facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وليد الخياط .. الأشجار تموت واقفة


جهاد المنسي
12-11-2014 03:17 AM

قبل خمسة أشهر، كان القائد النقابي وليد الخياط رحمه الله، في قاعة عاكف الفايز في مجلس النواب، مكرما من لجنة العمل النقابية، التي كان يرأسها النائب عدنان السواعير العجارمة، بمناسبة عيد العمال العالمي، وكان من بين نقابيين أفنوا عمرهم في الدفاع عن حقوق العمال، والمطالبة بإنصافهم.

تلك كانت آخر مرة التقيت فيها "أبا خالد"، الذي انتقل للرفيق الاعلى أول من أمس، كان مستندا على عصاه، التي باتت شريكة له لسنوات، ولكنه كان ما يزال يتحدث عن العمال، وحقوقهم، واهمية إنصافهم والدفاع عنهم باعتبارهم الطبقة الأكثر تأثرا بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

وقت ذاك تبادلت معه أطراف حديث قصير، عن العمل النقابي، وما شابه من ظروف ومنعطفات، عندما خرج من المجلس عادت ذاكرتي لسنين مضت، وربما قبل 21 عاما، كنت وقتها في منتصف العشرين من عمري، حينها تعرفت على القائد النقابي وليد الخياط، عرفته على رأس نقابة عمال الكهرباء لا يتردد في الحق، ويؤطر لحالة نوعية في العمل النقابي المطلبي.

كنت قبل ذلك اسمع بالرجل، فقد كان مثالا للناشط النقابي، وأعرف مراحل عمله النقابي، دفاعا عن الطبقة العاملة، سواء في ستينيات القرن الماضي او بعدها، وعرفت منه لاحقا، ومن نقابيين زاملوه، الدور الذي لعبه الرجل، لتحقيق مطالب للحركة العمالية بشكل عام، ونقابة "الكهرباء" التي ترأسها.

كان الرجل رحمه الله، يؤمن بما يقوم به، صاحب رؤية فكرية، أساسها الدفاع عن العمال في كل مواقعهم، لا يفرق بين عامل وآخر، يرفض أن يحيد عن هدفه قيد أنملة، كان مثالا للقائد العمالي النقابي، الذي يعرف دوره ويؤمن بأهميته، ويعمل من أجل تحقيقه.

عادت بي الذاكرة للعام 1993 عندما كان أبو خالد يصول ويجول بصوته، يقود مطالبات عمال الكهرباء، وإضرابا عماليا غير مسبوق، واستذكرت حرصه على حقوق العمال ومدى تمسكه بها.

طوال سني عمره السبعين، لم يتراجع عما يؤمن به، فقد كان يهاتفني بين فينة وأخرى لأمر ما، أو لتوضيح حق عمالي، وقد كنت ألمس في كل مكالمة مدى حرصه وتمسكه بالحقوق العمالية وإيمانه بها، ورفضه التراجع عنها.

كان واضحا أن الرجل ما يزال كما هو، تقاعد نعم، لكنه لم يتقاعد عن حمل هموم العمال فقد كان يتابع كل صغيرة وكبيرة، وشديد الحرص أن يحصل العمال على حقوقهم من دون استثناء.

ترك نقابة الكهرباء، ولكنه لم يترك ما آمن به، فلو التقيته بأي مناسبة، ولو هاتفته لأمر ما، لوجدته شديد الإيمان بأهمية رفع مستوى الأجور في ظل مستويات الغلاء الأخيرة، ومنوها أن الفرق أصبح شاسعا بين مستويات الأجور ومستوى المعيشة والحد الأدنى له، وأن البطالة وصلت لمستويات غير معهودة، الأمر الذي يهدد السلم الاجتماعي.

طبعا، كانت لدى أبي خالد رحمه الله القدرة على رؤية ذلك، وكيف لا، وهو الذي آمن بإطار فكري، امتلك من خلاله القدرة على التحليل والتوقع والاستنتاج.

عندما شاهدت "ابا خالد" قبل أشهر لم أفاجأ بما يقول، هو ذاته، قبل أشهر وقبل عشرين عاما، في الستينيات والسبعينيات، فقد طالب الحكومة باستصدار قانون لتنظيم العمل النقابي، وطالب مجلس النواب بوضع تعديلات جوهرية على قانون العمل تتماشى مع المعايير الدولية، ووضع تأمين صحي شامل لكافة عمال الاردن.

أبا خالد، عشت نقابيا حرا، ومت محافظا على ما تؤمن به، وكتبت صفحة مشرقة في تاريخ الحركة العمالية، ولم تتراجع ولم تهادن، فأنت كالأشجار، تضربها الرياح والعواصف والزوابع، لكنها تموت واقفة.
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :