facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الشيشان وأوكرانيا استهداف لروسيا


د.حسام العتوم
11-12-2014 02:43 PM

عمون - الحادث الإرهابي الغبي والجبان الذي استهدف غروزني عاصمة الشيشان تاريخ 4/12/2014 كان بمثابة جرس إنذار ثاني لروسيا بعد الحرب في أوكرانيا التي اندلعت عام 2011 ولم تنطفئ نيرنها بعد من قبل تيار متطرف قيادي سياسي أمني يقبع في أوروبا ويعمل وفق حسابات جيوبوليتيكة خاطئة ذات علاقة بالحرب الباردة الثانية التي ترفضها روسيا نفسها ومن وسط الرغبة في الإبقاء على عالم القطب الواحد الغربي مسيطراً بينما هو العالم ينهض باتجاه تعدد الأقطاب المتوازنة والمتعاونة خاصة بعد انهيار المنظومة السوفيتية وحلف وارسو العسكري، والملاحظ بأن استهداف غروزني يرمي إلى فتح ثغرة ونافذة في الاستقرار الروسي ليدخل التطرف الديني من خلالها وبعد ذلك ليستشري في عمومها هذا من جهة ولفتح صفحات الشيشان الماضية التي تتزاحم فيها الحروب المدمرة وللعودة بها إلى عهود قادمة مظلمة بينما هي أي الشيشان وعاصمتها غروزني تعلي البنيان وتزدهر في عهد رئيسها الحديدي الصلب رمضان أحمد قديروف وفي عصر الرئيس الروسي الفولاذي فلاديمير بوتين.
لقد أصبح العالم ميداناً واحداً يسهل رؤية تفاصيل حراكه، ولم يعد مقسماً إلى شرق وغرب أو موحداً تحت مظلة قطب واحد ويرفض ذلك، وانقسم طوعاً إلى أقطاب راغبة في التعاون وتعزيز الاستقلال رغم المعارضة لذلك القادمة من صوامع العالم الأول، وفي تحرك رمال الربيع العربي علاقة مباشرة لما يجري على خارطة العالم والعكس هو صحيح أيضاً، ولمّا أن ربيعنا أريد له أن يبدأ طبيعياً ويبدو كذلك مناهضاً للفساد والظلم والديكتاتورية وغياب العدالة تحول بسرعة إلى مؤامرة استعمارية أجنبية أعادت للأذهان مرور قرن على صعلكة سايكس – بيكو والتخطيط المبرمج لبدء قرن جديد مشابه وأكثر تقسيماً وسوءاً فها هو السودان اثنين وهكذا يرسم لسوريا والعراق واليمن، وخلط لأوراق المنطقة بجهد الطابور الخامس بقيادة تنظيم القاعدة الإرهابي وفصائل رمادية أخرى مثل الشورى والنصرة وسرايا القدس ودخول حزب الله للدفاع عن كيانه ولحماية مظلته وحديقته الخلفية الممثلة بنظام الأسد، واجتياح مجنون من قبل دولة الـISIS-DAESH داعش الإسلامية الأكثر من متطرفة ومجرمة وتفرعها من جديد إلى (خرسان) وخراب ودمار ليس له مثيل في المنطقة الشامية العربية، وصراع بين الاعتدال والتطرف داخل العالم الإسلامي نفسه وهو الأمر الذي يؤكده جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في مقابلاته الصحفية والإعلامية المتكررة.
لم تدقق روسيا في حسابات الحرب الباردة وتوسع حلف الناتو تجاه الشرق عندما غزت أمريكا وبالتعاون مع إيران العراق عام 2003، وهو الأمر الذي تكرر في ليبيا عام 2011 فأبقت سيف الفيتو في غمده رغم معارضتها الواضحة لذلك ونقدها له، لكنها تنبهت وفاقت فجأة أمام الحدث السوري والأوكراني، فأمام السوري حركت الفيتو واستنهضت الصين للخروج بعمل مشترك وأبقت على تعاونها مع إيران في المجال النووي السلمي وفي مجال العسكرة، وواصلت تزويد دمشق بالسلاح وفق عقود سابقة، وهو الأمر الذي دفع بالغرب الأمريكي لإشعال الأزمة الاقتصادية الأوكرانية وتحويلها إلى سياسية وعنصرية دموية دائمة، وأمام الأوكراني لاحظت حراكاً مشبوهاً للناتو تجاه حدودها، وهو الذي وصفه سيرجي لافروف وزير الخارجية بأنه الأخطر في تاريخ الحرب البردة من جهة الغرب، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو هل (داعش) مشروع دولة أم دولة تبحث عن مشروع؟
بداية اكرر القول بأن بلاد الشيشان نافذة القفقاس إلى الفيدرالية الروسية واسعة المساحة وبحجم (17 مليون كم) وأكثر وخط المواجهة الأول ستبقى عصية على امتداد دولة داعش تجاه اكبر تجمع إسلامي يشهده الشرق والحديث هنا عن وجود أكثر من 20 مليون مسلم، وبنفس الوقت الأمر يتطلب من الدولة الروسية أن تنهض باقتصاد القفقاس أولاً على طريقة النهوض باقتصادها بعد إعادة بناء المصانع وتطويق الفساد وتشجيع عودة رأس المال المهاجر وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي وتعزيز مواصلة بناء المنظومة الأمنية، وفي المقابل تشير صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن هذه الأيام بأن زعيم داعش أبوبكر البغدادي وأنصاره سيواصلون الزحف والقتال إلى آخر رجل مؤكداً بأن ضربات التحالف الجوية فاشلة حسب تعبيره ويدعو بنفس الوقت دولة إلى المنازلة على الأرض، وهو تصريح خطير يهدد فيه أيضاً العربية السعودية واليمن ومصر وليبيا والجزائر، واعتماد منطقة (درنة) الليبية عاصمة لإمارة داعش في القارة الإفريقية، وهو أي هذا التنظيم الجهنمي والسادي يعمل تحت مسميات تمويهية عديدة مثل أنصار الشريعة والقاعدة، وأنصار بيت المقدس، ويتحجج بحجج واهية مثل انتشار الديكتاتورية والفساد والظلم وتبديد الثروات العربية وسوء توزيعها واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضي العرب علماً بأن داعش لم تستهدف إسرائيل حتى الساعة ولم تطالبها بالانسحاب من فلسطين وبإخلاء المستوطنات والإفراج عن المعتقلين العرب، ولا حتى من الجولان ومن مزارع شبعا.
يقول الكاتب السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي في مقال له مؤخراً على موقع العربية نت 22 سبتمبر 2014 لقد حاربت الوهابية الخلافة العثمانية ورفضتها على طول الخط، بينما أقامت جماعة الأخوان المسلمين أصل فكرتها ومشروعيتها على إعادة الخلافة الإسلامية ولذلك ارتبك الإخوان حين اعلنت (داعش) قائدها البغدادي خليفة للمسلمين لأنه سرق فكرتهم فقط، وفي الوقت الذي أقرت فيه الوهابية بمشروعية الدولة لتعمل تحتها فقهياً ودعوياً، يقوم فكر الإخوان على عدم مشروعية كل الدول التي عملوا فيها، وكانوا يسعون بشكل دائم لهدم تلك الدول والاستحواذ على السلطة فيها.
الأهم هنا هو أن نعرف بأن داعش مشروع دولة إسلامية من طراز متطرف وخطير وهو بلا حدود، ومصير مستقبلها سيكون الفشل الذريع وإن كانت تراهن على هدم أنظمة سياسية والقدوم ببديل عنها بعد نشر الفوضى والجريمة والخراب والاغتصاب ونظام السبايا ونكاح الجهاد وإلغاء القانون المدني وسيادة شريعة الغاب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :