facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلسطين يا وجعنا


زكريا النوايسة
09-04-2008 03:00 AM

كم هو مؤلم أن ننكأ هذا الجرح الغائر في ذاكرتنا الممتدة من زمن النكبة مرورا بنفق النكسة وحتى لحظتنا البائسة هذه .

نعم يا فلسطين يا رحلتنا الطويلة ويا حزننا المعتق، نداري خجلنا وهزيمتنا أمام أنفسنا ،حين يصبح همنا أن نبحث عن حجج وتبريرات لنتحدث عنك ليس كما تريدين وربما ليس كما نريد ولكن كما يريدون ،وهمْ كثيرٌ كثير، منهم من نبتَ من خلايانا ،وآخرون هم ذاتهم من سرق عيوننا وأحلامنا ومفاتيح بيوتنا ذات يوم ،وعرفنا منذ ذاك الزمن أنهم كذبوا علينا ونحن اليوم نبحث لهم ولنا - ويا بؤسنا – عن تبريرات جديدة لنقنع أنفسنا بأنهم سيصدقون ، دون أن نقيس ذلك على ذاكرتنا القديمة ، فنقع في شرك المأساة من جديد وأخشى أن تكون( المأساة ) هي اللقب الثالث الذي سنحصل عليه بعد لقبينا الحزينين ( النكبة والنكسة ) فهل تكون هي ثالثة الأثافي؟ لننتهي بعد ذلك في ذاكرة التاريخ اندلسا ثانية يطويها الزمان .

ما يريدونه – يا فلسطين – هو أن نتوقف ونعقل ونتوب عن حبك وأن نبدأ بمشروعنا الذي رسموه لنا بأن ننسخ من عقولنا خارطتك ونستعيض عنها بـ ( خربشات) من هنا وهناك ،خطتها أيدٍ في غرف وزوايا لم ترفرف فيها روحك ولم أشتم فيها طيوبك ورائحة برتقالك المناضل ولم نرى صورة شهيد ولا بندقية وكل ما لمحته اقلاما عديدة تكتب وخربشات لاتحصى ، وفي الصورة الغائبة رأيت فلسطين التي شاخت ما زالت تلملم لحم بنيها من الطرقات وتحيله غضبا وحمما لترجم به وجه الشيطان .

حدود 1967 ، مؤتمر مدريد ، واي بلاينتيشن ، أوسلو ، أنا بوليس ، مبادرة السلام العربية ، وغير ذلك، هل هذه الفسيفساء المقززة هي فلسطين ؟! ألا يحق لنا أن نسأل أين الشهداء ؟ أين زغاريد الأمهات حين كان يتدفق الدم الأحمر ؟ أين الأيدي الصغيرة التي قبضت على جمر الحجر فكانت ثورة ؟ وهل خربشات من خربشوا على أوراق القضية ستمنعني من أن أغرس في النفس الرغبة بمعاودة (نبش ) الذاكرة لأرى وجه (القدس وصفد وحيفا ويافا وعكا وغزة وجنين....) هذا المكان الرائع المسلوب الذي يراد منا أن ننسخه من وجداننا وأن نقلب صفحته لنقرأ في كتابهم نصهم (أنكم ولدتم من جديد وعليكم أن تعيدوا رسم الخارطة كيفما شئتم وبكل الألوان والصور ولكن دون فلسطين).

وكيف سيستقيم الحال حينها ؟وماذا نفعل بذاكرتنا التي رسم على جدارها وشم كوفية وبندقية وطفل صغير تخط أنامله الطرية قَسَمَه الأبدي ( انا عائدون ) ،وأنا العربي من النهر الى البحر _ يا فلسطين - سيتفجر بين شفتي حينئذ ذات السؤال هل يستقيم الحال من غيرك ، فإن طال جوابنا أو غاب يا فلسطين سامحينا فنحن ما زلنا نداري خجلنا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :