facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليمن السعيد .. ليس سعيدا بالوحدة


مالك نصراوين
06-04-2008 03:00 AM

الاحداث المؤسفة التي يشهدها جنوب اليمن منذ أشهر ، وزيادة وتيرتها هذه الايام ، من خلال المظاهرات العارمة ، التي قامت اولا لتحقيق مطالب شعبية عالقة منذ سنين طويلة ، ثم توسعت كرد فعل على العنف الذي عولجت به المسيرات ، من اطلاق نار واعتقالات وحملات عسكرية ، يؤشر اول ما يؤشر ، الى خلل في الوحدة التي تمت بين القطرين ، سلميا وبالاختيار الحر اولا ، وذلك في عام 1990 ، ثم بالقوة والسلاح عام 1994 بعد ان دب الخلاف بين قادة الشمال والجنوب .


لقد فرح العرب القوميون ، الذين اعتبروا الوحدة انبل هدف تسعى لتحقيقه الجماهير العربية ، وفي مختلف اقطار العروبة ، فرحوا للوحدة اليمنية عام 1990 ، والتي كانت خيارا للقيادتين ، في الجمهورية العربية اليمنية التي كانت تشكل الشطر الشمالي من اليمن ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الشطر الجنوبي ، وبدت هذه الوحدة تتويجا للواقعية والعقلانية السياسية ، خاصة بعد الزلزال السياسي الذي هز العالم عام 1989 ، نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية .


فرح العرب للطريقة التي تمت بها الوحدة اليمنية ، عبر طريق الديمقراطية والاختيار الحر ، بدل من الانقلابات التدميرية الاقصائية اللاديمقراطية ، خاصة ان مثل هذا النوع من الوحدة ، هو اكثرها ثباتا ونجاحا واستمرارا ، فها هي دولة الامارات العربية المتحدة ، ومنذ اكثر من 35 عاما ، الانموذج في تحقيق الوحدة ، فجاءت الوحدة اليمنية الاولى عام 1990 ، لتسير على نفس النهج ، ولتؤكد ايضا ان الوحدة ليست تقدمية وليست رجعية ، بل ان اساسها هو الاختيار الشعبي ، وسلوك الطريق الديمقراطي .


لكن هذه الوحدة لم تستمر ، الا اربعة اعوام ، ليدب الخلاف بين قادة الشمال والجنوب ، فيستخدم الطرف الشمالى الاقوى عسكريا ، القوة العسكرية لفرض الوحدة ، فتندلع المعارك ويسقط الضحايا على مذبح الوحدة ، ويتم اخضاع الجنوب بالقوة المسلحة ، فتتحول الوحدة الى شرخ في الجسد اليمني ، ما زال الى اليوم يعاني من آثاره .


الجماهير التي تظاهرت في عدن وأبين ولحج والضالع وردفان ، ليست عدوة للوحدة بالتاكيد ، فهي كما اوردت الانباء ، لها مطالب معاشية ، تتمثل في اعادة العاملين الى وظائفهم التي طردوا منها بعد معارك الوحدة عام 1994 ، فهم يتقاضون الآن رواتب تقاعدية زهيدة ، لا تكفي لحاجاتهم الاساسية البسيطة ، وهذه مطالب محقة وطبيعية ، لكن غير الطبيعي ان تبقى هذه المطالب قائمة بدون تجاوب ، منذ اربعة عشر عاما ، وبالتاكيد فان العديد من هولاء المقالين من عملهم ، قد وصلوا سن التقاعد ، وهم ما زالوا يطالبون بالعودة لوظائفهم ، كما ان لاهل جنوب اليمن شكاوي اخرى من الهيمنة الشمالية على مقدرات الجنوب .


من الملاحظ ان الشطر الشمالي هو ذو الموقع الاقوى ، فاخوتهم في الجنوب ، الذين استقلوا عن الاستعمار البريطاني حديثا ، في عام 1967 وبعد نضال مرير وتضحيات جسيمة ، والذين خذلوا ايضا في مسارهم العقائدي والسياسي الذي انتهجوه ، فخيرة قادتهم ، عبد الفتاح اسماعيل ، سالم ربيع علي ، علي ناصر محمد وسالم علي البيض وغيرهم ، اما رحلوا اغتيالا او هجروا قسرا ، وقد قست عليه الظروف الاقتصادية ايضا ، فكان الاولى بالاخوة في شمال اليمن ، ان يتعاملوا مع اخوتهم في الجنوب ، تعامل الاخ الاكبر مع اخيه الاصغر ، لا تعامل المنتصر مع المهزوم ، وكان الاولى معالجة جراح الوحدة القسرية والمساعدة على اندمالها .


تعودنا نحن العرب دائما ، ان نستعين بنظرية المؤامرة ، لتبرير كل ازماتنا ، وبخاصة الازمات الداخلية ، فنوجه اصابع الاتهام الى الامبريالية والصهيونية والرجعية ، ونلغي دور ارادتنا نهائيا في خلق الازمات وفي حلها ، قد يكون هناك فعلا اطراف خارجية تعبث بوحدة اليمن ، وتسعى الى اعادة تمزيقه ، لكن هذه القوى لن يكون باستطاعتها تحقيق أي انجاز في هذا المجال ، ان لم تجد بذورا صالحة لتخريب الوحدة ، فليسعى اليمن الشقيق لتفويت الفرصة على اعداء الوحدة ان وجدوا ، من خلال تدعيم الوحدة الوطنية ، وتحقيق العدالة ، ودمل جراح الماضي ، حتى تصبح الوحدة بردا وسلاما على اليمنيين ، لا عامل قهر واذلال .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :