عمون - محمد الخوالدة - انتقل الى رحمة الله تعالى في الكرك التسعيني الحاج اكريم النوايسة وهو اشهر واقدم "مجبر" للعظام في منطقة الكرك والذي زاول هذه المهنة منذ سن السابعة عشرة من عمره.

طبقت شهرة "المجبر" اكريم النوايسة الآفاق فقد كان يقصده من اصابه كسر في احد اطرافه او شكا من الم في هذا المفصل او ذاك ليس من منطقة الكرك بل ومن عموم مناطق المملكة، يقدم خدمته مجانا غير باغ الا مرضاة الله تعالى.

"التجبير" إحدى مفردات الطب الشعبي التي مازالت رائجة حتى يومنا هذا، فقد ظل المرحوم يمارسه حتى اشهر عمره الاخيرة.

لم يكن الحاج اكريم رحمه الله يعتمد في عمله الذي انتقع منه الالاف منذ ان زاوله قبل ما يزيد على سبعة عقود ادوات حديثه، بل كان يستخدم مواد غاية في البساطة، يبدأ رحمه الله العلاج بتدليك مكان الاصابة باستخدام الماء قليل السخونة والصابون والملح وذلك لارجاع العظم المصاب الى مكانه الصحيح، ليتم بعد ذلك وضع الجبيرة المكونة من ممزوج الصابون المبروش وبياض البيض ليفرد المزيج الذي يتماسك ويزداد صلابة بمرور الايام ليصبح كما الجبس المستخدم في الطب الحديث على قطعة قماش ناعمة تلف حول مكان الاصابة، ومن ثم تثبت الجبيرة بالواح خشبية بحجم يقدره "المجبر" وتترك لعدة ايام قبل ان تزال بعد الشفاء الذي كان للمرحوم رؤية راكمتها التجربة الطويلة بخصوصه.

رحل الحاج اكريم النوايسة وفي الذاكرة الكركية وذاكرة كل من انتفع بطبه الشعبي من داخل الكرك وخارجها الكثير عن طيبته واريحيته وهو ما لا يفيه الكلام حقه مهما طال واتسع.