facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هذيان


رشيد ملحس
03-04-2008 03:00 AM

ترى بماذا سينشغل "العرب" إذا لم يعد هناك وجود لما يدعى "القضية الفلسطينية"؟ ما القضايا التي ستحتل كم الفراغ الهائل الحاصل جراء ذلك في وسائل الإعلام المختلفة وتصريحات القادة وخطب الواعظين ومماحكات البرلمانيين ومهاترات المثقفين ودردشات الزيارات العائلية والمحاولات الشعرية وسلسلة طويلة جدا من العلاقات والسلوكيات وأنماط التفكير والأسس الفكرية للمنظمات والأحزاب والهيئات والجمعيات والمؤسسات والنوادي والأفراد وأسماء المواليد الجدد "وتراب الوطن الغالي" ؟!

ربما بل قطعا نحن(ونحن أعني فيها شعوبا وحكومات) لا ندرك حجم الضرر الهائل الحاصل على الإنسان العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص من جراء إستمرار حالات اللعيان والغثيان والزوغان والهيجان والصداع النصفي والكلي المستديمة فيما تبقى من جسد "المواطن العربي الحي" والتي يسببها تعاطينا اليومي والمفرط "للقضية" سواء على شكل ولائم دسمة أو وجبات خفيفة وسريعة أو عصائر وكوكتيلات وحبوب بانادولية ولفائف تبغ "وخلافه".

تخطأ كثيرا "القيادات الفلسطينية" إذا كانت تعتقد أنها تخوض سواء مفاوضات أو مناوشات مع "الجانب الإسرائيلي" بإسم الشعب الفلسطيني فقط فهي تخوضها بإسم كل فرد ناطق باللغة العربية أو ينتمي من قريب أو بعيد للدين الإسلامي.ولهذا فأن حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذه القيادات أكبر بكثير من إمكانياتها وطاقاتها ومن الطبيعي أن يتواصل بناءاً على ذلك مسلسل الفشل .

نحن كمن كلّف مجموعة من طلبة المدارس لإجراء بحوث بهدف إيجاد مصل مضاد لفيروس يتفشى بسرعة في مجتمعاتنا , وفوق هذا هناك عصابة من الزعران تلطي لهؤلاء الطلبة المساكين التائهين عند كل زاوية وتعطل تحركهم.والمصيبة أننا إنشغلنا بالتحجيز بين الفريقين غير أبهين بالأضرار الفادحة التي يسببها الفيروس اللعين ومتناسين ما هية المهمة وعلاقتنا بها.

إذا كنا نعي حجم الكارثة فليس من المنطق أن نعتمد على قدراتنا المتواضعة جدا في محاولات يائسة لإنقاذ الناجين وإنتشال الجثث ورفع الأنقاض وإعادة البناء بعد كل الهزات التي تعرضنا ونتعرض لها .
إذا كنا مؤمنين بعدالة "قضيتنا" فعلينا أن نوَّكل خبراء قانونيين يتولون مهمة "تحصيل الحقوق" .
بدلاً من المرافعات العقيمة التي نُصر على إعدادها وأدائها بطريقة أوصلتنا من موقع المدعي إلى موقع المدعى عليه حتى بتنا اليوم في قفص الإتهام,علينا أن نبدأ بالتفكير بالخطوات العملية لوقف إستنزاف عقول وأرواح ملايين المتضررين من ديمومة العبث التفاوضي والتناوشي على حد سواء.
وإذا كانت قيادات ترغب بصدق أن تحرر شعوبها من قيود التخلف فعليها أن تبدي شجاعة وإستعدادا للتضحية "بمكتسباتها".
ولأن الشعوب "العربية" لا حول لها ولا قوة وهي فوق هذا أسيرة لحن يقودها كالجرذان إلى الهاوية فليس من الضروري أن نعود إليها بحجة حرصنا على تطبيق الديمقراطية فلطالما كانت القرارات المصيرية دكتاتورية.

بصريح العبارة على السلطة الفلسطينية- سواء بالإتفاق والتنسيق مع الدول العربية والإسلامية أو بعدمهما- أن تقوم بحل نفسها في هيئة الأمم وأن تسلم مهامها وملفات قضيتها للعالم ليتولى بدوره شؤون التفاوض وإدارة "الدولة".
إن هذا الإجراء سيكشف صدق نوايا دول العالم للتوصل لتسوية عادلة لهذه القضية ويضعها أمام مسؤوليات تحقيق الإستقرار والأمن والإزدهار لفئة من البشر جربت وما زالت تجرب كل أشكال المعاناة التي مرت بها البشرية.
إن هذا الإجراء سيفرض على إسرائيل شروطا جدية للتعامل ويضعها حقيقة أمام إستحقاقات التاريخ.
إن هذا الإجراء سيضع حداً لتفشي الأوبئة الديماغوغية في العقل العربي ويحصّن الأجيال القادمة ضد الإصابة بها.

حينها ستحتل قضايا حقوق الإنسان والبيئة والحريات العامة المساحة الفارغة في وسائل الإعلام وسيضطر القادة للحديث في تصريحاتهم عن إستراتيجيات التنمية والتطوير وستعود الفلسفة لتحتل مكانها في نقاشات المثقفين وسيحفظ الأطفال في المدارس بعضا من شعر المتنبي وفولتير وشكسبير.
حينها........ حينها فقط ربما سنتعافى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :