facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معاذ لم يمت و لن يموت ..


خالد الكساسبة
04-02-2015 05:30 PM

الكتابة عند الموت رثاء و معاذ لم يمت و لن يموت ، معاذ اليوم ليس بحاجة لمن يبكي عليه أو يرثيه بل يحتاج الى من يكمل السير على طريقه ، اليوم نحن من بحاجة الى البكاء على انفسنا و على الخواء و الشقاء الذي أوصلنا أنفسنا اليه ، اما معاذ فسوف تبقى نظراته و هو يواجه الموت تلاحقنا ، تشعرنا بذنبنا لأننا لم نقف في وجه هؤلاء البرابرة منذ البداية .

لم افاجأ بقتل معاذ ، كنت سأُفاجأ لو ان هؤلاء البرابرة اطلقوا سراحه ،لكن و رغم ان تاريخهم و تاريخ دينهم مليء بالقتل و الذبح و الغدر الا انني لم اتخيل في أكثر احلامي سوءا ان تصل همجيتهم الى هذا المستوى و لكن ما خفف عني من هول الصدمة هو انني وجدت معاذ المجرد الا من رداء برتقالي اقوى منهم و من نارهم و من سكاكينهم و من جرافاتهم و من قفصهم .

بالأمس صدمتني صور الجريمة ، تلعثم لساني ، و ضاعت الكلمات مني و لكنني عندما شاهدت المشهد من جديد خجلت من نفسي و أنا أرى كل هذا العنفوان و هذه الشجاعة و هي تتجسد في وجه معاذ و في جسده ليقف بكل كبرياء و يواجه سجانيه و جلاديه و داعشي دينه و هم يجرونه مثل (إبراهيم) الى نار حقدهم ليس على معاذ فحسب و انما على كل اردني و اردنية .

قلت منذ اليوم الأول : (ان عاد بطل و ان مات بطل) ، و اليوم أقول : (الابطال لا يموتون و لا يستشهدون ،انما يحفرون اسماءهم في قلوبنا الى الابد) ، سنتذكر معاذ مثلما نتذكر فراس العجلوني و موفق السلطي و مثلما ظلت في قلوبنا ذكرى (عيال عليا و إبراهيم) الذين حرقهم جد (الداعشي اردوغان) و رماهم من قلعة الكرك .

معاذ واجه عدوه في حياته نسرا محلقا في السماء و واجههم في موته أسدا شامخا و لا جبن أمام نارهم و سكاكينهم و جرافاتهم و اقنعتهم ،معاذ كان من الممكن ان يرحل في حادث دهس على طريق عمان - الكرك او في مشاجرة عشائرية في (عي) بدون ان يسمع باسمه أحدلكنه مضى مثل كل الابطال في التاريخ بكرامة و بفخر وها هو كل العالم يردد اسمه .

حين تم أسر معاذ اختلطت علي المشاعر بين الحزن و الخوف على مصيره و بين الفخر به و انتصرت مشاعر الفخر ، و حين تم حرق جسد معاذ النحيل اختلطت علي المشاعر مرة أخرى بين الحزن و القرف من فعلتهم و بين الفخر و أيضا انتصر شعور الفخر من جديد ، و اليوم فانني فخور ب ابن عمي معاذ اكثر و اكثر ، فخور بشجاعته، فخور بصلابته و هو يواجه الموت وحيدا إلا من صورة أمه و ابيه و زوجته و اخوته و هي تطوف امام عينيه حين كانت النار تقترب منه .

ايها الدواعش لكم دينكم و لكم (إبن تيميتكم) ، اما نحن فلنا اخلاقنا الانسانية و ضميرنا ، لا تهمنا ناركم و لا جنتكم و لا صلواتكم و لا صيامكم إن لم تردعكم عن التمثيل بانسان و هو على قيد الحياة .

حربنا مع داعش لا يجب ان تتم بروح الثار و الانتقام انما بروح الايمان الكامل بواجبنا في تخليص العالم من هذا الفكر البربري و لهذا سنمضي بحربنا و لن نختصرها باعدام ساجدة و الكربولي و لكن ايضا لن تمتد الى تدخل بري لا طاقة و لا رغبة لنا به و انما بتوجيه ضربات نوعية و انتقائية لقيادات داعش و على رأسها خليفتها الارعن و المزعوم و كذلك ب إعدام جذور الارهاب من مدارسنا و مساجدنا و بيوتنا و مجتمعنا

ووقف غسيل الدماغ الذي يتعرض له أطفالنا فيتخرجون الينا برتبة (داعشي) بمرتبة اللا شرف .
الحياد في المفترقات خيانة ، و طوال الامس لم اقرأ اي ادانة مباشرة و واضحة من الدواعش الاردنيين و من اصحاب نظرية (ليست حربنا) ، و من أدان منهم (على استحياء) كان يتبع ادانته ب (لكن) اللعينة لتبرير سلوك داعش و القاء المسؤولية على الأردن .

اخيرا ، و انا الذي ما انفككت انتقد الدولة مرة تلو المرة ، اقول و بضمير مرتاح ان الدولة لم تقصر ابدا في قضية معاذ و بذلت كل ما في وسعها و كان موقفها متقدما حتى على مواقف بعض ابناء عشيرة الكساسبة و الاتهامات الموجهة لها إنما هدفها فقط تبرئة داعش و تبرير عدم الذهاب في الحرب.

اعدام ساجدة و الكربولي ليس هو الرد الأردني ، هذا فقط كان للتنفيس عن غضب الأردنيين ، الرد الأردني قادم ، الرد الأردني أيها الدواعش ليس ما سمعتموه و انما ما سترونه باعينكم ، مجرمكم الزرقاوي فجر فنادقنا و لم نتركه الا بعد ان خلصنا العالم منه ، و الاردن لن يترككم حتى يخلص الإنسانية منكم أيها المجرمين .
الابطال لا يموتون و لا يستشهدون ،انما يحفرون اسماءهم في قلوبنا الى الابد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :