facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكرك: "نهار الطحان نهار"


23-12-2014 11:29 AM

عمون - محمد الخوالدة - في الكرك مثل شعبي يقول "نهار الطحان نهار" ويضرب هذا المثل الذي شاع في الزمان الماضي وتراجع القول به في هذه الايام في الشخص الذي تقع على كاهله مهمة شاقة عليه ان يقضي وقتا طويلا لانجازها.

وللتوضيح فان الطحان هو ذلك الشخص الذي كان يذهب باكرا من حيث يسكن بالحنطة على ظهور الدواب لندرة وجود وسائط النقل آنذاك الى اقرب "بابور طحين" اذ كانت هذه البوابير محدودة العدد ويقتصر وجودها على مناطق التجمعات السكانية الكبيرة، لذلك فان من يسكن منطقة بعيدة كانت او قريبة من بابور الطحين فان عليه ان يقضي في بعض الاحيان كامل نهاره قبل ان يعود الى مسكنه بعد ان يكون قد انهى مهمته وذلك لسببين هما بُعد المسافة وبطء سير الدواب المحملة بالاثقال ذهابا وايابا.

اما السبب الثاني فهو كثرة "الطحانين" في البابور اذ قد يصل بعض الطحانين الى البابور وقد سبقهم الى هناك كثيرون ما يجعلهم بحاجة الى وقت طويل قبل ان يصل دورهم لطحن مالديهم من حنطة.

ولعل من المستحسن في هذا المقام ان نتحدث ولو بعجالة عن بوابير الطحين القديمة للتعريف بماهيتها وطريقة عملها :
يدار بابور الطحين بقوة المياه التي تحرك دولابا باقشطة تحرك حجرين كبيرين مدورين بنفس القطر احدهما ثابت والآخر يتحرك بشكل دائري حيث تفرغ الحنطة المراد طحنها الى حيث الحجرين في وعاء كبير على هيئة محقان يركب على سدة خشبية محكمة الصنعة فوق الحجرين الكبيرين مباشرة لتصل الحنطة الى مابين هذين الحجرين فيتولى الحجر المتحرك المركب فوق الحجر الثابت طحنها فينزل الطحين من مخرج معين ليعبأ باشولة الزبائن.

الكادر العامل في بابور الطحين مكون من شخصين هما "المكنست" او المعلم والذي كان بمثابة المدير الفني للبابور فهو المسؤول عن تشغيل البابور وعن عملية طحن الحنطة وعن سلامة البابور الفنية. أما الثاني ويسمى "القعيدة" فهو المدير الاداري الذي يتولى ادارة شؤون الزبائن وترتيب ادوارهم في الطحن بحسب اوقات وصولهم الى البابور، فيما كان من مسؤوليات القعيدة ايضا افراغ الحنطة بحوض في جانب داخل البابور ثم يقوم بكيلها وذلك بهدف تحديد "الرد" أي السعر المترتب على كمية الحنطة المراد طحنها لكل زبون على حدة ومن ثم ايصال الحنطة الى المعلم الذي يتولى كما سبق وذكرنا افراغها في المحقان.

كان في مدينة الكرك خمسة بوابير للطحين وفي حين ازيلت اربعة منها واقيم مكانها ابنية حديثة فان بناء احدها لازال قائما قبالة مدرسة الكرك الثانوية للبنين في الطرف الشرقي لوسط المدينة وكان يسمى "بابور الصناع"، اما البوابير الاربعة الاخرى فاثنان منهما كانا في الشارع المسمى حاليا شارع المستشفى الايطالي قريبا من دوار وسط المدينة وهما "بابور المجالي" و"بابور الطراونه"، اما البابوران الاخران فكانا موجودين في حارة الحباشنة.

اضافة الى المطاحن الخمس التي تم ذكرها كانت توجد في ذات الوقت "طاحونتان" في منطقة سيل الكرك، وهما عبارة عن بابورين لكن بحجم اصغر وطاقة طحن محدودة وتداران بذات الطريقة التي يدار بها البابور، ويوجد حاليا مثل هاتين الطاحونتين في بعض مناطق محافظة الكرك بدون اقشطة او مياه بل بـ"مواتير" تدار بالمحروقات او بالكهرباء، مع فارق بطبيعة الحال بين طحين الامس حيث الحنطة البلدية الاصلية التي تمتاز بجودتها ونكهتها الفاخرة وبين طحين اليوم حيث انواع القمح المستورد قليل الجودة وذلك بعد ان شح انتاج المحافظة من القمح البلدي لعوامل بشرية ومناخية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :