يستضيف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية المؤتمر السنوي العشرين للطاقة في الفترة من 18 إلى 19 نوفمبر الحالي، في مقرّ المركز في أبوظبي، و ذلك تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية .
بالمقابل استضاف الاردن يومي 12 و13/11/2014 مؤتمر عمان الامني بتنظيم من المعهد العربي للدراسات الامنية في الجامعة الاردنية حول منع انتشار اسلحة الدمار الشامل،شارك فيه اكثر من 150 شخصية، تمثل 40 دولة عربية وغربية من ضمنها دولة الامارات العربية المتحدة حيث تناول مندوب مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور أحمد عبد الرزاق شكارة التجربة الاماراتية في موضوع الطاقة النووية للاغراض السلمية،حيث تم مناقشة الفرص والتحديات للوصول إلى منطقة شرق اوسط خالية من الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل وسبل التعاون الدولي في تعزيز الأمن وتنمية الاقتصاد، وكل ما يتعلق بقضايا التحقق من البرامج النووية .
وقد تطرق معالي الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لموضوع مستقبل الطاقة في الاردن حيث تناول موضوع الطاقة النووية التي يعمل الاردن على استغلالها بدلاُ من الطاقة التقليدية - وهذا الامر يواجه موجة بين مؤيد ومعارض - وقد وجهت لمعاليه أثناء جلسات المؤتمر سؤالاُ حول ما نشرته بعض وسائل الصحافة والاعلام الاردنية مؤخراُ حول ان الكلفة التشغيلية السنوية للمفاعل النووي الاردني لاغراض الطاقة تعادل ثلاثة اضعاف تكلفة ما سنوفره من استغلال الطاقة النووية، حيث نفى الدكتور طوقان صحة ما نشرته الصحافة بهذا الخصوص جملة وتفصيلا، وقال بالحرف الواحد «ان هذا الكلام عار عن الصحة ولا يستند الى اي مرجعية علمية او مصدر رسمي . وان البرنامج النووي الاردني خيار استراتيجي لطاقة المستقبل في الاردن، وان كميات وتركيز اليورانيوم في اراضي المملكة ذات جدوى اقتصادية تدعم تنفيذ المشروع، وتحقق الاستقرار والاستقلال في مجال توليد الطاقة الكهربائية في الاردن. ان البرنامج النووي الأردني خيار استراتيجي لطاقة المستقبل في الأردن، مشيرا الى التحديات الرئيسة التي تواجه الأردن وأهمها ندرة مصادر الطاقة المحلية وزيادة الطلب على الطاقة، وارتفاع اسعار الوقود الأحفوري (النفط والغاز) عالميا وشح مصادر المياه . وان من التحديات الرئيسة التي تواجه الأردن الطلب المتزايد على الطاقة ونقص مصادر الطاقة المحلية حيث يستورد الأردن حوالي 95% من طاقته، وينفق حوالي 25% من ناتجه الوطني للحصول على الطاقة وشح مصادر المياه وخاصة مياه الشرب . واكد الدكتور طوقان ان استراتيجيات البرنامج النووي الاردني تهدف الى استفادة الاردن من استغلال اليورانيوم لدعم الاقتصاد الوطني،وستكون الطاقة النووية مصدرا اقتصاديا رئيسا لتوليد الكهرباء وتحلية المياه في الأردن، بالاضافة الى سد الحاجة المتمثلة في زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية و تعزيز تنوع مصادر الطاقة والإنتاج الآمن والاستقلالية في مجال توليد الطاقة، وتعزيز نقل التكنولوجيا والمشاركة في جميع مراحلها، ودعم تنافسية الصناعات الوطنية التي تعتمد على الطاقة في بناء القدرات والكفاءات الوطنية في العلوم والتكنولوجيا النووية « .
ونظراُ لاهمية موضوع الطاقة خاصة بما فيها الدول المصدرة للبترول والغنية بمصادره مثل دولة الامارات العربية المتحدة، سوف تشهد مدينة ابوظبي يومي 18 و19/11/2014 مؤتمراُ هاما حول مستقبل الطاقة في دولة الامارات بعنوان :الاتجاهات المستقبلية للطاقة :الابتكار والأسواق والجغرافيا السياسية . وحسب ما صرح به سعادة الدكتور جمال السويدي المدير العام لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية،سوف يتناول المؤتمر المحاور الرئيسة التالية :
* الطرق التي تساهم في تحويل إنتاج وتوزيع موارد الطاقة في العالم من خلال إدخال تقنيات وسياسات جديدة ومبتكرة.
* الآثار المترتبة على التطور التكنولوجي في أسواق الطاقة التقليدية .
* آفاق الطاقة المتجددة وغير التقليدية .
* الآثار الاقتصادية والجيوسياسية لهذه التحولات على منطقة الخليج والعالم.
يشتمل هذا المؤتمر على اربع جلسات وتتضمن كل جلسة ثلاث ندوات :
سوف تتناول الجلسة الاولى موضوع «الابتكار ومصادر الطاقة التقليدية» والخيارات المتاحة لتلبية احتياجات الطاقة على المدى الطويل، وسبل الحفاظ على مستقبل الطاقة، والتخفيف من آثارها البيئية.
اما الجلسة الثانية فسوف تتناول موضوع، «الابتكار والتوجهات في مصادر الطاقة غير التقليدية والمتجددة»، والدور المتنامي للبترول والغاز في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك أحدث الادوات في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة وتطبيقاتها المحتملة في مدن المستقبل.
أمّا الجلسة الثالثة، فسوف تتناول «التطورات الجيوسياسية العالمية والإقليمية، وآثارها المحتملة على أسواق الطاقة العالمية.
الجلسة الرابعة والاخيرة سوف تتناول»تطورات أسواق الطاقة وتأثيراتها على دول مجلس التعاون الخليجي « مع الاخذ بعين الاعتبار التركيز على العوامل السياسية والاقتصادية والبيئية التي تؤثر في سياسات الحكومات.
في ضوء ما تقدم نحن بحاجة في المملكة للقيام بحملات توعوية واعلامية من الجهات المعنية ومراكز الابحاث والدراسات في المملكة لوضع المواطن الاردني وخاصة المناطق القريبة من موقع المفاعل النووي الاردني بالمعلومة الصحيحة ومستقبل الطاقة في الاردن، كما هو الحال في مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي يقوم بالعديد من الدراسات والبحوث ومن ضمنها التركيز على مستقبل الطاقة في الامارات والعالم والخروج بتوصيات وقرارات يؤخذ بها من قبل صاحب القرار . وربما اصبح من الضروري عقد مؤتمر دولي « دافوس طاقة « في البحر الميت تشارك فيه ايضا مراكز الابحاث والدراسات ويناقش موضوع الطاقة في الشرق الاوسط والتحديات التي تواجه دول المنطقة وخاصة الدول التي تعاني من نقص وشح في مصادر الطاقة مثل الاردن.

"الدستور"