facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نعمة ألالم كمثل ومثال


شحادة أبو بقر
09-12-2014 02:53 AM

نعم ألله سبحانه وتعالى على عباده لا تحصى ، ومنهم الشاكرون ومنهم الغافلون ، ولو تفكر ألانسان بنعمه سبحانه ، لجعل الحمد والشكران الى الله العلي القدير سبيله الدائم في هذه الحياة الدنياالزائلة لا محاله ، فألاحساس بالالم الناجم عن المرض مثلا ، هو نعمة منه جلت قدرته ، ولولا هذا الاحساس الذي يصاحب المرض لما أدرك الانسان انه مريض يحتاج الى العلاج ، ولفتكت بنا الامراض دون أن ندري ، وبالقياس ذاته ، فالخوف كذلك من نعمه تبارك وتعالى ، ولولا هذا الشعور ألادمي بالخوف ، لفتكت بنا المخاطر قبل ان نتحوط منها ونسعى لاستجلاب ألامن لانفسنا ، والاحساس بمجمله نعمة ربانية تستوجب الشكر ، فالاحساس بالبرد مثلا يستدعي البحث عن الدفء، وبالحر يستدعي البحث عن نقيضه ، وبالجوع والعطش يستدعي تناول الطعام والشراب ، بمعنى ان كل إحساس جسماني او نفساني هو نعمة كبرى من الله جل جلاله ، حتى الاحساس بالحزن الذي يستحضر الدموع احيانا هو نعمة تريح النفوس من عنائها ، والندم كذلك نعمة كبرى تعيد النفوس الى رشدها .

يطول الحديث ولا ينتهي عن نعمه سبحانه وتعالى ، وبالذات في الجانب الذي يتوهمه الناس سلبيا ، وما هو كذلك ابدا ، فالمال والبنون والجاه والسلطان والصحة نعم ربانية عظمى ، ولا جدال في ذلك ، لكن الالم والخوف والجوع والعطش والحزن والندم وغيرها كثير هي ايضا نعم قد تتجاوز في اهميتها في حياتنا ما عداها من نعم إلهية عظمى ، فالله الرحمن الرحيم ارحم بعباده من أقرب الناس اليهم حتى لو كانوا آباءهم وأمهاتهم ، لكن كثيرا من الناس اعمتهم الحياة الدنيا بما فيها من متع وشهوات ومغانم زائفة عن التفكر بعظمة رحمته جل في علاه ، ومنهم من يصلون ويصومون ويحجون ويؤدون العبادات ولكن كطقوس معزولة عن حتمية التحلي إنسانيا بأعراضها سلوكا وخلقا وقولا وعملا ، وهم بذلك كمن يزرع ولا يحصد ، او يطهو ولا يأكل ، او يدرس ولا يستوعب .

مناسبة الكلام هنا هي ما نعيشه ونلمسه من نمط حياتي يغيب عنه ألادراك الصحيح والسليم للسبب العظيم لهذا الوجود العظيم ، فالله سبحانه وتعالى خلق ألانسان وجعله خليفة في الارض ، والاستخلاف مهمة عظمى لها شروطها وسماتها من أجاد الالتزام بها فاز في الدنيا والآخرة ، ومن أخفق خسر الدنيا والآخرة حتى لو توهم خلاف ذلك ، والفارق بين هذا وذاك ، هو أن الاول آمن بالله حق ألإيمان وأدرك بعقله وتفكيره أن الحياة الدنيا ليست سوى دار امتحان وإبتلاء وصولا الى حياة الخلود في الدار الآخرة ، ولهذا خاف الله وإتقاه في كل حركة وسكنة وإطمأن الى ما هو قادم لا محاله ، اما الثاني فقد خف وزنه وبهرته الدنيا بما فيها من متع ومتاع فنسي ، وما درى أن لحظة الموت آتية في زمن لا يعلمه الا الله ، وأن الحساب حق يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه ولا سلطان إلا من أتى الله بقلب سليم ، وصدقا فليس امتع ولا اسعد في هذا الوجود من نعمة إمتلاك القلب السليم ، وأين نحن في هذا الزمان من القلوب السليمة الخالية من غل وحقد وحسد وكره ونفاق وطمع وجشع وتكالب على الدنيا وقد سماها الله سبحانه بالدنيا التي لن تعلو ابدا الى مقام الآخرة وما فيها من عظمة لا تملك العقول تصورها ، مهما تعددت وتنوعت فيها النعم . والله من وراء القصد والغايه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :