صباح الخير يا وصفي يا من جسدّت صورة الولاء والانتماء بأبهى صورها ، ومنذ استشهادك ونحن لم ننسى تواضعك في حب الوطن ، ولن ننسى تفانيك في الدفاع عن الاردن ، وان هيبة الدولة كانت شعارك الأسمى ولم ننسى ان نتذكرك في كل الاوقات وليس بمناسبة رحيلك فقط .

وصفي قصة عشق ... لا تنتهي ...عنوانها الوطن الذي لا ينسى رجاله .. قصة لا تتكرار سوى لدى من يفهم ويعرف الوطن ... وفلا فرق بين الأوطان ورجالها الكبار ... وصفي في الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهادك ما يزال التوق لنموذجك كرجل دولة لك فكرك السياسي والاستراتيجي قائما، ما نزال نفتقدك كمنظر للوطنية الأردنية بصورتها المؤسساتية المحترمة والراقية.


وصفي التل لم يتغيير وهو الذي التحق بجيش الجهاد في حرب 1948 بفلسطين ، ثم انتقل الى الاردن وبدأ عمله كمأمور ضرائب في ضريبة الدخل ثم اصبح مديرا لدائرة المطبوعات والنشروفي عام 1957 تسلم منصب رئيس التشريفات الملكية وفي السنة التالية نقل الى السفارة الاردنية في طهران. وفي عام 1959 اصبح مديرا للاذاعة الاردنية ثم سفيرا في العراق ثم رئيسا للوزراء عام 1962 كأول وزارة يشكلها وتوالى تشكيله للوزارات في الاعوام 1962 ايضا (2/12/1962) . أما الوزارة الثالثة فشكلها في عام 1965 وكذلك الوزارة الرابعة شكلها في عام 1967. وفي نفس السنة تم تعيينه رئيسا للديوان الملكي . وكان قد شكل آخر وزارة وهي الخامسة في عام 1970 الى ان استشهد في 28/11/1971 في القاهرة. وقد تزوج من سعدية الجابري الحلبية الاصل حيث توفيت عام 1995 وهي من اوصت بتحويل بيت الشهيد وصفي التل الى متحف يكون تحت اشراف وزارة الثقافة وفعلا تم تحويل بيته لمتحف في 28 ـ 1 من هذا العام ويروي جزءا من تاريخ الأردن المعاصر،و يحمل اسمك واسم زوجتك الراحلة “متحف الشهيد وصفي وسعدية التل" يؤمه كل عاشق لتراب الوطن وها أنا ادعو وزارة التربية والتعليم والجامعات الأردنية لتوجيه الطلاب لزيارتك وقراءة الفاتحة على روحك ..كما أفعل انا الأن .

صباح الخير يا وصفي وانت الصورة حين تكتمل في حب الأردن ..صورة تكتمل معانيها في الولاء والانتماء وفي التضحية التي جعلت منك رمزاً وايقونة يا شهيد الوطن والأمة يا من تعيش في قلب كل أردني كرمز حر .

يطيب لي أن اردد في ذكرى رحيلك مقولتك في خطاب الثقة أمام مجلس النواب في حكومته الأخيرة:"إن المواطن الذي يعيش في أمن حقيقي، هو وحده القادر على العطاء، وهو الذي يعرف كيف يموت بشجاعة، في سبيل بلده وقضيته، أما المواطن الذي يعيش في الرعب والفوضى، فلا يملك شيئا يعطيه لبلده أو قضيته أو حتى لأحد من الناس".

وصفي الذي احب فلسطين وكرّس حياتها ومشروعه في الدفاع عنها ، هو ذاته وصفي الذي ما نزال نقتبس من نور مشروعه القومية معلمة بالاخلاص وبالشهادة وبالدفاع عن الوطن ، وصفي صاحب القرارات المصيرية التي انقذت الدولة كواقع وكيان ... صباح الخير .