facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كونغرسنا و كونغرسهم


07-12-2014 02:06 PM

في زيارته الأخيرة الى واشنطن اجتمع جلالة الملك عبدالله الثاني بأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي قبيل لقاءه بالرئيس باراك أوباما ، وعادة ما يلتقي الملك في واشنطن خلال زياراته أو في عمان بأعضاء من الكونغرس من غرفتيه الشيوخ والنواب ، والسبب في حرص الملك على ذلك فضلا عن أن الولايات المتحدة هي أهم دولة في العالم وصانعة أحداث العصر الحالي هو أن الكونغرس أقوى السلطات بعد الرئيس الأمريكي ، وفي كثير من الحالات المتعلقة بالمعاهدات والمساعدات فهو المقرر وصانع السياسات وما يتبعها من قوانين وقرارات تمويلية متعلقة بدعم الدول والحلفاء العالميين.
ورغم ذلك قلما نجد زعيماً عربيا يحرص على الالتقاء بأولئك المشرّعين الأمريكيين ، ليس لعجزهم ولكن لعدم الانتباه الى أهمية النوافذ المطلة على المجتمع السياسي الأمريكي والى ممثلي الشعب وجماعات الضغط واللوبيات التي تتحكم كثيرا بتوجهات القرار في البيت الأبيض والسياسة الخارجية ، وشئنا أم أبينا فإن القرار الأمريكي هو جملة الفصل في أحداث العالم وخصوصا في منطقتنا العربية ، ورغم تغليب الرئيس أوباما للسياسة الداخلية على حساب الخارجية والتدخلات العسكرية ، فإن أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب هم الذين يرسمون وجه المرحلة المقبلة ، لذلك صعد الجمهوريون بقوة مؤخرا لدواعي الحفاظ على قوة الولايات المتحدة.
عندنا وفي مجلس النواب هناك لجنة الشؤون الخارجية ، ولكن ودون عناء المقارنة بلجنة الشؤون الخارجية الأمريكية لم نجد ولا نجد إي إضافة او دور لهذه اللجنة فيما يتعلق بمصالح الأردن الخارجية ، ولم نر يوما ان أعضاء اللجنة النيابية أو في الأعيان حتى أنها اجتمعت مع رئيس دولة زائر ، أو زارت دولة عربية او صديقة واجتمعت مع رئيسها للتباحث في برامج وسبل لدعم الاردن وفتح آفاق جديدة للتعاون المصلحي لصالح بلدنا ، لا بل كلما اجتمع مجلس النواب لمناقشة قضية إقليمية لها علاقة بالأردن وما يحدث فيه ، نجد أن النتيجة إتهامات وشتائم وفرد عضلات تجعل من صورة المجلس وكأنه غرفة صف في مدرسة إبتدائية لا يستطيع الأساتذة أو الإدارة ضبط الطلبة المشاغبين.
في عام ٢٠١١ كنت ضمن وفد صحفي عربي زائر للولايات المتحدة ، وفي واشنطن قمنا بزيارة للكونغرس ، وطلبنا الإجتماع بأعضاء من لجنة الشؤون الخارجية ، ولكن تم إبلاغنا بأن أعضاء اللجنة غير متواجدين ويمكن الاجتماع مع مقرر اللجنة في القاعة المخصصة لهم ، ويا للمفاجأة عندما كان المقرر شابا في السابعة والعشرين من عمره ، يحدثك وكأنه أحد الآباء المؤسسين او كتبة الدستور الأمريكي ، ما أثار تندرنا نحن الوفد الصحفي العربي من مختلف الأقطار والأمصار ، ونتيجة المقابلة إختصرها بوصف حالتنا الزميل هيثم الشيخ من وكالة الشرق الأوسط المصرية بقوله «ده احنا لازم نتضرب ..» لتدليل على ان بعض قياداتنا التشريعية العربية وكأنها عطاء تلزيم لجماعة العجائز والتماسيح التي لا تتمتع بأي روح للإبداع والابتكار ، فالجميع ينتظرون غرفة الحكومات لتقديم مشاريع القوانين أو السياسات الخارجية.
ورغم التأكيد على الفارق الكبير والمقارنة الظالمة بيننا وبينهم ، فإن الحلم دوما لو أننا نستطيع رؤية لجنة في مجلسنا تستطيع لعب دور صانع سياسات مساعد على الصعيد الإقليمي ثم الدولي وليس المحلي فقط ، ولكن عجز المجالس المتعاقبة عن ذاك يكمن في عشائرية المجالس وفراغها من الكتل الحزبية الحقيقية ، فغالبية ما نراه ليسوا أكثر من هواة ليس لديهم المنظور الخاص لخلق حالة متميزة في تمثيل الشعب ، وهناك ، من لا يفهم ولا يدرك معنى أن تكون ممثلا للشعب ، وأحد أعضاء إدارة الدولة ، وعليهم تقع مسؤولية كبيرة في تغيير الواقع للأفضل.
أعضاء مجلس النواب لا نريدهم أعضاء غرفة الشيوخ في الكونغرس الأمريكي ، ولكن على الأقل أن يحفظوا ماء وجه المجلس التشريعي ، ليس بإضافة شيء كبير له ، ولكن بعدم الإساءة له وجعله محلا للتندر وتأليف النكات ومثلا «للهوشات والفزعات»، فالشعب كلّ وملّ، ويطالب برفع سوية خطاب المجلس الذي يضم أعضاء عديدين من أهل الكفاءة والوقار فلا تسيئوا له أكثر من ذلك بالقومجيات والحزبية التي لا يفهمها غيركم .

"الراي"

Royal430@hotmal.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :