facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بناء المجتمعات الديموقراطية المعاصرة


د. سامي الرشيد
27-01-2015 03:14 PM

ان المجتمعات الديموقراطية المعاصرة قد توصلت الى خلاصات مهمة ,يمكن الاخذ بها في اي مكان , وابرزها هو التقنين الدستوري السليم لنظام الحكم ولتركيبة المجتمع .

لا بد في هذه المجتمعات من توافر الحد الادنى من ضمانات الامن والغذاء ,وبعض الضمانات الاجتماعية والصحية ,مما يكفل التعامل مع مشكلتي الخوف والجوع .

لا تكون بطاقة الانتخاب مثلا أسيرة لقمة العيش , ولا يخشى المواطن من الادلاء برأيه أو المشاركة بصوته الانتخابي كما يملي عليه ضميره .

هذه اسس هامة لبناء المجتمعات الحديثة ولتوفير المناخ المناسب لوحدة الاوطان وتقدمها السياسي والاجتماعي ,ولمنع الاهتراء في أنظمتها وقوانينها ,كما هي عامل مهم ايضا في منع تحول الازمات الاقتصادية والاجتماعية الى براكين نار تحر ق نفسها .

كما ان عدم الالتزام باساليب التغيير الديموقراطية ,يعني تحويرا للانقسامات السلمية نحو مسارات عنيفة .
فالانقسامات السلمية الصحية في المجتمعات تحتاج لضمانات التغيير الديموقراطي من قبل الحاكمين والمعارضين معا .

فالتمييز ضروري بين رفض اسلوب العنف المسلح من اجل التغيير , او التعامل مع الآخر في المجتمع نفسه او خارجه ,وبين حق المقاومة المشروعة من اجل التحرير حينما تكون هناك اجزاء من الوطن خاصعة للاحتلال .

التمييز ضروري بين تغيير اشخاص او حكومات او قوانين وبين تهديم اسس الكيان الوطني والمؤسسات العامة في الدولة , كما ان التمييز مطلوب فكريا بين الدين نفسه وبين اجتهادات دعاته ,بين الحرص على الولاء الوطني وبين التقوقع الاقليمي , وبين الانفتاح على الخارج وبين التبعية له , وبين الهوية القومية وبين الاساءات التي تحدث بأسمها .

ليست المشكلة بوجود انقسامات داخل المجتمعات والاوطان , بل في انحراف الانقسامات السياسية والاجتماعية الى مسارات اخرى .

كثير من المجتمعات الافريقية شهدت ولاتزال حروبا اهلية على اسس طائفية وقبلية , وكذلك مرت القارة الاوروبية بهذه المرحلة في قرون مختلفة .

كان ما شهده عقد التسعينات من حرب الصرب في يوغسلافيا ,وفي الازمة الايرلندية هو آخر هذه الصراعات .
رغم التحول الكبير الذي حصل في اوروبا وفي انظمتها السياسية خلال قرن العشرين , وايضا رغم الانقلاب الثقافي الذي حصل مؤخرا في الولايات المتحدة الامريكية ,بانتخاب باراك اوباما كأول رئيس امريكي اسود ومن اصول افريقية .

لقد شهدت الولايات المتحدة منذ قرن ونصف , حربا اهلية دامية و كان عنصرا مهما بها هو الصراع حول الموقف من العبيد , ومن هم من غير ذوي البشرة البيضاء والاصول العرقية الاوروبية , وتستمر مظاهر التفرقة العنصرية في امريكا حتى الآن في اشكال واماكن مختلفة ,مع العلم انه في خمسينات القرن الماضي كان محرما على الطلاب السود الدخول في مدارس البيض ,وفي بعض المطاعم كان يكتب عليها ممنوع دخول الكلاب واليهود , اما الجنرال كولن باول –اسود –من اصل من جامايكا الذي كان رئيسا لهيئة القوات الامريكية المشتركة عام 1989واصبح وزيرا للخارجية عام 2001فقد كتب في مذكراته1995 انه كان يعاني من التفرقة العنصرية وفي الخمسينات من القرن الماضي كان يمنع من استعمال حمامات ومراحيض البيض .

ليس المطلوب عربيا ان تتوقف مظاهر الانقسام في المجتمع ,لكن المؤمل ان تأخذ الصراعات السياسية والاجتماعية اولوية الاهتمام والتفكير والعمل الذي يدعو لتطوير المجتمع واعلاء شأنه .

قال جورج غالوي ( النائب العمالي البريطاني السابق ) ,ان العرب بامكانهم ان يتحدوا متى يشاؤون , ولكنهم لا يريدون , والشئ الوحيد الذي يمنعهم من التوحد نابع منهم ,لكن امريكا لا تستطيع الوقوف في وجه وحدة العرب اذا رغبوا واذا اتحدوا.
وحدهم العرب من يقف في وجه وحدتهم , وطالما يجلسون في مقاهيهم مع ارجيلتهم , ملقين باللوم على الآخرين مثل الاتراك والبريطانيين والاسرائيليين والايرانيين , فسيبقون دوما منقسمين وضعفاء , وما داموا ضعفاء , فستسرق ثرواتهم .

انه ليس علم صواريخ , وليس على العرب ان يكونوا اينشتاين حتى يفهموا المعادلة , فالوحدة قوة , ان كان بامكانهم التوقف عن التفكير, كسنة وشيعة ,كلبنانيين وسوريين , كيساريين ويمينيين , كمغاربة ,كشرقيين , كخليجيين....
واردف وقال ان العرب 350مليون نسمة , يتكلمون لغة واحدة , ويعبدون الها واحدا بينما في اوروبا يتكلمون 150لغة , ومع ذلك اتحدت اوروبا كلها .
فهل يتخيل العرب كم تكون قوتهم اذا اتحدوا واذا اجتمعوا, لكن الجلوس ولوم الآخرين لايؤدي لطريق الوحدة .
اما في بريطانيا فيوجد في برلمانها 650عضوا , لو سئلوا الواحد تلو الآخر ان يعرف الفرق بين السنة والشيعة ,فلا احد يعرف , ولا يأبه ان يكونوا سنة اوشيعة او يدينون باي دين .
ان البريطانيين يهتمون فقط بتقسيم العرب وجعلهم يحاربون بعضهم البعض , ولا يحاربون اعداءهم ولا يحاربون اسرائيل التي اغتصبت بلادهم .
وبالتالي فالعرب هم الذين يسمحون للاجنبي بسرقة نفطهم وغازهم ومياههم وكل ما منحهم الله من ثروات .
ولكنني اقول ان العرب بامكانهم ان يكونوا شعبا واحدا , وهذا ما يجب عليه ان يكون شعارهم ,واهم من ذلك حتى يتحقق المبدأ والشعار فلا بد من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب حتى يعمل لتحقيق طموحات شعبه واعلاء شأن امته .

. العرب يواصلون في حاضرهم مزيجا من سلبيات التاريخ والجغرافيا معا جيلا بعد جيل على ارض عربية مجزأة , وما حولها من طموحات اقليمية ودولية , وفي ظل هذا الواقع من التجزئة تتخبط الاوطان والافكار والتجارب الاصلاحية .

لقد اصبحت هناك علاقة جدلية بين سوء الاوضاع في الداخل وبين محاولات الهيمنة من الخارج ,كما هي ايضا العلاقة السببية بين عطب الحكومات وبين تدهور احوال المجتمعات والحركات السياسية المعارضة .

ويلاحظ ان العلاقة بين فرنسا والعرب كانت علاقة جيدة , وقد صوتت في مجلس الامن مع انشاء دولة فلسطينية , وكان رد الفعل قيام بعض الجهات لخلق عداء وتشويه صورة الاسلام الحقيقية, وانجر الكثيرون وراء تلك المؤامرة دون تفكير .

كلما غابت البنى السياسية والدستورية والاجتماعية السلمية في المجتمعات ,كلما كان ذلك مبررا للتدخل الاجنبي ,ولمزيد من الانقسام بين ابناء الوطن الواحد , وتزداد المشاكل الداخلية تأزما كلما ارتهن البعض لارادة الخارج الذي شعاره دائما (فرق تسد).
لتقسيم وتفتيت كل أقطار الوطن العربي كالعراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها .

هناك ثلاثة عناصر تصنع الحاضرالعربي :
أولها واهمها الاوضاع السياسية الداخلية العربية بوجهها الحاكم والمعارض .
ثانيها : التدخل الاجنبي في شؤون الاوطان العربية .
ثالثها: ظاهرة التطرف الديني ومن يقف وراءه في ظل غياب مشروع فكري عربي يدعو للوحدة ونبذ الخلاف والنظر لمصالح الشعوب والاوطان كلها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :