facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوبة شهيد


زكريا النوايسة
14-04-2008 03:00 AM

( الى روح الشهيد محمود محمد صالح

الذي أبى بعد أربعين إلاّ أن يعود،وإلى

أرواح شهداء الجيش العربـي وشهداء

الأمة الذين اختزنوا لنا في دمهم بقيـة

من كرامة )

--------------------

ما الذي أتى بك الآن يا محمود..؟


بعد أربعين أبيت إلا أن تعود .. وفي العين رسم امرأة ووطن ، والنية التي عقدتها من قبل تحفزك وتزيح عنك غبار الاربعين ... عينك تجوس في الجوار .. تبتسم لمن بقي من الثوار وتعود.


تنفض عن جسدك تراب ( عناتا ) (1) وتلملم ذكرياتك الأربعينية ، وعندما يعلن الفجر الوليد عن نفسه تركب أول خيط من الشمس وترحل الينا ...


ما الذي أتى بك الآن يا محمود..؟


ما بين فجرُ دِمك القاني وفجر أوبتِكَ ليل طويل ، اقتْتنا فيه – يا محمود - على الضياع وبعْنا فيه وجوهنا وغدونا وجودا بلا وجود.

هل يئستَ من بحثنا عنك ؟ فأتيتَ أنتَ تبحث عنا ، اعتمرت (كوفيتك ) وشددت ( القايش ) ولم تنسَ بندقيتك إذْ نسينا ومسحتَ حبات ترابٍ عن جبينك المتوضيء ، وناديت يا خيلَ الله ... فلامس صوتك حزن القدس وصمتنا والسكون .

تطرقُ بابنا – يا محمود – يلمعُ خاتمك ، امرأة تتحول كلها الى عيون ، فتاةٌ تهرول وتصرخ ... يرتدُ الصدى عاد الشهيد.. عاد الشهيد .. عاد....

نعمْ إن الشهداءُ دائما يعودون .

الشهداءُ لا يرحلون ، يغيبون قليلا وعندما تبحثُ عنهم كرامتنا ، يستعيرون أجنحة ملائكةِ الفجرِ ، فتغشى قلوبنا المهزومة سكينة ، ومسك دمهم القاني يبذر أرضنا بالكرامة ويبشّرُ بحقلٍ من ( دحنون ) الشهادة.

إنهم في كل مرةٍ يعودون يمسحون وجوهنا بمسْكِ جروحهم ، فنلوذُ بصمتنا المفضوح ، و يخجل أمامهم حين يقرؤون في دفتره أنه منذُ ذاك الزمان يحاول أن يُوقظ فجرهُ ولا يتمكنْ ، ويحاول فكَّ رموز عجزه ولا يستطيع.

ما الذي أتى بك الآن يا محمود ..؟

الآن تأتي بعد أن ضيَّعتْ (عادياتُنا) ضَبْحها (ومُورياتنا ) استكانتْ على ذُلٍ فهزُلَ قدْحُها (ومُغيراتُنا ) تغشّاها من الليل ما تغشّى فتاهَ عنها صُبْحها.

فهل بعد أن أدمنَّا الهزيمة نقدر أن نقرا كتابك ؟ هل أقلامنا البائسة تستطيع أن تكتب كلمة واحدة بعد قصيدة دمكَ الرائعة ؟.

يا محمود .. بعضُنا سيلقى دمك بعينٍ دامعة ، وكثيرٌ لا تنتظرهم فثمرتُهم فوق الكتفين خانعة، فهل سنقول لك لا تعود ؟ وأبقى إلى يومك ويومنا الموعود.

لكنك - يا محمود - تُصرُّ إلا أن تأتي ، فأغفر لنا أننا سنلثمُ يدكَ وننحني نقبلُ قدميك ونقول :

نحن محضُ هباء ، فأحفظْ لنا قبرك فنحن أولى به ،وأنتَ.. أنتَ عليك أن تعود .

يا محمود إن كان لا بدَّ أن تعودْ فاحمل لنا سنا برقك ورعود، وامدُدْ لنا يدك فالنارُ من تحتنا اشتدًّ أوارها من
(حزيران) (2)إذْ نحنُ عليها قعود ، وعلّق – يا بهي الوجه -على أبوابنا أوسمة الشهادة لعلنا بعد شُحّنا الطويل وصمتنا المريب ... لعلنا نجود.

-------------------------------

(1) عناتا القرية المقدسية التي دفن فيها الشهيد عام 1967.

(2) اشارة الى نكسة حزيران وتوابعها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :