facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ردودنا وردودهم .. من الخاسر؟!


حسين الرواشدة
16-01-2015 03:06 AM

كم ينشر يوميا في وسائل اعلامنا العربية والاسلامية ضد امريكا والغرب؟ ماذا يقول “خطباؤنا” ووعاظنا عن المعتقدات الاخرى كالبوذية والكونفوشيوسية وغيرها؟ تصور ان هذه الدول والشعوب انشغلت بما نكتبه وننشره عنها من انتقادات واساءات وتفرغت وسائل اعلامها ورجال السياسة والدين فيها للرد علينا.. او لاشهار غضبها ضدنا او اتهامنا باستهدافها وتجريحها .. هل كان يمكن ان تجد “ساعة” واحدة للاهتمام بقضاياها وانجاز اعمالها وممارسة حياتها كالمعتاد؟
خطرت الى بالي هذه الاسئلة وانا استعرض ما يصدر عنا من ردود افعال وانفعالات حين نقرأ مقالا لأحد المجانين او الباحثين عن الشهرة في بلاد الغرب او حتى في بلادنا الاسلامية ضد ديننا او احد رموزنا الاسلامية ، او حتى ضد ممارساتنا السياسية وانا -هنا - اتفهم حجم الغضب الذي ينتاب احدنا حين يسمع هذه الاساءات ولكنني لا استطيع ان افهم كيف نختزل هذا “الغضب” في مسألة ثم يغيب في قضايا اخرى مهمة ايضا ، وكيف ننشغل بالردود عليه “لفظيا” ومشاعريا دون ان نتحرك عمليا وفعليا لمواجهته؟ ثم كيف نصنع من هؤلاء “المجانين” نجوما وابطالا ولو تركناهم واهملناهم لما التفت اليهم احد؟

مثلا ، هل كان يمكن لهذه الصحيفة الفرنسية التي نشرت اساءات للرسول عليه السلام ان تبيع في ساعة اكثر من 3 ملايين نسخة لولا ما فعله بعض المجانين الذين قتلوا صحفييها ،وهل كان للقس الامريكي الذي هدد بحرق نسخ من القرآن قبل سنوات ان يتحول الى “نجم” على الشاشات وان تخصص له وسائل الاعلام اكثر من 8 الاف قصة في اليوم لولا ردود افعالنا والمظاهرات التي خرجت في بعض دولنا..؟ هل كان يمكن للرسام الدينماركي ان يصبح “بطلا” لحرية التعبير وان يكرم في اكثر من دولة وان تصبح الجريدة التي رسم فيها صورة في مقدمة الصحف الاكثر مبيعا ، لولا حملات التنديد والرفض والاحتجاج التي اجتاحت بلادنا الاسلامية كلها.

لا يمكن لأحد أن يقبل الاساءة الى نبي، أي نبي، فلهؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام “رمزية” مقدسة لدى اتباعهم، وبالتالي يمكن ان نفهم هذا الغضب “المتفجر” الذي عبر عنه الكثير من المسلمين في شتى انحاء العالم.لكن ماذا لو جربنا ان نتعامل مع هؤلاء وغيرهم بمنطق الاهمال او المرور عن لغوهم مرور الكرام او انشغلنا بدل الرد على حماقاتهم بانجازات واعمال تقدم لهم صورتنا بشكل افضل يتحداهم؟ هل نخسر شيئا؟ ماذا لو توجهت افعالنا - بدل ردود افعالنا - الى قضايانا الكبرى والى مواجهة الاساءات التي تهدد مصيرنا كالاحتلال مثلا او التخلف المفروض على امتنا او غيرهما؟ اليس الرد عليها واشهار الغضب ضد اصحابها اولوية تتقدم على غيرها؟

اتساءل ايضا ، هل نريد ان نقدم لهؤلاء الذين يسيئون الينا ولغيرهم نموذجا لسماحتنا وتكافلنا وتعاوننا وما نتميز به من حضارية لندحض -بالفعل - تهمهم واكاذيبهم؟ هذا ممكن -بالطبع - خذ مثلا لو تحركنا باتجاه انقاذ ومساعدة 20 مليون لاجئ مسلم يعتبرون اخوة لنا في الدين والانسانية بعدالحروب التي تعرضوا لها اليس هذا الرد الفعلي اقرب الى الله تعالى من انشغالنا بالرد على “احمق” يسئ الى نبينا او يهددنا بحرق كتابنا العزيز الذي تكفل الله الذي انزله بحفظه؟

لا ادري لماذا اشعر بالحزن حين ارى ملايين المسلمين يخرجون احتجاجا على هدم مسجد ولا ارى احدا يخرج احتجاجا على قتل عشرات المسلمين هنا او هناك.. حين ارى الملايين يخرجون لادانة دولة تمنع ارتداء النقاب ولا ارى مثلهم حين تقتل او تحاصر شعوب بأكملها ويمنع عنها الغذاء والدواء او حين تدمر قرى الآمنين وبيوتهم في غير دولة من دولنا العربية والاسلامية.

في ديننا الحنيف يعتبر قتل “الانسان” اي انسان “كيف لو كان مسلما واخا لنا في الملة” اكبر عند الله من هدم الكعبة.. وفي مقاصد شريعتنا تتقدم مصلحة بناء الانسان وحفظة على بناء العمران السلطان ويتكفل الله تعال بحفظ الدين والكتاب والمسجد ، ويترك لنا مهمة حفظ انفسنا والدفاع عنها... فهل ادركنا ذلك ونحن نمارس هذا التدين “المعكوس” الذي نعتقد اننا نتقرب فيها من الله تعالى؟ والحقيقة -للاسف - غير ذلك؟

باختصار ، هم لا يردون على “لغونا” وحماقات بعضنا باللغو والكلام وانما بردود اخرى نعرفها.. فهل نتعلم منهم ذلك اذا كنا لا نريد ان نتعلم من ديننا كيف نرد؟
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :