قدره ، ورأوه حاضرا عند كل لفظ او سلوك او أداء ، ومساكين صغار في المقابل أؤلئك الذين غاب عن بصيرتهم هذا الثابت الذي لا ثابت في الوجود مثله ، فتراهم وقد أطلقوا العنان لأنفسهم في التزاحم على الدنيا ، وفي حديث اللغو والأستغابة والهمز واللمز وظلم الآخر ، لا بل ترى السعادة في وجوههم ومتعة الحديث بادية عليهم وهم يتهمون هذا ويشتمون ذاك ، ويسعدون اكثر ربما بإقصاء هذا أو ذاك ، فقد مارسوا ما يسمونه ً الفهلوة ً وهم بها سعداء .

الذين عرفوا الله العزيز الجبار هم بالتأكيد الاقل خطأ والاكثر ورعا وهم والله أعلم الفائزون بمرضاته سبحانه في الدنيا والآخره ، والخفيفون الذين جانبهم الصواب هم الاكثر خطأ والاقل ورعا وهم والله اعلم الخاسرون في الدنيا والآخره ، والذين عرفوا الله هم الاقوى والاكبر والاجدر بإحترام العامة حقا لا نفاقا ، وهم من وصفهم الكبير المهيمن سبحانه بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، والذين جهلوا وضلوا وتباهوا بالدنيا هم الاضعف والاصغر والاجدر باحترام العامة ولكن نفاقا وحسب ، وهم مساكين سلبيا ، وعليهم أن يخافوا وأن يحزنوا وأن لا يطمئنوا ابدا ، فعقاب الخالق ذي البطش الشديد قد يأتي في اية لحظه ، يوم لا ينفع ندم او تحسر على ما فات وإنقضى .

خلاصة الكلام الحق بإذن الله ، أن لا نخاف الا الله ، وان نحذر من غدر من لا يعرفونه سبحانه ، فهؤلاء ضالون لا يؤتمن لهم جانب حتى وإن تظاهروا بخلق قويم ، وليس في قواميسهم مهم الا مصالحهم ، ولا ضير عندهم ابدا في ممارسة الخذلان والنفاق والإساءة ما دام ذلك يخدم مصالحهم الواهية آنيا ، اما من عرفوا العظيم حق المعرفة وأتقوه وخافوا سخطه وعقابه ، فإن الامن والامان عندهم وفي جانبهم ويصعب عليهم كثيرا الغدر والنفاق والظلم وإيذاء خلق الله في أرزاقهم وسمعتهم ومصالحهم ، وشتان بين هؤلاء وأولئك عند واحد أحد لا يظلم عنده احد، ومن يعرف الله ينجو ومن لا يعرفه يغرق لا محالة ولو الى حين ، وليس سرا ابدا ان المؤمن الحق قوي شجاع وأن الضال ضعيف مهزوم ، وتلك سمة ادركها العامة عبر تاريخ البشرية كافه ، والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :