وصفي الذي تعطرت قدماه بالشيح والقيصوم والدحنون، ولم ينغمس من رأسه حتى اخمص قدميه في مستنقع التآمر على الوطن بالاستثمار والبيع والتجنيس والتوطين وطمس الهوية.

وصفي الذي ما تلوثت ايديه وايادي ابنائه وبناته، واحفاده وأصهاره، بالمال العام، ونهب لقمة الفقراء، ومؤسسات الوطن وثرواته ومقدراته، فعاش واستشهد وبقي كبيرا وقامة وطنية، تتضاءل امامها القامات، وتنحني امامها الهامات.

ترى ماذا سيفعل لو أطل وصفي ورأى دعاة المحاصصة والحقوق المنقوصة الذين ينهشون الوطن؟
ماذا سيقول لمن نهبوا وباعوا مؤسسات الوطن، ووجد مؤسسات مباعة وما وجد ثمناً؟ ووجد اموالا منهوبة وما وجد لصوصا او سارقين ؟؟؟ ووجد فسادا مستشرياً وما وجد فاسدين ؟

ماذا سيقول لمجلس نواب آخر همه مصلحة الوطن، يبحث عن تقاعد وامتيازات وتعيينات وسفرات، وفيه تجلى شراء الذمم، وفيه ايضا استخدم المال القذر، وفيه خرج نواب من اقبية السجون الى قبة البرلمان، لم يسجنوا لانهم مناضلون بل لانهم فاسدون؟

ماذا سيقول لدعاة التجنيس والتوطين "هل سيتبنى برنامجهم" ويمنح حقوقا مدنية لابناء المجنسات على طريق التجنيس، ويحمل الوطن فوق احتماله بدعاوى العروبية والقومية والحالات الانسانية، التي ملها الاردنيون، بل وينظرون اليها بحالة من القرف ؟

وهم الذين سالت دماؤهم على ابواب واسوار القدس وباب الواد والعامود وحيفا ويافا والجولان وعطرت ارض العروبة في كل مكان، وهم العروبيون بالفطرة، والقوميون بالنشاة.
ماذا سيقول لمن يتحدث عن الضفة والضفة، والحشد والرباط، بدلا من الحديث عن وطن اسمه الاردن، وارض اسمها فلسطين؟

ماذا سيقول للقتلة المأجورين والمستأجرين، ويقام لجيفهم بيت عزاء في عمان التي سال لاجلها دمه الشريف الذي لم يتلوث لا بلون ولا برائحة الخيانة؟

ماذا سيقول لمن يوزع هويتنا لمن هب ودب، لمن يستحق ولا يستحق، لكل مشرد وتاجر، لكل عابر، لا يعرف من الوطن الا اسمه، ومن العلم الا رسمه، ومن الانتماء والولاء الا بقدر ما تمتلئ الارصدة والحقائب والكروش؟
ماذا سيقول لمن يعشقون الكراسي والمناصب اكثر من حبهم لتراب الوطن، وجاهزون للتفريط بالوطن وهويته وأهله في سبيل الحفاظ على مكتسباتهم؟
ماذا سيقول لمن يتجرأون على مؤسسات الوطن وقواته المسلحة واجهزته الامنية، بهدف النيل منها لانها عنوان ورمز الوطن؟
ماذا سيقول عندما يرى في عيون الطارئين على الزمان والمكان كل شيء سوى الوطن؟؟ ماذا سيقول عندما يسمع الشخير في الميكرفونات، والبطولات والنضال بالهتاف وهز اللحى، والتجرؤ على الوطن بالمهرجانات؟
ماذا سيفعل عندما يجد مؤسسات اقيمت في الوطن بتمويل اجنبي، للاستقواء على الوطن، ويجد كتابا حاقدين وأشباه صحفيين مأجورين، تبعا لمن يدفع، ومراكز للدراسات والمرأة لا تريد بالوطن وأهله خيرا ؟؟؟؟
ترى ماذا سيقول للفقراء والمعدمين في القرى والارياف والبوادي ؟؟
ترى ماذا سيقول لمن يعيثون في الوطن فسادا وافساد، ونهبا ونهشا، بسيف وسلطة الاستثمار والقانون؟؟؟
ماذا ؟؟؟ وماذا ؟؟؟ وماذا ؟؟؟؟
ايها الفارس الذي أرعبتهم حيا، كما ترعبهم ذكراك، فلقد اتعبتهم واتعبتنا، بهذا الارث الثقيل الذي لا تقوى النفوس على حمله، فلقد عريتهم واظهرت عجزنا وضعفنا.
ايها الفارس الذي ترجل الا من نفوس الاردنيين، ترجلت من الدنيا الا من تراب الوطن، رحلت ولكنك سكنت في قلوب وعيون الاردنيين التي ترتحل اليك كل يوم.
ايها الفارس الذي ما هادن ولا ساوم، ولا شيد القصور وملأ القاصات والبنوك بالارصدة وحسبك انك لم تستطع وانت رئيس للوزراء ان تدفع ستة دنانير بل تقسطها من راتبك ثمنا لاعمدة الهاتف لبيت دولة الرئيس، اتعلم ماذا يدفعون كل يوم ثمنا للسيجار والطبيخ؟
هل رأى المسؤولون صورتك مع الراحل الملك الحسين وحابس باشا بالفوتيك، لم تكترثوا بربطات العنق والاحذية اللماعة، فقد صنعتم لنا وطنا، تجرأ الفاسدون، كالسوس والديدان ينخرون مقوماته ومفاصله ؟؟؟؟
رحلت ولكن روحك ترفرف في المكان تحتقر وتلعن وتزدري، كل السماسرة وتجار الاوطان.
*رئيس المكتب الاعلامي حزب التجمع الوطني الاردني الديمقراطي "تواد"