facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل ينتصر الظلم؟!


د. محمد أبو رمان
14-11-2014 03:01 AM

صورة تُمزق النفس وتخلع القلب من مكانه، تلك التي تداولها النشطاء أمس لجثمان الأستاذ الدكتور طارق الغندور، أستاذ الجلدية في كلية الطب بجامعة عين شمس، والذي أشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، والمعروف بتميّزه العلمي، وقد انتقل إلى رحمة الله بعد أن قضى عاماً في الاعتقال والسجن، بلا أيّ تهمة!
في الصورة، تظهر زوجته إلى جانب جثمانه، بينما طفله الصغير ينام إلى جواره، بعد أن حُرم منه عاماً كاملاً، فأراد قبل أن يودّع والده إلى التراب أن يشعر بدفئه، ولو قليلاً، حتى وإن كانت جثّته باردة لا روح فيها ولا حركة ولا كلام..!

الدكتور طارق الغندور عالم معروف بمؤلفاته في الأمراض الجلدية والعقم، فضلاً عن أنّه حاصل على العديد من الدرجات العلمية في مجال الدراسات الإسلامية. وهو ليس نشازاً عن رفاقه من قيادات جماعة الإخوان المسلمين؛ من أساتذة جامعات في الهندسة والطب والعلوم الاجتماعية، الملقى بهم في السجون والمعتقلات، حيث يتلقّون معاملة تتناسب مع السمعة السيئة للسجون المصرية، فكيف إذا كانوا من "الجماعة المغضوب عليها"!

أمّا عن أسباب الوفاة، فهي مؤلمة أكثر، كما يشير المقرّبون منه. إذ "نزف في السجن من المريء لإصابته بالكبد.. وقد توقف القلب لعدم جاهزية مستشفى السجن.. وحتى معهد الكبد في شبين بجوار السجن، لم يكن الطاقم هناك على قدر المسؤولية الطبية، فلم يعرفوا كيف يديرون حالة توقف للقلب بشكل جيد، مما أدى إلى إصابته بغيبوبة لمدة 24 ساعة ووفاته. وقد تم الطلب عدة مرات بنقله إلى مكان مجهز كعين شمس التخصصي، لكن تعنتت سلطات الانقلاب".

قبل أيام قليلة، وصلت السخافة حد الإعلان رسمياً عن تنظيم سري يضم أساتذة في جامعة القاهرة، في كلية العلوم والصيدلة، اتُّهموا بأنّهم مسؤولون عن تمويل وإدارة عمليات إرهابية يقوم بها طلبة الجامعات المصرية. ولينضم هؤلاء الأساتذة إلى عشرات الأساتذة الجامعيين الآخرين في السجون والمعتقلات!

في الأثناء، حدثت قصة طريفة، تتمثّل في اعتقال رئيس تحرير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" في مصر، آلن غيرش، عندما كان يتناقش في الأوضاع السياسية بمصر مع طالبة وصحفي. إذ قامت امرأة مصرية، وفق رواية غيرش، بالصراخ لأنّهم يتحدثون في السياسة، فتدخل الأمن واعتقلهم، وأُفرج عنه بعد ساعتين، عندما تدخلت السفارة الفرنسية.

المؤلم، لكنه أمر طبيعي في بلاد الظلم والطغيان والفساد، أنّ هذا الإنسان النبيل الفرنسي لم يقبل بالخروج من السجن إلاّ بعد أن يفرج عن الطالبة والصحفي، المصريين؛ فأُفرج عنهما إكراماً للضيف الأجنبي! وبالتأكيد، فإن السيناريو سيكون مختلفاً تماماً لو لم يكن غيرش فرنسياً، بل مصريا. إذ كما يقول الكاتب جمال سلطان (رئيس تحرير صحيفة "المصريون"): كان سيتهم بالإرهاب ويرمى في السجون أعواماً طويلة، مع رفيقيه، وسيخرج الإعلام بتهمة جاهزة: القبض على تنظيم إرهابي يخطط لضرب الأمن القومي!

وعلى قاعدة "شرّ البليّة ما يضحك"، ومن أطرف الأمور، فإنّ هناك اليوم إقبالاًَ ملحوظاً وكبيراً في مصر على شراء رواية "1984" الشهيرة، لجورج أورويل. والسبب ليس أنّ المصريين يرون توافقاً بينها وبين واقعهم، بل يأتي ذلك بعد أن تمّ اعتقال أحد طلاب جامعة القاهرة متلبساً وبحوزته هذه الرواية، بوصفها جريمة في ظل حالة القمع والكبت الشديد للحريات العامة والهستيريا الأمنية والإعلامية الحالية!

مثل هذا المناخ المسموم؛ حين يزج العلماء في السجون والمعتقلات، ويلاحق الطلبة على روايات، وتصاب امرأة بحالة من الهستيريا لمجرد أنّها رأت أشخاصا يتناقشون في السياسة في مقهى عام، هل يؤذن بما هو أفضل أم أسوأ؟! وهل يمكن بالفعل أن يدوم ويستمر؟!
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :