facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«قراءة سياسية للفاعلين في المنطقة»


أ.د. أمين مشاقبة
08-12-2014 12:56 PM

إنّ ما يجري في المنطقة يؤكد بالمطلق فشلَ النظام العربي الذي انتهى منذ زمن طويل، وبالذات إبان احتلال العراق للكويت، فالنظام العربي المنتهية فعاليته وربما وجوده، وربما مكفن ينتظر الدفن مع غياب المشيعين، وإذا ما نظرنا لما يجري في كل من العراق، وسوريا، وفلسطين واليمن، فاللاعبون هم الولايات المتحدة، روسيا، إيران، تركيا وإسرائيل، وما تبقى يلعب لعبة العلاقات العامة، فكل دولة من هذه الدول لها مصالح سياسية واقتصادية وايدلوجية ترعاها وتحافظ على الاستمرار بلعب أدوار عملية لتحقيق مصالحها بدءاً من استخدام القوة العسكرية وانتهاء بالحراك الدبلوماسي المستمر والمخططات المدروسة للحصول على أكبر المكاسب على حساب المصالح العربية لغياب أصحابها عن الساحة، وما يفعله العرب هو ردود أفعال على ما يجري والكل خائف على حاله ووضعه ونظامه، فغياب إرادة الفعل وتراجع مفاعيل القوة تجعله متفرجاً لا يقوى على شيء.
ففي حالتنا العربية هناك نظم سياسية فاشلة أو «دول رخوة»، فالعملية السياسية في العراق عملية فاشلة بكل المعاني فشل للدستور، فشل للنظام الفيدرالي فشل المؤسسة العسكرية وفساد مخيف يخطف الموارد الوطنية، وهناك غياب للإرادة السياسية الوطنية وإيران تفعل ما تشاء تحت مسميات متعددة، فالقرار السياسي يتخذ في طهران ويطبق في بغداد. وهناك مصالح لإيران في العراق وسوريا لكي تكون أدوات للضغط على الولايات المتحدة لبعدين مهمين هما: المفاوضات المتعلقة بالنووي الإيراني، والعقوبات الاقتصادية، وفي نفس الوقت يمكن التكهن بوجود تحالف سري أمريكي- إيراني فيما يتعلق بالشرق الأوسط برمته. وهناك مؤشرات كثيرة على ذلك التقارب والتنسيق، وربما التحالف غير المعلن، والاستراتيجية الإيرانية تستند للسيطرة الكاملة على العراق من خلال سيطرة الشيعة وبالذات حزب الدعوة الإسلامية على مفاصل الحكم، وبقاء المرجعية الدينية في قمة ترسم ما يراد تحقيقه، وفي سوريا فالأهداف تسعى لبقاء النظام القائم ودعمه مالياً وعسكرياً وسياسياً.
وفي السياق اللبناني بقاء حزب الله القوة الضاربة، ذات الأثر السياسي المعطل، والأقوى على الساحة السياسية اللبنانية، أما اليمن فدعم الحوثيون هو نقطة انطلاق من أجل السيطرة الكاملة على اليمن وما يملك من موقع يتحكم بالبحر الأحمر من خلال مضيق باب المندب، وهناك أهداف أخرى تتعلق بالضغط على المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربي، فالحالة اليمنية يوجد بها فاعلان فقط هما إيران وأمريكا والباقي متفرج.
أما تركيا الفاعل الرئيس فلها مصالح في إسقاط نظام الأسد، وإنشاء منطقة عازلة لإبعاد شبح داعش وأخواتها عن الساحة التركية، ناهيك عن حشود اللجوء السوري، ويضاف إلى ذلك موقفها الثابت من عدم قيام دولة كردية مستقلة يضم إليها أكراد سوريا، وكذلك دعم حركة الإخوان المسلمين في سوريا وإيصالهم لدفة الحكم.

وفيما يتعلق بإسرائيل فأهدافها تمزيق وتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات طائفية، عرقية ضعيفة وممزقة لتكون القوة الأعظم عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً في المنطقة، وربما يكون لها أسهل في المستقبل من تصفية القضية الفلسطينية بالكامل على حساب الأطراف الأضعف وإعلان يهودية الدولة بشكل يضمن لها عنصرا من عناصر القوة بنقاء الدولة وتسفير الشعب الفلسطيني بالكامل، يضاف إلى أهدافها في مثل هذه الحالة التحرك تدريجياً لتأسيس دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.
أما الولايات المتحدة فلا تحكمها إلا مصالحها الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية في الهيمنة على المنطقة والعالم والسيطرة الكاملة على منابع النفط، وبقاء إسرائيل وأمنها والأسواق التجارية وبالذات فيما يتعلق بتجارة الأسلحة، وهي تؤمن بمفهوم الفوضى الخلاقة أن يبقى مستمراً وقائماً ليبقى دورها فاعلاً متحركاً في المنطقة لتحقيق مصالحها والهيمنة الكاملة على مقدرات المنطقة وتحقيق حلم حليفتها إسرائيل في أن تكون قاعدة الانطلاق والسهم الموجه للجميع.
إنّ ما تفعله داعش في المنطقة يصب في خدمة مصالح الولايات المتحدة «ودولة إسرائيل» وهما المستفيدان من كل ما يجري ومحاربة داعش في سوريا لا تشكل أولوية لأمريكا، الأولوية الآن هو الحالة العراقية، وكما قيل ستبقى الحالة على الأقل ثلاث سنوات لإنهاء داعش، وباعتقادنا أن داعش ما هي إلا أداة من أدوات السياسة الأمريكية في المنطقة وربما تبقى قائمة لعقد قادم من الزمن، وفي سياق هذا التحليل لا يمكن استبعاد الاتحاد الروسي الذي يناور باتجاهات مختلفة لإبقاء موطن قدم له في المياه الدافئة (البحر الأبيض المتوسط)، دعم وتأييد النظام السوري والبحث عن حل سياسي لفشل الحلول العسكرية، ومحاولة الابقاء على حالة التحالف مع إيران واستغلال أي اختلال في السياسة الأمريكية والولوج منه لتحقيق أكبر قدر من المصالح إن كان في العراق، فلسطين، تركيا ومصر.
وأمام هذه المعادلات الاستراتيجية والحراك السياسي أين نحن العرب أو ما تبقى منهم في ظل هذه المصائب والكوارث وبل الانهيار؟!
يصعب في هذه العجالة أن نحلل ما يجب أو ما على العرب فعله لمواجهة هذه التحديات والكوارث، ان أول شيء يمكن قوله أن لا نبقى في موقف المتفرج وسياساتنا ردود أفعال، على الدول العربية أن تبدأ في انتاج نظام عربي جديد يقوم على أسس جديدة تواكب المتغيرات الحاصلة ومحاولة الحفاظ على ما تبقى وإعادة بناء مشروع نهضوي يقوم على دولة المواطنة القانونية، والمشاركة والمساواة والعدالة، والديمقراطية الحقيقية. إن هذه الأمة هي ولادة ولا يمكن لها أن تموت وكل الأمور تعتمد على توفير الإرادة السياسية الصادقة والفاعلة والعملية.

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :