facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإساءة للدين الحنيف


23-11-2014 03:54 AM

لا يمكن إطلاقا القبول بمبدأ الأخذ بالجملة فيما يتعلق بحياتنا العامة ، فلا يعقل أن نأخذ انطباعنا عن عائلة ما بأنها سيئة لأن أحد أفرادها قام بعمل سيء ، ولا عن مؤسسة بأنها فاسدة لأن أحد موظفيها تلقى رشوة ، ولا عن دولة أنها قمعية لأن حكومة فيها عمدت الى التنكيل بخصومها ، ولذلك من غير المقبول أن نسمح لهذا الكم من السخرية والاستهزاء البريء في بعضه والمتعمد في أغلبه من الدين الإسلامي الحنيف ومن علمائه ومن رموزه ،عبر صور وتعليقات ومقاطع فيديو باتت تنتشر في ظل الحملة العالمية على الإرهاب والتي كان الإعلام أحد أهم أذرعها القوية، لأن ذلك يدفع للانتقام الفكري.

نحن لا نقبل بأن يتم السخرية من أي دين عن طريق المزاح أو الجد ، ليس الإسلام و الدين المسيحي فقط بل واليهودية كذلك ، ولم يذكر في التاريخ العربي الإسلامي أن أحدا من مشاهير الخلافة والفكر والشعر نحى هذا المنحى للانتقاص من شخصية أو من جماعة ، ليس عجزا أو خوفا ، بل هو احترام للقيمة التي يمثلها التدين لدى أهله من بني البشر ، لذلك نقرأ كثير من الآيات القرآنية الكريمة تخاطب « الناس» ولا تخصص فئة أو طائفة ، ولعل قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» هو إحدى قواعد القيم التي يرتكز عليها المجتمع في كل مكان ، فمكارم الأخلاق لا تسمح لك أبدا بأن تسيء للآخرين لأنك ترفض ما هم عليه .

المشكلة عندنا أصبحت الإساءات الغبية تقليدا يتبعه غالبية الناس دون تفكير وهو محاولة التقليد والبناء على أفكار الآخرين بكل سذاجة أو مكر، فرأينا كما هائلا من المواد المكتوبة والمصورة والمسجلة تمس بخصوصية الدين الإسلامي ، وتجعله عرضة للاستهزاء ، عن طريق تمثيل مجموعات من أهل الغلوّ والمتطرفين وأهل الغايات ، حتى باتت قصة بيع وشراء السبايا مثلا وكأنها فعلا موجوداً في كل البلاد العربية اليوم أو في العراق وسوريا ، وأن لها أسواقا تباع فيها النساء، فيما لم نسمع أو نقرأ عن أهل فتاة واحدة أو أي منظمة حقوقية نشرت إسما واحدا لامرأة بيعت أو اشتريت ، ولو حدث فليس ذلك بسبب لكي يطعن الدين الحنيف في خاصرته من بعض أهله ، فيما أسواق الدعارة موجودة في أغلب بلدان الغرب والشرق وبتراخيص رسمية ، ولم يعلق أحد على «تسليع النساء» والرقيق الأبيض.

لن أدخل في تفاصيل الإشكاليات والخلافات بين الحضارات أو الممنوعات ضد المسلمين مثلا في بعض بلاد الغرب الأوروبي ، ولكن هنالك رموز يجب احترامها ليس لأن صاحبها سيموت إن فقدها بل أنها تشكل جزءا من ثقافته وثقته وكبريائه وأحيانا من تميزه الديني فالحجاب ليس شكلا من أشكال التدين فحسب بل هو ثقافة وخصوصية ، فهو في النهاية غطاء للرأس لا يختلف عن العمامة أو»الشماغ» أو القبعة ، أو عمِّة الشيخ والقلنسوة لدى اليهود ، ونرى الأخوات الراهبات يعتمرنه ولو بشكل مختلف ، فيما الصليب ونجمة داوود والهلال والنجمة العثمانية جميعها رموز دينية لا يضر الدين شيئا لو تركت ، ومع هذا يجب احترامها ، وعدم استخدامها للغمز واللمز من معتقدات البشر.

أنه لمن المستهجن والمرفوض ذلك التمادي بكل بجاحة عندما يستغل البعض موسم الانقضاض على الإرهاب الآدمي الذي تمارسه بعض الجماعات الضالة والمأزومة والمتطرفة من المسلمين ، ليطعنوا في خصوصيات الدين الإسلامي الحنيف ، ويستسهلون بعدها الشتم والسخرية من الدين العظيم ومن علمائه الأجلاّء والافتراء عليهم والسخرية منهم ، مستغلين الفضاء الإلكتروني المفتوح بلا رقيب ولا حسيب ، لتصبح الكذبة إشاعة والإشاعة خبرا والخبر قصة حقيقية عند الجمهور وليس لها أصل البتة.

إن ردود الأفعال التي نراها اليوم على السياسات والضغوطات الغربية لصالح «الدولة اليهودية» أو مجرد كلمات لقادة غربيين غير مسؤولة والتحريض ضد فئات بعينها والتسميات الطائفية ، خلقت جيلا جديدا من الشباب المسلم ينزع للإنتقام حتى لو ولد وترعرع في أوروبا «المتحضرة» وينسى البعض أن الحروب تولد في بيئة الجدال والكلام المحرض.
Royal430@hotmail.com

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :