facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قيم النظام ووحدة الهوية .. عماد الدولة الأردنية


د.زهير أبو فارس
14-01-2015 07:46 PM

بداية دعونا نتساءل: هل هناك ظاهرة أردنية تُحوّل البلد الصغير قليل الامكانات الى دولة متميزة بمجتمع حيوي منتج مبدع، ليفيض عطاؤه ومساهماته لتشمل دولاً عربية شقيقة وأخرى متقدمة، متماسك يتمتع بالأمن والاستقرار، وسط اقليم ملتهب تعصف به الفوضى والدمار، وما يرافق كل ذلك من آلام، ومعاناة، وتشريد، وخوف، وانغلاق آفاق العيش الطبيعي لشعوبه المنكوبة؟

يبدو أن الحالة الأردنية المتميزة بتجربتها على مدار العقود الماضية هي ظاهرة سياسية واجتماعية يمكن دراستها وتحليل مقوماتها والاستفادة منها.

في التحليل: إننا نزعم أن النموذج الأردني يقوم على ثلاث قواعد أساسية:

الأولى – فلسفة النظام السياسي، المتمثلة في أنسنة الحكم، واحترام حقوق وكرامة الانسان، وبخاصة الفئات الضعيفة، وكلها تندرج تحت مفهوم القيم الانسانية- السلاح الأقوى من أية ترتيبات أو اجراءات أمنية مهما كانت؛

والثانية- وحدة المجتمع بكافة مكوناته، مع احترام الخصوصيات الفرعية لهذه المكونات، في اطار الدولة الأردنية ونظامها السياسي. ويبدو أن الأخير (النظام السياسي) يُشكّل العامل الأهم والأكثر تأثيراً في توحيد الناس، بغض النظر عن أصولهم ومنابتهم وانتماءاتهم الاجتماعية والفكرية والدينية وغيرها. لأنهم، في المحصلة، متفقون عليه جميعاً، وهو العامل الأقوى في توحيدهم؛

أما القاعدة الثالثة- فتتمثل في الوطنية الأردنية بكافة عناصرها، والتي تطوّرت جنباً الى جنب مع تطور الدولة الأردنية نفسها، بمسيرتها التي مرت بها، وصولاً الى صيرورتها الحالية، التي منحتها القوة والاستقرار، وحصّنتها لتكون أكثر قدرة على الصمود ومواجهة الصعاب والتحديات. وما تجدر الاشارة اليه، هو أن الوطنية الأردنية لم تكن تتسم أبداً بالعصبية أو الفئوية أو الانعزالية، بل كانت الهوية الجامعة لكل مكوناتها، بل أصبحت العنوان والمحرّك والموّجه لبوصلة مجتمعنا في أصعب الظروف وأكثرها قساوة.

وبعد، وأمام التحديات الهائلة والخطيرة التي تواجه بلدنا داخلياً وخارجياً، فإن حماية الدولة الأردنية يتطلب المحافظة على عناصر قوتها الأساسية، وهي قيم النظام السياسي، والوحدة، والوطنية الأردنية الجامعة، وعدم التفريط بأي منها، مهما كانت الظروف والأحوال.

كما أن الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، الذي لا يزال شعارنا جميعاً في المرحلة الحالية والقادمة، سيشكّل الرافعة الأساسية والمنصة الصلبة التي سينطلق منها الأردن نحو المستقبل، في عالم واقليم، يبدو أنهما في مرحلة اعادة التشكيل ورسم الخرائط. فهل نحن واعون حقاً لخطورة الموقف، وما نحن فاعلون حياله؟!

نعم، من حقنا أن نعمل كل ما يلزم لضمان مصالح بلدنا الاستراتيجية والحيوية، وهذه مهمة تضطلع بها الحكومة وأجهزتها المعنية، ولكن وفي الوقت نفسه، علينا أن ندرك أن قوتنا الحقيقية تكمن في وحدة نسيجنا الوطني بكافة مكوناته، والتي ستكون الحاسم والعامل الأكثر تأثيراً وحسماً في معادلات الصراع التي تحيط بنا ونحن وسطها، شئنا أم أبينا.

هكذا تتعامل الدول والشعوب الحية بحكمة وذكاء، بعيداً عن العواطف والمجاملات، في عالم تقوده المصالح، وليس – وللأسف- القيم والمبادئ، كما قد يعتقد البسطاء!
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :