facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آثار الهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية


د.رحيل الغرايبة
18-01-2015 02:39 AM

في علم الجريمة والبحث الجنائي تبرز قاعدة ذهبية تقول: إذا أردت التعرف على الجاني أو المجرم ابدأ بالبحث عن المستفيد، وإذا أردنا تطبيق هذه القاعدة، وبدأنا بمحاولة الإجابة عن السؤال: من المستفيد من الهجوم على الصحيفة؟، سوف تكون هناك عدة إجابات، وربما يكون هناك بعض الاختلاف في ترتيب المستفيدين من الحدث، وفي تقدير حجم الاستفادة.

ربما يكون المستفيد الأول هو الصحيفة نفسها، فمن خلال الوقوف على المعلومات المتوافرة عنها، يتبين أنها صحيفة فاشلة ومتعثرة، وحاولت جذب انتباه الجمهور من خلال تفردها بنشر الرسوم المسيئة والناقدة لكبار المسؤولين والساسة، وتعقب أخبار الفضائح، وتوقفت الصحيفة عن الصدور بضعة أعوام، نتيجة عدم قدرتها على الاستمرار بسبب الخسائر والديون، وقد اشتهرت مؤخراً بنشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اتكأت على هذه النقطة تحديداً في سياسة إدارة التحرير الجديدة، ووجدت ضالتها في ذلك عندما قرأت حجم ردة الفعل الواسعة لدى المسلمين عموماً الذين يزيد تعدادهم عن مليار ونصف من البشر، ومن خلال الوقوف على ردات الفعل بعد حادث الهجوم على الصحيفة نجد أن الصحيفة طبعت ( 3) مليون نسخة بعد أن كان حجم مطبوعاتها السابقة لا يصل إلى (50) ألف نسخة، وأعادت نشر الرسومات المسيئة ببجاحة أشد، وأرسلت (300) ألف نسخة إلى خارج فرنسا.

وفي هذا السياق أود أن أوكد أن هذه الصحيفة، وكل من يسير في هذا المسلك لا يستطيعون النيل من مكانة وعظمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلمون من حيث الجانب العقدي يتأثرون بكل إساءة إلى كل نبي، لأنهم يقرأون قوله تعالى: «آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ»، ولذلك فهم يعدون الإساءة إلى النبي عيسى أو النبي موسى أو هارون أو إلياس أو شعيب بالدرجة نفسها إلى النبي محمد عليهم سلام الله جميعاً، كما يجب لفت انتباه المسلمين إلى ما يحدث من إساءات متعمدة إلى الله جل جلاله في كثير من بقاع الأرض، ولذلك ينبغي أن يكون التعامل مع مثل هذه الإساءات بطريقة مختلفة تماماً عما حدث على يد أصحاب الهجوم، سواء أكانوا من المسلمين أو من غير المسلمين.

المستفيد الثاني من هذا الهجوم وآثاره وتداعياته، هي القوى الدولية والعالمية التي تحاول تشويه الدين والإسلام، وتشويه مكانة أتباع هذا الدين بدوافع كثيرة بعضها ديني متعصب، وبعضها ثقافي فكري قائم على التمييز والاستعلاء العنصري الاستعماري، وبعضها سياسي يبحث عن مكتسبات سياسية، وهؤلاء من (15) سنة وهم يحاولون صناعة عدو يستحق الحشد والتعبئة.
آثار الهجوم المسلح
على الصحيفة الفرنسية

أما المستفيد الثالث فهم ذلك الصنف من أنظمة الحكم الفردية الدكتاتورية التي شعرت بالخوف من حركات التغيير والإصلاح التي اجتاحت المنطقة، واستطاعت أن ترصد أكبر مكامن الخطر فيما تطلق عليه الإسلام السياسي، أو الإسلام الثوري، أو غير ذلك من المسميات، وهذا يفسر إطلاق الالاف من السجناء في العراق وسوريا وإيران والذين يشكلون العمود الفقري للمنظمات العنيفة والمسلحة.

كل هذه الأطراف وغيرها أطراف أخرى بعضها منظور وبعضها غير ذلك، كلهم وجدوا ضالتهم في الشباب الناقم من الذين تمتلئ صدورهم غيظاً وكرهاً وضغينة لأسباب كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية، من أجل تنفيذ مآربهم الكبرى على تعدد غاياتها واتجاهاتها ومنطلقاتها المختلفة والمتباينة.

أجد ميلاً كبيراً في نفسي إلى التفسير القائم على «الصناعة» بمعنى أن نسبة كبيرة ربما تزيد عن 75% من حوادث العنف المسلح أنها «صناعة» أجهزة استخبارية عالمية، والنسبة الباقية تذهب إلى اتجاهات أخرى بعضها قائم على أفهام مغلوطة، وبعضها قائم على تقديرات خاطئة للمآلات المتوقعة، وبعضهم ربما يكون مستغفلاً.

ما ينبغي التأكيد عليه أن تكون الأجيال العربية والإسلامية الجديدة، أكثر وعياً وذكاءً ودهاء، وأكثر قدرة على قراءة المشهد السياسي العالمي والإقليمي، وأن لا يكونوا ضحايا لعبة دولية كبيرة، ويذهبون فيها حطباً ووقوداً، والسؤال الكبير الذي يبحث عن اجابة منذ زمن بعيد: لماذا لا تتوجه طاقة هذه الجماعات نحو الاحتلال الصهيوني على وجه التحديد ؟وهو رمز العدوان والإرهاب واحتلال المقدسات على مستوى العالم كله، إذا كانوا قادرين على إيجاد خروقات في الساحة الأمريكية، والفرنسية، والبريطانية، وهي على مستوى عال من الدقة والتقنية والاستعداد بكل تأكيد، حيث لا تقل عن مستوى «الكيان الصهيوني» المحتل في هذا المجال، سؤال يدعو إلى الحيرة والدهشة، مهما كانت المبررات ومهما تعددت الإجابات!!
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :