facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأحزاب التونسية والمغربية .. الأكثر تحضرا وإنفتاحا


اسعد العزوني
29-12-2014 03:50 AM

لثلاثة أيام خلت ، وبدعوة كريمة من مركز القدس للدراسات السياسية ، شرفت بحضور مؤتمر إقليمي بعنوان "الإسلاميون والحكم ... قراءات في خمس تجارب "وهي بطبيعة الحال :تونس ،المغرب مصر ،العراق وتركيا، لكن الملاحظ أن الإخوان المسلمين في مصر ،وهم المعنيون مباشرة بهذا المؤتمر لم يتمكنوا من المشاركة فيه لأسباب لا تخفى على أحد.

ما أذهلني في المتابعة ، هو مدى وحجم الرقي والوعي والإدراك وإحترام الآخر، في أوساط الأحزاب التونسية والمغربية على وجه الخصوص،وقد تولد هذا الإنطباع لدي ، ليس سماعيا متواترا أو منقولا من فلان أو علان، ولا من خلال مشاهدة ورقية أو غير ذلك ، بل جاء إلتقاطا للصورة المباشرة من على أرض الواقع ، ومن خلال قراءة وتفهم لغة الجسد حيث تطابق القول مع الفعل ، ولم يكن الأمر مجرد تمثيل أو تضليل.

رأيت بأم عيني وأدركت بحسي طريقة التعامل والطرح والتحليل ونقد الذات ونقد الآخر بحدة ليست قاتلة ، ولا موجعة ، بل تفعل فعلها من خلال إعمال العقل والمنطق ،ولم أر أو أسمع تناقضا بين القومي والإسلامي كما يحدث عندنا في الشرق المنكوب بحكامه ومثقفيه ، حيث التكفير والتخوين وإلغاء وإقصاء الآخر ، والإدعاء بإمتلاك الحقيقة .

كما لم أر أو أسمع من مشارك سواء على المنصة أو من بين المشاركين في المؤتمر ، إستشاط غضبا وتوعد المتحدث الآخر ، بسبب طريقة تعرضه لأداء حزبه بطريقة نقدية حدية ، لأن الجميع تحدث بنبرة حوار وعقل هادف هاديء ، يجمع ولا يفرق .

كان حوارا علميا هادفا هادئا ، وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على التحضر والإنفتاح في هاتين الساحتين، ولا شك ان هاتين التجربتين ومن قام عليهما وعمقهما في المجتمعين الشقيقين التونسي والمغربي ، يستحقون كل تقدير وإحترام ، لأنهم إستنوا سنة حميدة في الحوار والنظرة إلى الآخر ، إرتفت وإرتقت إلى مرتبة الفرض الواجب علينا جميعا التقيد به ، عل وعسى أن نعوض فرض الجهاد الذي ألغته القمة الإسلامية في داكار منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم ، بطلب من عرب مسلمين، فبتنا بعد ذلك حائطا هبيطا ، لكل مغامر أراد إذلالنا وإهانتنا وفي المقدمة يهود بحر الخزر الذين يدنسون المسجد الأقصى هذه الأيام تمهيدا لتقسيمه زمانيا ومكانيا ، على غرار جريمتهم في الحرم الإبراهيمي الشريف ..

أكثر ما شدني إعجابا وأثار إنتباهي ،هو مشهد أكثر من رائع تمثل في جلوس ممثلي حركة النهضة "المنهزمة " في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، النائب العجمي لوريمي، إلى جانب ممثل حزب نداء تونس "المنتصر " عضو المكتب التنفيذي مهدي عبد الجواد في الإنتخابات الأخيرة ، بين صفوف المشاركين وهما في حالة إنسجام كامل ويتبادلان الأحاديث والضحكات ، علامة على التوافق وإنسجام وكأن نتائج الإنتخابات الأخيرة لا تعنيهما .

الأمر لا يقاس هكذا ، بل هي العقلية المنفتحة التي تؤمن بإنتقال السلطة والتبادل السلمي للسلطة ، حتى لو كان الأمر تم بالتوافق بين السيدين الغنوشي والسبسي ، فمصلحة تونس العليا أهم واكبر من إستئثار جهة ما بالسلطة.

ظاهرة أخرى أوردها لنا الأخوة المغاربة، وهي أن الشيوعيين المغاربة يعتزون بمرجعيتهم الإسلامية ، وأنهم يرددون ويستشهدون بالآيات القرآنية الكريمة والحاديث النبوية الشريفة ، وإنني لأتساءل :أين سيوعيونا من هذا الوضع؟

نحن مطالبون كناشطين ومثقفين وأحزاب وحراكات شعبية في الوطن العربي الذي يحتضر هذه الأيام، أن ندرس هذه التجربة ونكرسها فيما بينناعلنا نستطيع إنقاذ بعضا من الهالك فينا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :