facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حادثة الكساسبة ومخارج الأزمة


د.حسام العتوم
27-12-2014 12:12 PM

يمتلكني الأسف والحزن والرعب بعد ذيوع خبر وقوع طيارنا العسكري البطل معاذ الكساسبة وسط تماسيح (داعش) في نهر الفرات الشرقي المحاذي لعاصمتهم شمال سوريا بعد تهاوي طائرته العسكرية (F.16)، التي كان يقودها بنفسه إلى جانب طائرات أخرى زميلة وصديقة كان يرافقها تلبية لنداء الأردن الوطن، الذي اختطت قيادته السياسية والعسكرية الحكيمة له نهج ملاحقة لعدو متحرك مثل (داعش) الذي يموّه نفسه كتنظيم (قاعدي) متشعب وعلى شكل طابور خامس متطرف إرهابي ديني (إسلامي!) من نوع جديد خطير ليس على الأردن فقط، ولكن على العرب مسيحيين ومسلمين وعلى العالم بأسره أيضاً، وهو التنظيم الذي ولد من رحم تنظيم (القاعدة) المتشابهة معه في الخطورة وعلاقة واضحة بين الزرقاوي والبغدادي المؤسس، وجاء كنتيجة مباشرة لفشل الربيع العربي المعاصر الذي انطلق من تونس عام 2011، وركب موجته الاستعمال الخارجي المجاور والبعيد لدرجة أنه أصبح يتحدث لغات غير عربية.

في هذه الحادثة المؤسفة أشارة تحذير لنا هنا في الأردن بأن (داعش) قريبة من حدودنا وتجمع المعلومات اللوجستية الأمنية عنا من زاوية مواطن القوة والضعف، وهو الأمر الذي يتطلب معه التكاتف والتلاحم خلف الوطن وقيادته الهاشمية الشجاعة، وفيها دعوة لنا في الأردن لكي نتمسك برسالة (عمان) التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عام 2004 وفسرت لنا فيها الإسلام الحقيقي، وبأن كل من هو (حنفي ومالكي وشافعي وحنبلي)، من أهل السنة، وكذلك كل من هو جعفري وزيدي، وأباضي، وظاهري هو مسلم لا يجوز تكفيره، ويحرم دمه وعرضه وماله، ولا يجوز هنا وحسب فتوى فضيلة شيخ الأزهر تكفير أصحاب العقيدة الأشعرية، ومن يمارس التصوف الحقيقي أو السلفي الصحيح.

قضية الطيار العسكري معاذ اليوم هي قضية وطن ورأي عام أردني وإقليمي وعالمي ولا يجوز اختزالها بأنها قضية عشيرة فقط، وفي المقابل علينا أن نتوقع دائماً مثل هذه الحوادث فالطائرات العسكرية والمدنية تسقط حتى أثناء التدريب، والعسكرية تحديداً هي الأكثر مجازفة وتحتاج لدراسة تخصيص بدل خطورة لها، والعسكري الذي ينفذ أمراً عسكرياً وطنياً لا يجوز محاسبته أثناء الأسر وفق القانون الدولي الإنساني لأنه إنسان في نهاية المطاف، فما بالكم إذا كان مسلماً أيضاً؟ وحتى لو كان مسيحياً فهو أيضاً مسلم فكلنا مسلمون لله سبحانه وتعالى، ولا يجوز قتل المسلم، قال الله عزوجل في سورة النساء "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وفي المقابل أيضاً أتمنى أن نأخذ بعين الاعتبار بأن هذه الطلعات الجوية العسكرية المقاتلة بعيدة المدى تحتاج لخطة بديلة مساعدة حالة تكرار سقوط الطائرات والطيارين في قادم الأيام – لا سمح لله وقدّر – مثل تجهيز فصائل قوات خاصة محمولة جواً وسريعة الحركة لإنقاذ الموقف وخاصة حياة الطيارين، ولا يفوتني هنا إلا أن أسجل كامل اعتزازي بقواتنا المسلحة العربية الأردنية الباسلة التي كنت يوماً جندياً مكلفاً في صفوفها أحمل شعارها وامشي مختالاً رافع الرأس على أنغام موسيقاها.
لا يمكنا هنا اعتبار (داعش ISIS) الذي يراقبنا إعلامياً الآن تنظيمياً دينياً منحرفاً فقط، بل جزءاً دخيلاً على سياجنا الوطني والقومي أيضاً وبكل الأسف، فلدينا أردنيون تابعون لصفوفه وكذلك من مختلف دول العرب والمسلمين وحتى من الأجانب، الأمر لذي معه نقفز إلى فكرة كيف أصبح الإسلام الجديد الذي اختط الإرهاب طريقاً لانتشاره يجعل من المسلم الأردني والعربي والأجنبي يحارب أخيه المسلم ويدعوه لبناء دولة الظلم عبر المال الأسود والعنف والاغتصاب والقتل والخراب والدمار والانتحار بينها نحن نعرف بأن الإسلام الحقيقي يحمل رسالة الوسطية والسلام والمحبة والاعتدال والعدل والوئام ويرتكز على التفسير الصحيح للقرآن الكريم دستور الحياة وطريق المسلم إلى الآخرة الصالحة.
لدي اعتقاد بأن دولتنا الأردنية ستكون مرنة في قبول التفاوض عبر وسطاء مع (داعش) للحفاظ على حياة مقاتلها الطيار الكساسبة والخيارات تبقى مفتوحة سواء عبر الفدية التي قبلها الرسول صلى الله عليه وسلم في التاريخ مقابل تحرير أسرى في وقعة بدر وغيرها وهو ما أكده وزير أوقافنا الدكتور هايل داود في خطبته الجمعة الفائتة ولديها مخزون من الأسماء المحسوبة على تنظيم القاعدة وداعش المشترك، وهي لن تقدم على أي خيار عسكري جوي أو يرى غير محسوبة نتائجه بدقة، وفي المقابل سيبقى تنظيم داعش يراهن على أن في بقاء الأسير الطيار معاذ في حوزتها تعطيل لأي خيار عسكري قادم ضدها، وفي العموم (داعش – ISIS) أصبحت تعني دولياً الحرب الباردة الجديدة التي تعتقد روسيا بأن أمريكا تقودها وتجر أوروبا معها، وهي سياسية واقتصادية وعسكرية، وداعش تعني أيضاً إسرائيل التي تحتل أراضي العرب وترفض قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس كاملة السيادة مع ضمان حق العودة والعزوف عن التهويد والاستيطان، وتهدد قطاع غزة المنكوب أصلاً مجدداً، وداعش أصبحت تعني أيضاً عزوف العرب عن الوحدة وابتعاد نسبة من المسلمين عن إسلامهم الحقيقي الواحد، وممارسة العنصرية و العرقية والطائفية والفساد؛ بقي علينا هنا أن نقول بأن (داعش) الآن على المحك وأمام امتحان حقيقي فأما أن تعيد لنا أسيرنا البطل معاذ بعد قبولها بالتفاوض وأما أن توقع نفسها في مطب سحيق شعبي وإعلامي وعسكري وأمني وأخلاقي وديني والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :