facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الذكرى ال 44 لوفاة وصفي، عرار يخرج عن صمته

02-12-2014 09:41 PM

يوسف الكلوب

اللهم ساعدني على ألا أتخلى عن مظلوم وعلى ألا أخاف من ظالم وان اخضع للمنطق لا للقوة، وإذا انتصر الحق لا تجعلني أسير في موكب الشامتين وإذا انتصر الظلم لا تجعلني أعدو في موكب الهاربين، وإذا وقع السيف من خصمي أعطني القوة لأساعده على التقاطه ولا تتركني اطعن خصما جردته الظروف من سيفه.

كانت هذه الكلمات التي لهج بها لساني داعيا ربي عز وجل عندما كنت حاضراً بجسدي وبروحي على هذا التراب، أما اليوم فإنها روحي، روحي فقط هي من تحوم هنا، وجسدي غائب هناك، ولا ازال ادعو بأن اخضع للمنطق لا للقوة.

لذلك وفي ذكرى وفاة اعز أولادي علي أريد أن أقول لكم شكراً على التأبين والإطراء شكرا على ما ضاع من أوقاتكم، واعذروني إنا أقلعت عن الإصغاء لإسفار المراثي.

لقد ملأتم دواتي اليوم بالأسى والأمل لأكتب مستذكراً همتكم، بعد ان اخترتم طي دفتر أنفسكم بين الشعوب وقلب صفحاته وبعد اختياركم لآية "الحفار والدفان" فاتحة تتلونها على رمس نفوسكم. ما جئت مستذكرا ولدي، بل جئت مستذكراً شعبي كما لم يستذكر هو نفسه من قبل.

فليتق الله بي شعب وفيت له ... كل الوفاء وبالنكران جازاني
على مذابح قولي سوف اسعده ... ضيعت عمري فلم يسعد وأشقاني

وأنا أشاهد ولدي يستخدم من قبل هذا وذاك، يرفع في وجه الآخرين تارة ويكون رمزا للعداء تارة أخرى، يسخر لتخدير حاضر الناس ولمواساة ضعفهم وعجزهم، ويلفق الكثيرين حوله ما يلفقون، وجدت أني أجدر الناس بالدفاع عنه ووجدت من الضرورة أن اقلع عن صمتي السرمدي لانبهكم لامر آن اوان الحديث عنه.

في مجتمع يضيق بقليلي الهمم ومنتحلي الأعذار لفشل الواقع، وصف وصفي "بالاستثناء" ،وهذه حقيقة ، إلا أنها حقيقة مخدرة، لأنهم تناسوا أن ما كان عليه هو "القاعدة" التي وجب على كل عاقل ان يتخذها شرعة ومنهاجا، وما كان ذلك إلا ضيقٌ للأفق وجهلٌ لمعنى الحمية ومعنى الوجود على تراب الوطن وتناسياً لغريزة الذود عن حياضه، يستنجدون بوصفي كلما ألمت بهم ضائقة، متناسين ما كان من عجزهم وتخاذلهم عن نصرة أنفسهم.

إنكم لتغتالونه مرارا وتكرارا وتغتالون انفسكم معه، أتجعلون للجرأة في قول الحق ورد الظلم عن الضعيف وعشق التراب ولنظافة اليد عيداً تتفننون فيه بروائع الإنشاء واللطم على الفقيد وما كان منه ، ثم تعودون لسيرتكم الأولى، للسير على خطى كل افاك أثيم.

عنّ اليوم للسائرين في المنام ان يقال لهم " صح النوم يا جماعة" إن ما تقومون به لتخجل حتى وطنيات طوائف النور أن تستهدف مثله، أو تتخذ مما هو من قبيله غاية. "أن الوطنية لا تتوثن" ولا يجوز أن يكون هدفها تأييد شخص وخذل آخر، بل هي مسالة مبادئ ومقررات عامة، مسألة إجماع وتوافق لا تفريق. تستهدف التراب، والتراب اكبر من الجميع والكل له. إن تلك العواطف التي تغدقونها والتي بات مجنون ليلى على أعتابها أعقل العقلاء، ليست من الحب في شيء، أن لم يتبعها فعل، فكرة أو عمل.

كم صحت فيكم من قبل لكي تدعوا صراعاتكم ومصالح أحزابكم ومصالح أنفسكم ورائكم وتجعلون حزبكم هو الوطن ورفعته.

كم صحت فيكم ، وكم ناديت من ألم ... فلم تصيخوا لصيحاتي وأنّاتي
والله ما غالكم ، واجتث دوحتكم ... بين الشعوب ، سوى حبّ الزعامات

لطالما كان وصفي يردد على مسامعكم قول السموؤل: اذا مات منا سيد قام سيد ، ولكن ذالك السيد لم يقم بعد فنحن بانتظاره كما ينتظر آخرون مسيحهم و مهديّهم المخلص.

الآن أيها السادة المخلصون وأيها الأفاضل الوطنيون، يا معادن العروبة وجواهر القومية إلى كل ما تريدون من ألألقاب والألفاظ، هل تستطيعون ان تقولوا لي إذا كانت جزبراتكم وتهويشاتكم ومقالاتكم قد بدلت من الواقع المر الذي تعانيه البلاد، هل نظرتم بعين المتفحص الى جذور مشكلاتنا، أم حمتم فوق الأعراض وكتبتم في ذمها قصيده، هل نظرتم الى شرق آسيا كيف استعادة أوطانها من المجهول؟. " حرروا هذا الشعب الطيب من سيف الكلمات" فلم يكن بيع الوطنيات يوماً هو ما انتظرته البلاد لإنقاذها من مصائبها على تنوعها، من تسليمها لكل مشؤوم لا يصلح إلا للإيذاء، إلى ما يعلمه ربي ولا يعلمه العباد.

إن الآية الواردة في الإنجيل والتي تقول"من فمك أدينك أيها الشرير" أكثر ما تكون انطباقا على ما تجود به حناجر السائرين تحت ستارة الوطنية، وما كنت أظن أن انعدام الصلة بين الأقوال والأفعال ستصل الى ذلك الحد، وما كنت أظن أن تبلغ ببعض أصحابها حد اقتراف المنكر وارتكاب العدوان ثم التنصل من وقوعه وإلقاء تبعة خزيه على سواهم.

أن معاملة الوطنية بمبدأ "جوزك وان راد الله " لا يفيد سوى سد الحوار بوجه ابناء الوطن وعرقله الناس وهم على طريقهم للخروج من هذا السرداب الذي لربما عاينته أوروبا في اقسي مراحل تخلفها عن ركب الأمم المتحضرة.

قوموا إلى الوطن وانفضوا غبار الجهل عن عيوونا لنرى وإياكم الأردن كما يجب أن يكون واكسروا المرايا التي نظرتم بها إلى أنفسكم "فقط" من قبل.

ارضنا مشتاقة لمن يغرس شجرة، ونحن ننتظر يد تواسي محزون وننتظر حنجرة تلهج بالحق وتدافع عن ضعيف، ننتظر رجل اذا تاه قومه صاح بهم افيقوا، ، مشتاقون لصوت يدعو للتسامح وترك نار الحقد ، ننتظر العلم الحق لا شهادات ضاع اصحابها، نتطلع لخلق الوطني هو دعامة للبناء، الوطن لا يطلب الكثير فقط يريد من لا يرمي ورقة في شارع.

يا شيخ يا شيخ خلي العقل ناحية ... فهذه أزمة هيهات تنفرج
يا قوم ما بالكم هنتم بمصرعكم ... ان الذبيح قبيل الموت يختلج

لا تكونوا ممن يعدمون حالهم بحالهم ببنادق أنفسهم وبرصاص غيرهم كل ساعة.

اخرجوا وصفي من البئر التاريخية التي فرضتم عليه وعلى أنفسكم الإقامة فيها، وأبعدوه عن صراعاتكم وأحقادكم ونظراتكم الضيقة، فهو اكبر من ذلك، ضعوا يدكم بيده وانظروا سوية إلى العالم ونهضته وتعلموا وتذكروا، قول الله تعالى " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين"(البقرة) صدق الله العظيم
أما ولدي فسأحبه على طريقتي وأظل اردد دائما :
قفا بعمواس يا ابني وانتظرا ... لو ساعة فهوا وصفي تحداني
وسائلا كل ركب مر عن ولدي... وسائلا الركب عن دحنون أوطاني





  • 1 صديق عمون 03-12-2014 | 12:09 AM

    صدقت و أبدعت

  • 2 ابناء الحراثين 03-12-2014 | 11:08 AM

    ابدعت ايها العبقري انت خاطبت جميع الشرائح الاردنيه بلا استثناء شكرا جزيلا لننهض بالوطن

  • 3 ابو عمرو 03-12-2014 | 11:41 AM

    رحم الله وصفي التل وستبقى ذكراه الطيبة خالدة فينا.وتبا لاولئك الجبناء الأنذال الذين اغتالوه بدم بارد.

  • 4 عبدالله مفضي عبدالمصلح 03-12-2014 | 07:04 PM

    مبدع واخرجت الصمت واشفيت الالم بالصدر فنحن بامس الحاجة للانسان القدوة والصحابة والتابعين لكي يتم النهوض بالوطن والامة فالخلل الكبير اجتماعيا فلا يصلح العطار ما افسده الدهر وروح وصفي مختلفة ليس لها مثيل وضمت تحت جناحيها ارواح الفاروق وغاندي ومصدق وجيفارا والمتشدقين بوصفي كم زهرة قطعوها قبل ايناعها وجيرة لم يحافظوا عليها واسرة افسدوها ومجتمع هلكوه بالبدع والمظاهر والنفاق.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :